انتر ميلان يقصي البرشا

انتر ميلان يقصي البرشا
الرابط المختصر

 خطف فريق إنتر ميلان الإيطالي بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم رغم هزيمته أمام مضيفه برشلونة الأسباني صفر/1 الأربعاء في إياب الدور قبل النهائي للبطولة.

وضرب انتر ميلان موعدا في النهائي الذي يحتضنه ملعب "سانتياجو برنابيو" الخاص بريال مدريد في 22 الشهر المقبل، مع بايرن ميونيخ الالماني الذي تأهل امس الاول على حساب ليون الفرنسي بالفوز عليه ايابا 3-0 بعد ان كان تغلب عليه ذهابا ايضا 1-0.

وتحقق حلم مورينيو بقيادة انتر ميلان الى النهائي للمرة الاولى منذ 1972 وتفوق على نظيره جوارديولا الذي قال في المؤتمر الصحافي عشية هذه المواجهة بان لا يهمه انتر ميلان او قميصه او مدربه، كل ما يهمه هو ان يقدم فريقه مستواه المعهود وهذا الامر سيكون كافيا لكي يتأهل الى النهائي ويتوج باللقب.

ورد عليه مورينيو قائلا بان برشلونة "مهووس" بالنهائي واللقب في حين ان فريقه يملك "حلما" وهو الوصول الى النهائي، ثم ازدادت حدة التصريحات قبل ساعات معدودة على انطلاق المباراة عندما وصف رئيس برشلونة جوان لابورتا المدرب البرتغالي بـ "طبيب نفساني من الدرجة الثانية بامكانه ان يقول ما يشاء".

وقال مورينيو بالفعل ما يشاء ونجح بتبنيه اسلوب ال"كاتيناتشو" الايطالي في تجريد برشلونة من اللقب رغم النقص العددي في صفوف فريقه منذ الدقيقة 28 بعد طرد لاعب برشلونة السابق البرازيلي تياجو موتا، وقاد "نيراتزوري" الى النهائي للمرة الاولى منذ 1972 عندما خسر امام اياكس امستردام الهولندي 0-2، والخامسة في تاريخه بعد 1964 و1965 حين اصبح اول فريق يتوج باللقب مرتين على التوالي (على حساب ريال مدريد الاسباني وبنفيكا البرتغالي)، و1967 (خسر امام سلتيك الاسكتلندي).

في المقابل فشل برشلونة الذي كان يسعى لان يصبح اول فريق يحتفظ بلقبه منذ 20 عاما عندما كان ميلان اخر من حقق هذا الانجاز، في التأهل الى النهائي الثاني على التوالي والسابع في تاريخه بعد اعوام 1992 و2006 و2009 حين توج باللقب على حساب سمبدوريا الايطالي وارسنال ومانشستر الانجليزيين على التوالي، و1961 و1986 و1994 حين خسر امام بنفيكا وستيوا بوخارست الروماني وميلان.

ونجح مورينيو في فك عقدة الدور نصف النهائي التي لازمته عندما كان يشرف على تشلسي الانجليزي وبلغ النهائي الثاني له بعد 2004 حين توج باللقب مع بورتو.

وسيكون مورينيو الذي مر ببرشلونة حين كان مساعد المدرب خلال حقبة الانجليزي الراحل بوبي روبسون والهولندي لويس فان جال (من 1996 حتى 2000)، امام فرصة ان يصبح ثالث مدرب فقط يتوج باللقب الاوروبي المرموق مع فريقين مختلفين بعد النمسوي ارنست هابل الذي احرز اللقب عام 1970 مع فيينورد روتردام الهولندي و1983 مع هامبورج الالماني، والالماني اوتمار هيتسفيلد الذي توج به مع بوروسيا دورتموند عام 1997 وبايرن ميونيخ عام 2001.

وفي حال فشل مورينيو في تحقيق هذا الامر، فسيكون هذا الشرف من نصيب مدرب بايرن فان جال الذي احرز اللقب سابقا مع اياكس امستردام عام 1995.

وكان برشلونة الذي افتقد خدمات اندريس انييستا صاحب هدف التأهل الى نهائي الموسم الماضي على حساب تشلسي بسبب الاصابة وقائده كارليس بويول للايقاف، يأمل ان يكرر سيناريو 2002 حين تغلب على الفريق الايطالي في "كامب نو" بثلاثية نظيفة خلال الدور الثاني، وسيناريو الموسم الحالي عندما تغلب عليه 2-0 في دور المجموعات بعد ان تعادلا ذهابا في ميلانو، الا انه اكتفى بهدف واحد سجله مدافعه جيرار بيكيه في الدقائق الست الاخيرة.

ولم يكن ذلك كافيا لاستمرار مشوار برشلونة وحلم مدربه جوارديولا في رفع الكأس للمرة الثالثة في مسيرته لانه توج بلقب هذه المسابقة عام 1992 كلاعب، علما بانه اصبح الموسم الماضي سادس من يفوز باللقب كلاعب وكمدرب، كما اصبح ثالث لاعب يحقق هذا الانجاز مع نفس الفريق بعد الاسباني ميجيل مونوز (فاز كلاعب مع ريال مدريد عامي 1956 و1957 وكمدرب 1960 و1966)، والايطالي كارلو انشيلوتي (فاز مع ميلان كلاعب عامي 1989 و1990 وكمدرب عامي 2003 و2007).

لكن كل شيء انتهى عند عتبة انتر ميلان الذي سيتلتقي مع بايرن للمرة الاولى منذ دور المجموعات لموسم 2006-2007 حين تعادلا ذهابا في ميونيخ 0-0 قبل ان يفوز النادي البافاري ايابا 2-0 في ميلانو سجلهما البيروفي كلاوديو بيتزارو ولوكاس بودولسكي.

وبدأ جوارديولا المباراة باشراك العاجي يايا توريه في مركز قلب الدفاع بدلا من بويول الموقوف، فيما بقي البرازيلي ماكسويل الذي كان مهندس هدف فريقه في الذهاب، على مقاعد الاحتياط في حين ان الفرنسي ايريك ابيدال الذي دخل في الشوط الثاني خلال لقاء "جوزيبي مياتزا" لم يكن متواجدا حتى على مقاعد الاحتياط.

واستلم مهام الظهير الايسر الارجنتيني جابرييل ميليتو الذي واجه شقيقه دييجو، زميله السابق في سرقسطة الاسباني (من 2005 الى 2007)، لتكون المواجهة الرابعة فقط بين شقيقين في تاريخ المسابقات الاوروبية بعد تلك التي جمعت الايسلنديين يوهانس (سلتيك الاسكتلندي) واتلي ادفالسون (فالور ريكيافيك) في الدور الاول من مسابقة كأس الكؤوس الاوروبية لموسم 1974-1975، والهولنديين رونالد (ايندهوفن) وايروين كومان (ميشيلين البلجيكي) عام 1988 في كأس السوبر الاوروبية، والنروجيين يون ارنه (روما الايطالي) وبيورن هيلجيه ريزه (فولهام الانجليزي) هذا الموسم في دور المجموعات من مسابقة الدوري الاوروبي "يوروبا ليج".

وجلس الفرنسي تييري هنري على مقاعد الاحتياط مجددا لمصلحة الشاب بدرو رودريجيز، في حين ان الهولندي ويسلي سنايدر لعب اساسيا من الناحية الايطالية بعد شفائه من الاصابة، كما لعب الروماني كريستيان شيفو اساسيا من اجل تعزيز الناحية الهجومية على حساب المقدوني جوران بانديف.

وكما كان متوقعا بدأ برشلونة المباراة ضاغطا لكنه لم يهدد مرمى الحارس البرازيلي جوليو سيزار بسبب التنظيم الدفاعي لانتر ميلان الذي اكتفى في اوائل المباراة بابعاد الكرة عن منطقته دون ان ينطلق باي هجمة منظمة، مغلقا المنافذ والمساحات امام فريق يبرع تماما في اللعب المفتوح.

وانتظرت جماهير "كامب نو" حتى الدقيقة 23 لتشهد الفرصة الاولى في المباراة وكانت لفريقها عبر صاحب هدف لقاء الذهاب بدرو روديجيز الذي وصلته الكرة من الجهة اليمنى عبر الظهير البرازيلي دانيال الفيش فسددها "طائرة" بجانب القائم الايسر.

وتلقى انتر ضربة قاسية عندما رفع الحكم البلجيكي فرانك دي بليجيري البطاقة الحمراء في وجه تياجو موتا بعدما حمى كرته بوضع يده على وجه سيرجيو بوسكيتس فبالغ الاخير في "تمثيله" ليتسبب بطرد البرازيلي وسط اعتراض صاخب من لاعبي انتر ومورينيو (28).

وكان موتا تلقى انذارا قبل دقائق من الطرد وبالتالي لو تحققت العدالة في الحركة التي قام بها فكان سيحصل على انذار ثان ما يعني طرده ايضا.

وحاول برشلونة ان يستغل النقص العددي في صفوف ضيفه وكاد ان يفتتح التسجيل بعد دقائق معدودة بكرة اطلقها ميسي من حدود المنطقة لكن جوليو سيزار تألق وحولها الى ركنية (33).

وواصل برشلونة اندفاعه وحاصر ضيفه في منطقته تماما وكان قريبا في الثواني الاخيرة من الشوط الاول في افتتاح التسجيل من ركلة حرة نفذها ابراهيموفيتش من حوالي 25 م لكن الكرة علت العارض بقليل (45).

وفي الشوط الثاني، زج جوارديولا بماكسويل بدلا من جابرييل ميليتو من اجل تنشيط التوغلات على الجهة اليسرى لكن شيئا لم يتغير لان انتر واصل نجاحه في اغلاق منطقته امام المد الهجومي الكاتالوني، فاضطر بيبي جوارديولا الى اخراج ابراهيموفيتش وبوسكيتس وادخال الشابين بويان كركيتش وجيفرن سواريز (63).

ورد مورينيو باخراج سنايدر وادخال الغاني سولي مونتاري (67) من اجل تعزيز الناحية الدفاعية ف"خيم" انتر في منطقته لدجرة ان حارس النادي الكاتالوني فيكتور فالديز لعب في منتصف منطقة فريقه من اجل اعادة الكرة بسرعة الى منطقة الضيف لكن دون جدوى لان "كاتيناتشو" مورينيو كان سدا لا يمكن اختراقه في هذه الليلة وقد تعزز هذا السد في الدقائق العشر الاخيرة بدخول المدافع الكولومبي ايفان كوردوبا بدلا من دييجو ميليتو.

وكان بامكان كركيتش ان يشعل المباراة لو نجح في وضع الكرة برأسه داخل الشباك بعد عرضية متقنة من ميسي لا ان محاولته مرت قريبة جدا من القائم الايمن (83).

لكن وسط عجز هجوم برشلونة عن التسجيل قرر بيكيه ان يأخذ الامور على عاتقه فهز شباك جوليو سيزار بعدما كسر مصيدة التسلل اثر تمريرة من تشافي هرنانديز وتلاعب بالحارس البرازيلي ثم التف على نفسه ووضع الكرة في الشباك (84).

وحصل برشلونة على فرصة ثمينة لخطف التأهل في مناسبتين بتسديدتين بعيدتين من تشافي ثم ميسي (89) لكن جوليو سيزار تألق وانقذ فريقه.

وخطفت الانفاس في الوقت بدل الضائع عندما هز كركيتش شباك فالديز الا ان الحكم الغى الهدف لان توريه لمس الكرة بيده قبل ان تصل الى زميله الشاب.