انتخابات الصحفيين.. خطابات تقليدية في مواجهة طروحات ثورية
على وقع انتفاضة الجسم الصحفي المطالب باطلاق الحريات الإعلامية ورفع القبضة الأمنية تجري الجمعة انتخابات نقابة الصحفيين وسط غياب واضح للخطاب السياسي ومواصلة التمترس خلف الوسائل التقليدية التي جرت عليها الانتخابات السابقة.
الانتخابات التي يتنافس فيها 4 صحفيين على مقعد النقيب و 27 عضوا على عضوية 9 مقاعد يتشكل منها مجلس النقابة، غابت عنها الكتل الانتخابية، وحضرت البرامج “المكررة”.
انتخابات تقف امام مفترق طريق صعب، في انتظار ما سيتمخض عنها من نتائج تضع المجلس القادم امام استحقاق الارتقاء بخطابة بما يلبي مطالب الجسم الصحفي المطالب بالاصلاح.
عضو مجلس النقابة الحالي ماجد توبة رأى في تصريحات لبرنامج عين على الاعلام أن الحاجة والظرف الموضوعي يفرض إحداث تغيير في “البيت الصحفي”.
انتفاضة الجسم الصحفي التي دشنها صحفيو الراي وانتقلت عدواها الى مختلف الجسم الذي عبر عن تلك العدوى في الاعتصام الذي تم على ميدان عميد الصحفيين الأردنيين الراحل محمود الكايد في اذار الماضي.
اعتصام رفع الصحفيون فيه اصواتهم عاليا للمطالبة باعادة الاعتبار لمهنة الصحافة التي فقدت حريتها واستقلالها بفعل التدخلات الحكومية والوصاية الأمنية، كما طالبوا بإسقاط القوانين التي تحد من حرية الإعلام، وإعادة النظر في أوضاعهم التي وصفوها بالمتردية.
خطاب يفوق ما تطرحه النقابة من برامج ومواقف، دفع عدد من الصحفيين الى تأسيس تيارا سياسيا في قلب النقابة تحت مسمى “القوميين الديمقراطيين” في سابقة قد تكون الأولى من نوعها في تاريخ نقابة الصحفيين.
التيار بحسب القائمين عليه يهدف الى إعادة الاعتبار للنقابة، وتحصين دورها السياسي والوطني، ودفعها إلى مقدمة المشهد السياسي، باعتبارها صانعة للرأي العام وموجهة له.
الناطق باسم التيار هشام عودة وصف خطاب النقابة “بالمتخلف” مطالبا بضرورة النهوض بالخطاب السياسي والدفاع عن مصالح النقابة السياسية والوطنية في ظل رياح التغيير والاصلاح التي تعصف بالاردن وبالمنطقة ، واضاف:” خطاب النقابة خارج عن سياق اهتماماتها ، فالنقابة تقع في ذيل النقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني”.
وبين ان تاسيس التيار جاء للنهوض بالنقابة الى مصاف النقابات المهنية التي تنتمي لهموم الوطن وسياساته.
رئيس تحرير صحفية العرب اليوم فهد الخيطان”متشائم” وقال لعمان نت”، “نقابة الصحفيين لن تكون قادرة على حمل برنامجا يتناسب مع المطالب بوقف السيطرة الامنية”، ولا يعول الخيطان على قدرة النقابة وقف اي اختراق للحريات الصحفية والتدخلات الامنية.
الانتخابات قد تكون الاخيرة التي تجرى بناء على القانون الحالي، في حال تم الموافقة على التعديلات التي ادخلت على قانون النقابة الذي احالته الحكومة الى ديوان التشريع والرأي، حيث سينهي اقرار القانون الاصطفافات المؤسسية والتدخلات الامنية في العملية الانتخابية.
الخيطان راى بان التعديلات على قانون النقابة ستساهم بشكل كبير في تجذير استقلالية النقابة في المرحلة المقبلة وبتجاوز عقدة العلاقة مع الجهات الرسمية، نتيجة لما تتضمنه التعديلات من توسيع لقاعدة العضوية وشمول الإذاعات والتلفزيونات الخاصة والمواقع الالكترونية.
الناطق باسم التيار القوميين الديمقراطيين هشام عودة، اكد على ما جاء به الخيطان بضرروة فك الارتباط بين الموقف الرسمي والنقابة، مشيرا بانه لا بد ان تتحول النقابة الى صوت معبر عن أعضائها بغض النظر عن توجهاتهم السياسية والنقابية.
وانتقد عودة برامج المرشحين للانتخابات حيث راى ان هذه البرامج تهدف الى تحويل النقابة الى “جمعية خيرية”بهدف ابعادها عن ممارسة دورها في الحراك الذي تعيشه الاردن والمنطقة.
الخيطان تنمى ان يلتزم المرشحين ببرامجهم ووعودهم الانتخابية،واضاف:” لا يوجد اي ضمانة للمرشحين بتنفيذ تعهداتهم ضمن برامجهم الانتخابية وذلك من خلال التجارب السابقة للمرشحين”.