انتخابات الاردنية.. جرعة اولى في الديمقراطية

الرابط المختصر

وضعت الانتخابات الطلابية في الجامعة الاردنية الحركة الطلابية على اول الطريق الصحيح من جديد, بعد سنوات من التخبط جلبت الى ساحة الجامعة وعموم الجامعات الاردنية اسوأ اشكال العنف والتخلف.

 

العودة الى الانتخابات الكاملة كانت بحد ذاتها خطوة الى الأمام مقارنة مع نصف الديمقراطية التي حكمت الحياة الطلابية طيلة السنوات الثماني الماضية. مختلف الاطراف الرسمية والحزبية توافقت على انجاح التجربة الديمقراطية في الجامعة الاردنية رغم تحفظاتها العديدة على النظام الداخلي للاتحاد وآلية الانتخاب التي تفتقر للأسس اللازمة لتشكيل تيارات طلابية على قواعد برامجية.

وضع الجميع وفي مقدمتهم الاسلاميون ملاحظاتهم جانبا وساروا بتفاهم مع ادارة الجامعة نحو الانتخابات.

الحملة الانتخابية التي شهدتها الجامعة خلال الأيام الماضية بدت فقيرة في برامجها وشعاراتها ووقع المتنافسون في الانتخابات تحت تأثير المناخ الاقليمي والجهوي الذي ساد الجامعة في السنوات الاخيرة. كان هذا متوقعا فالجسد الطلابي العليل لن يشفى بالجرعة الاولى من الديمقراطية ويحتاج الى المزيد من الجرعات ليستعيد عافيته ولياقته الوطنية ويتغلب على الامراض التي نخرت جسمه وروحه.

شارك في الانتخابات القوى الطلابية كافة, اسلاميون ويساريون ووطن. عدم مقاطعة أي من الاطراف كان بحد ذاته انجازا يحسب لادارة الجامعة وممثلي تلك الاطراف التي سعت الى تذليل العقبات أمام مشاركة الجميع وفتحت ابواب الجامعة امام وسائل الاعلام لمراقبة الانتخابات وتغطية فعالياتها.

نتائج الانتخابات التي اعلنت مساء أمس الاول عززت ثقافة المشاركة فقد حصلت كل الوان الطيف الطلابي على حصة من التمثيل في الاتحاد تساوي حجم قوته في الشارع الطلابي وعبر الاتجاه الاسلامي في الجامعة عن ارتياحه للنتائج والأهم من ذلك اننا لم نسمع عن تشكيك من أي طرف بنزاهة الانتخابات وسير العملية الانتخابية فهذا الأمر صار نادر الحدوث في الاردن. كما ان نسبة المشاركة في الانتخابات 59% تعكس ثقة الطلاب بخيار المشاركة وجدواها.

تجربة الجامعة الاردنية تنتظرها تحديات كثيرة اول هذه التحديات هو ان تستمر العملية الديمقراطية لتصبح تقليداً لا يمكن النكوص عنه والتحدي الآخر هو نجاح الاتحاد الجديد في تغيير المناخ الطلابي داخل الجامعة بحيث تتشكل العلاقات بين الطلاب على اسس بعيدة عن الاقليمية والعشائرية والجهوية السائدة. وينهض الاتحاد بدوره كحركة تنويرية تعود بالطلاب الى ممارسة دورهم كقوة تغيير في المجتمع تساهم في رفع مستوى التعليم من جهة وتؤسس لتخريج اجيال من المثقفين الوطنيين,تنبذ العنف وتكرس الديمقراطية كمنهج تفكير وعمل.

لكن نجاح التجربة في الجامعة الاردنية مرهون بموقف ادارة الجامعة منها واحترام الجهات الرسمية لحق الطلاب في الدفاع عن حقوقهم وحرص الاتحاد على تمثيل الطلاب من دون تمييز والاحتكام لقواعد اللعبة الديمقراطية في ادارة شؤون الاتحاد