امانة عمان تلجأ للصوديم لتخفيف فاتورة الكهرباء
تدرس أمانة عمان الكبرى قرار تحويل إنارة العاصمة مرحليا من مادة الزئبق إلى الصوديوم لغايات ترشيد الطاقة وتحسين الإنارة والمحافظة البيئة .
ورغم سميّة مادة الزئبق إلا انه عنصر أساسي في تركيب معظم المصابيح الكهربية الحديثة الموفرة للطاقة التي تسعى بعض الحكومات على استعمالها لخفض استهلاك الطاقة الكهربية.
وبين رئيس قسم الإنارة في أمانة عمان الكبرى م. محمود الزيود أهمية استبدال مادة الزئبق بالصوديوم في وحدات الإنارة، وقال:" استبدال الزئبق 125 بمادة الصوديوم 70 واط سيعمل على تخفيف فاتورة استهلاك الكهرباء المستخدمة في إنارة الشوارع بالإضافة لترشيد استهلاك الطاقة".
ويضيف الزيود أن وحدات إنارة الصوديوم" ديمومتها أطول وكفاءتها وفعاليتها أعلى من حيث تحسين مستويات الإنارة".
وللزئبق آثاره السامة المعروفة على الجهاز العصبي للإنسان وعلى الكليتين والكبد ويمكن ان يسبب الوفاة إذا تعرض شخص لكميات اكبر منه.
وحول المخاطر التي يشكلها الزئبق خصوصا اذا حدث تلف بإحدى وحدات الكهرباء، يقول الخبير البيئي في الجامعة الأردنية د. الياس سلامة:" مادة الزئبق سامة وتلحق الضرر بالإنسان والحيوان بالإضافة للنباتات، وطالما هذه المادة موزعة على وحدات إنارة الشارع وعندما تنكسر فإنها ستسيل إلى الشارع وبالتالي ستضر المياه السطحية وتتسرب إلى المياه الجوفية، وتلحق الضرر بالإنسان والكائنات الحية الأخرى".
وأوضح سلامة انه "عندما ينكسر ميزان حرارة زئبقي داخل المختبر فإنها مشكلة لصعوبة تجميع الزئبق المبعثر ومن ثم التخلص منها بطريقة علمية لان تأثيراتها الصحية خطيرة".
وتعتبر مادة الصوديوم رفيقة بالبيئة حتى ولو تفاعلت واختلطت مع مواد أخرى، هذا ما اوضحه سلامة:" فان تفاعلها سريع جدا وتتفاعل مع أي شيء وتتحول إلى مادة غير سامة ولا يوجد لها أي قيمة، وملح الطعام مكون من مادة الصوديوم والكلورايد وهو متواجد بالطبيعة بشكل غير مؤذي".
ويذكر ان كمية الزئبق الموجودة في المصباح الكهربي الواحد تبلغ نحو خمسة ملليجرامات في المتوسط، وهي كمية يمكن وضعها على قمة سن أي قلم جاف وفقا لبيانات وكالة الحماية البيئية الأمريكية، وتلتزم المصانع بان تظل هذه القيمة تتراوح خمسة إلى ستة ملليجرامات لكل مصباح.
وتتعرض الوحدات الكهربائية للتلف والكسر، لذا يجب ان يتم التخلص منها بطرق علمية نظرا لسمية هذه المادة، هذا ما بيّنه رئيس قسم الإنارة في أمانة عمان الكبرى م. محمود الزيود:" المصباح المستهلك والتالف أو المعطل كمية الزئبق فيها نافقة ومنتهية ولا يوجد لها أي اثر، لكن وحدة الإنارة التي يكون جزء منها تالف هذا سيكون لها الأثر السلبي لذا يتم التخلص منها وحفظها في مستودعات التالف ليتم ترحيلها لمكبات النفايات السامة".
وستطرح الأمانة غدا عطاءً لعدد من وحدات الإنارة والبالغة 10 آلاف وحدة، وسيتم تركيبهم كدفعة أولى في شوارع أمانة عمان 70 واط صوديوم بمواصفات عالية جدا، وسيتم تنفيذ المشروع، خلال 60 يوم وبكلفة تقدر 250 ألف دينار.
إستمع الآن