الوحدات الاكثر استهلاكا للمدربين

الرابط المختصر

يُعد الاستقرار الفني من اهم عوامل النجاح في الالعاب كافة لا سيما كرة القدم كون الجهاز الفني يعمل وفق نظرة مستقبلية تشمل مواسم طوال يقوم خلالها بمراحل الاحلال والابدال بيسر وسهولة ومثال ذلك السير اليكس فريغسون الذي امضى اكثر من عشرين عاما وهو على رأس الهرم في الجهاز الفني لمانشستر يونايتد كما تبرم الاندية الكبيرة عقودا مع المدربين لا تقل عن ثلاثة مواسم كحد ادنى.

 

الا ان الكرة العربية بشكل عام والكرة المحلية خاصة ضربت بفوائد الاستقرار الفني عرض الحائط فبات من العادة ان تقيل ادارات الاندية مدربيها مع نهاية الموسم لتعيين مدربين جدد وخير مثال على ذلك نادي الوحدات حاصد بطولات الاتحاد كافة في الموسم الماضي الذي مارس هوايته بعدم التجديد للجهاز الفني رغم الانجاز وتعيين جهاز فني جديد.

وبدأت هواية الوحدات في تقليب الاجهزة الفنية منذ موسم 98 بعد إقالة العراقي كاظم خلف وتولي مواطنه واثق ناجي ومن بعدهما انور جسام قبل ان يتسلم المحلي بدر الخطيب تولي القيادة الفنية ومن ثم تنقل الوحدات بين المدارس التدريبية ليصل الى اليوغسلافية فكان دارجان وزوران ليعود مجددا للاستعانة بالمدرب المحلي ليقع الاختيار في موسم 2003 على المدرب المحلي عيسى الترك الذي حاول انشاء جيل جديد باحثا عن التجديد بعد سنوات عجاف لم يعرف فيها الوحدات طريق الصعود لمنصة التتويج فكان ان فقد لقب بطولة الدوري خمسة مواسم متتالية الا ان مهمة الترك الصعبة انتهت بعد بطولة دوري اقيمت لاول مرة من مرحلة واحدة.

لم تمنح ادارة النادي او الجماهير فرصة جديدة للترك فكان ان ترك تدريب الفريق لتتم الاستعانة بالمدرسة المصرية وتحديدا المدير الفني المصري محمد عمر الذي اعاد الفريق الى منصة التتويج بعد ان نجح في استغلال موروث الترك فخطف مع الوحدات القاب الدرع والدوري وكأس الكؤوس فيما خسر لقب بطولة كأس الاردن ولم يكن هذا هو سبب الاستغناء عن خدمات عمر بعد موسم ناجح بل كان الخلاف حول الاسماء التي ارادها محترفة اضافة لبعض الخلافات الادارية والمالية.

ليخلفه المدرب العراقي عادل يوسف فاخفق الفريق محليا بشكل لم يرض الجماهير رغم انه عوض ذلك بوصوله الى الدور قبل النهائي من بطولة الاندية العربية ابطال الدوري لتأتي اقالته بمطلب جماهيري فخلفه المحلي محمد مصطفى مدة قصيرة قبل ان يكمل المشوار المدرب العراقي ثائر جسام الذي خاض اصعب المواسم مع الوحدات على الاطلاق فلعب بتشكيلة رديفه استطاع من خلالها استرداد لقب بطولة الدوري وهذا الانجاز لم يشفع له اذ اقيل ليلة التتويج رغم مطالبة الجماهير بالابقاء عليه وذلك بداعي ان النادي يبحث عن مدرب لتحقيق القاب قارية فكانت ان تعاقدت الادارة مع المصري عادل يوسف فلم يوفق الاخير في تحقيق اي نتائج ايجابية فرحل بضغط جماهيري بعد ان كاد الوحدات يخرج من الموسم من دون تحقيق اي بطولة كما ضغطت الجماهير لعودة محمد عمر وهذا ما كان ليلحق الوحدات بالمنافسة على لقب بطولة الدوري قبل ان يخطفها مجددا.

وبما ان الخلاف القديم تجدد مع عمر لم تبحث الادارة عن التجديد له فكان ان رحل الى شباب الاردن في الوقت الذي استقدمت فيه ادارة الوحدات المدرب العراقي اكرم سلمان صاحب الرباعية التاريخية في الموسم الماضي فلم يشفع له انجازه للبقاء في القلعة الخضراء بسبب مغالاته في مطالبه المالية بحسب ادارة الوحدات في الوقت الذي اكد فيه سلمان عدم جدية الادارة في التجديد له.

وها هو الوحدات يتعاقد كالعادة مع مدرب جديد فهل يحطم الرقم القياسي ويستمر لموسمين فقط?!.