النواب يستعرضون أنفسهم في "ما يستجد من أعمال"

الرابط المختصر

سيطر موضوع إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين على
مجريات جلسة أمس بالتناصف تقريباً مع موضوع أزمة ثلوج الجنوب التي واجهها الأردن
قبل عشرة أيام تقريباً.

إذ تناولتها معظم المداخلات النيابية في بند ما يستجد من
أعمال بطريقة سيطرت عليها الخطابة والتنديد والاستنكار.

وإذا كان موضوع إعدام صدام حسين موضوعاً سياسياً خلافياً
لا يحتمل إلا إبداء الرأي فيه أو ربما مطالبات معينة مثل قطع العلاقات مع إيران أو
اتخاذ موقف حكومي أكثر صرامة تجاهه كما جاء في المذكرة التي وقعها 27 نائباً حول
الموضوع في الجلسة.

ولكن أزمة ثلوج الجنوب قطعاً كان يجدر التعامل معها
بطريقة مختلفة، فقد أعتدنا على اختيار النواب الخطابة لتوصيل أفكارهم ومطالبهم إلا
انه حبذا لو كانت اقل"بكائية ورثائية"
للمواطنين الذين حوصروا في ثلوج الجنوب نتيجة التقصير الحكومي في إدارة الأزمة
والتعامل معها ونستطيع القول حبذا لو كان أقل دعائية في استثمار الثلاث دقائق
الممنوحة لكل نائب في مخاطبة عواطف القواعد الانتخابية.

حيث يستغل بند ما يستجد من أعمال من النواب لاستعراض
أنفسهم وفقاً للقضايا المطروحة وخاصة الحساسة منها بخطابات ساخنة، حسبما يرى
المحلل والكاتب الصحفي جميل النمري، الذي قال" إن الأصل أن يثير النواب في
هذا البند قضايا لم تثرها الحكومة-وهو أمر لم يحدث في قضية الثلوج والغاز- وأن
يقدم كل نائب تصوره الدقيق والعملي لهذا الموضوع.

وللخروج من مأزق الخطابة والظهور الإعلامي أقترح النمري
أن يعدل النظام الداخلي للمجلس بحيث يقدم هذا البند بطريقة أكثر استفادة من وقت
المجلس كأن تقدم المداخلات مكتوبة أو في جلسات مغلقة عن الإعلام.

من جانبه رئيس الوزراء معروف البخيت اعترف في بداية
الجلسة وقبل أن يأتي دور النواب في الكلام بالتقصير الحكومي تجاه التعامل مع هذه
الأزمة ووضع النواب في صورة ما حدث بل خرج عن دبلوماسيته المعهودة وانتقد الارتباك
الإعلامي الذي رافق الأزمة والفشل بالتعاطي معها باحتراف ودقه واعتبره أحد أسباب
التقصير الحكومي في هذه الأزمة؟!

وبين البخيت أن
الحكومة بادرت إلى حل عملي وهو تشكيل لجنة وزارية لمراجعة كيفية معالجة الأزمة
وتقديم توصيات خلال أسبوع بحيث يصار لاحقا إلى مناقشة الموضوع مع الجهات المعنية
واتخاذ الإجراءات المناسبة على ضوء ذلك".

وناقش البخيت ايضاً نقص مادة الغاز، موضحاً الآلية التي ستنتهجها
الحكومة لعلاج هذه الأزمة وهي "زيادة الاستيراد من مادة الغاز، وزيادة طاقة
النقل البري بين العقبة والزرقاء لاستمرار توفير هذه المادة دون انقطاع، والتحقيق
للوقوف على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى نقص مادة الغاز في الأسواق
المحلية".

أما قضية ارتفاع الأسعار التي أثارها نواب على استحياء
فحتى الحكومة وقفت عاجزة أمام هذه القضية وكان رد وزير المالية زياد
فريز هو عبارة عن إعادة صياغة لعبارة"لا حول ولا قوة إلا بالله":حيث قال" إن هذا الارتفاع يعود إلى الزيادة في النمو والتي تعني أن
معدل الزيادة قد تضاعف، إضافة إلى الارتفاع الموسمي في ظل ظروف العرض والطلب"- الترجمة الفورية غير متوفرة-.

نيابياً: ثارت ثائرة النواب وتسابقوا في رثاء الرئيس
السابق صدام حسين واعتبروا أن ذلك من صميم عملهم الوطني كما جاء على لسان النائب
عبدالكريم الدغمي إلا انه خلال الجلسة لم يقدم أي منهم حل أو اقتراح لحل أو قراءة
علمية للأزمات التي أثيرت وتحديداً أزمة الثلوج، فقد صاغ مجمل النواب مداخلاتهم
بانتقاد شديد اللهجة للحكومة وتعاطف شديد مع المواطنين الذي فضل وزير الداخلية عيد
الفايز وصفهم بأنه تقطعهم بهم السبل، ولكن لم نسمع أي من النواب على سبيل المثال يخاطب
الشركات الصناعية الكبرى في الجنوب ووضعها أمام التزاماتها الأخلاقية تجاه مجتمعها
المحلي وتعويضه ولو بجزء بسيط من التلوث الذي تنفثه هناك، باستثناء النائب وديع الزوايدة الذي طالب الحكومة
بدراسة مسحية للفقراء في عجلون لاتخاذ الإجراءات المناسبة لمكافحة الفقر فيها،
ومجدداً جاء رد البخيت أننا سنعمل على ذلك.

ومجمل القول إذا كانت هذه الأزمات استثارت النواب وفتحت
شهيتهم لمداعبة مشاعر قواعدهم الانتخابية ونحن بانتظار انتخابات تشريعه جديدة من جهة أو مخاطبة الحكومة من جهة أخرى أو لمجرد
التعبير عن رأي خاص لأحدهم، فإنه من الأولى أن يكون الأثر المباشر لهذه الأزمات
دفع النواب إلى القيام بواجباتهم بشكل عملي وآني بعيداً عن الخطب التي نحن على
موعد قريب معها الأسبوع المقبل أثناء مناقشات الموازنة.

أضف تعليقك