النواب السيدات:دورة أخيرة لامتحان قدرتهن على التأثير

النواب السيدات:دورة أخيرة لامتحان قدرتهن على التأثير

يبدو أن السيدات النواب وجدن في هذه الدورة العادية الرابعة الفرصة الأخيرة لإثبات وجودهن في مجلس النواب الحالي الرابع عشر.

فقد كسرت السيدات النواب قاعدة التحالف النيابي لتقسيم مناصب المكتب الدائم وحسم رئاسة المجلس والتي تمت قبل أسبوعين من بداية الدورة، وفاجأت النائب فلك الجمعاني العضو السابق في كتلة التجمع الديمقراطي الجميع بانتخابها نائباً ثانياً لرئيس المجلس الحالي عبدالهادي المجالي متفوقة على منافسها من نفس الكتلة النائب عاطف الطروانة ولم يؤثر ذلك على فرصة النائب ناريمان الروسان على خلاف التوقعات واستطاعت أن تفوز بمنصب المساعد الثاني.

هذه الصورة المشرقة لا تحمل كل التفاصيل الحقيقية لنظرة النواب لدور السيدات في المجلس، فقطعاً وراء الأكمة ما ورائها، بالنسبة لمن هم خارج الصورة.

ولعل ذلك شعور لم نحس بوجوده نحن فقط وإنما شعرت به السيدات النواب أنفسهن وبعضهن أهملته فيما قررت أخريات الوقوف بوجهه، فالنائب الجمعاني بادرت بتقديم استقالتها فور فوزها بمنصب النائب الثاني من الكتلة التي اجتمعت لاحقاً وقررت فصلها من عضويتها، ولدى إبداء النائب إنصاف الخوالدة احتجاجها على تنحيتها من هذه المناصب تم ترضيتها بسفرة نيابية إلى سويسرا وليس رئاسة لجنة أو مقررة لها.

وترى النائب حياة المسيمي عضو كتلة جبهة العمل الإسلامي إن هذا الشعور إذا كان موجواً فيعود إلى أن المجلس انعكاس للمجتمع والتوجهات الاجتماعية هي التي أفرزت النواب الذين يمثلون توجهاته وبالتالي فإنه حكماً يوجد أشخاص لا يؤمنون بدور المرأة نائباً كانت أم ربة منزل.

الاستخفاف النيابي بدور النساء في المجلس تحفظ عليه عدد كبير من النواب وأعطوا أمثلة إيجابية بتجربة نواب كتلة العمل الإسلامي مثلاً التي تتعامل مع النائب المسيمي كعضو فاعل مكلف بمتابعة عدد من القضايا أهمها قضية الأسرى الأردنيين، ولكن بعيداً عن ذلك وعن بعض الحالات الفردية لبعض النواب الذين يتعاملون بإيجابية مع النواب السيدات، يبرز خلل حقيقي بنظرة مجملة لدور السيدات في المجلس، فالنواب الأخريات تبرز متابعاتهن بمبادرات فردية بحته رغم انضمامهن في كتل كبرى وفاعلة في المجلس ولكنهن انتهين بالانسحاب منها فبالإضافة إلى الجمعاني كانت الروسان قد سبقتها بالانسحاب من كتلة الروابدة لاحتجاجها على تعاطي الكتلة مع عدد من المواضيع.

فلم يخف على الجميع ما حدث أثناء انتخابات اللجان الدائمة في المجلس الأسبوع الماضي من أن محاولات إقناع النواب بالانسحاب من ترشيح أنفسهم لعضوية اللجان أخذت شكل الإجبار الخجول لكثير منهم لكي يمرر التوافق النيابي دون اللجوء إلى خيار الانتخاب.

وكان ذلك واضحاً مع النواب السيدات فالنائب زكية الشمايلة احتجت على إعلان المجلس انسحابها من لجنة التربية والثقافة والشباب في جلسة انتخاب اللجان رغم أنها كانت خارج القبة ولدى عودتها أصرت على ترشيح نفسها، وأبدت النائب أدب السعود امتعاضها لاضطرارها مرغمة على الانسحاب من لجنة الصحة والبيئة، كما قالت، وأعلنت انسحابها بالقول إن هذه الطريقة تدفع على الانسحاب من جميع اللجان".

ويبقى القول إنه ربما شاب الصورة بعض الغشاوة ولكن يجب على الجميع الدفاع عن هذه التجربة النيابية الرائدة بكل سلبياتها وإيجابيتها حتى تعود في الانتخابات القادمة أكبر وأقوى كماً وكيفاً.

أضف تعليقك