النفط بـ34 دولارا

الرابط المختصر

انخفضت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي دون 35 دولارا للبرميل أمس بعد هبوطها نحو 7% اليوم السابق بفعل تجدد المخاوف من الركود الاقتصادي وتراجع الطلب على النفط.

 

واهتزت الاسواق العالمية بفعل مخاوف من تداعيات الركود في شرق أوروبا على البنوك الغربية.

وسجل سعر عقود النفط الخام الاميركي الخفيف لتسليم آذار (مارس) التي يحل أجل استحقاقها غدا الجمعة 34.86 دولار للبرميل منخفضا تسعة سنتات بعد هبوطه 2.58 دولار عند التسوية أول من أمس.

وانخفض فارق السعر لعقود نيسان (ابريل) الى 3.60 دولار من نحو 8 دولارات الاسبوع الماضي فيما يشير الى أن المتعاملين يعتقدون باستمرار المستوى العالي للمخزونات في مركز كاشينج بولاية أوكلاهوما.

وانخفض سعر مزيج برنت لشهر نيسان (ابريل) الى 41.02 دولار للبرميل.

وتصدر ادارة معلومات الطاقة الاميركية تقريرها الاسبوعي عن المخزونات اليوم الخميس لكن استطلاعا للرأي أجرته "رويترز" أوضح أن المحللين يتوقعون أن يظهر التقرير الجديد زيادة مخزونات الخام 2.6 مليون برميل في الاسبوع المنتهي في 13 من شباط (فبراير) لتقترب من أعلى مستوياتها منذ 11 عاما.

وكشفت شركات السيارات الاميركية أول من أمس عن خطط جديدة لاعادة هيكلة نشاطها وطلبت الحصول على مليارات الدولارات من الاموال الحكومية الاضافية الامر الذي أثار شكوكا بين المستثمرين بشأن عودة هذه الشركات للربح مستقبلا.

وقال محللون ان طلب المساعدات المالية وخطط الادارة الاميركية لمساعدة أصحاب المنازل ستمثل عوامل ضغط على أسعار الخام.

وتدفع أزمة الائتمان جانبا كبيرا من العالم في هوة الركود مما ينال من الطلب على الوقود ويعرض أسعار النفط الخام لتراجع حاد عن المستويات القياسية فوق 147 دولارا للبرميل التي سجلتها في تموز (يوليو).

الى ذلك، قال وزير الدولة النيجيري للنفط أمس ان سوق النفط لا تزال متخمة بالمعروض رغم تخفيضات الانتاج الكبيرة التي أجرتها "اوبك" منذ ايلول (سبتمبر) وذلك مع تقلص الطلب بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي.

وقال اودين اجوموجوبيا للصحافيين على هامش مؤتمر في الدوحة ان من غير الواضح ما اذا كانت "اوبك" بحاجة لخفض مزيد من الانتاج في اجتماعها المقبل في آذار (مارس) أو مطالبة اعضائها بالتزام أكبر بتخفيضات الانتاج المتفق عليها بالفعل.

وردا على سؤال عما ينبغي لأوبك عمله لاعادة التوازن الى سوق النفط قال الوزير "المسألة معقدة للغاية... علينا التحقق من مدى الالتزام".

واضاف "أفهم أنه ليس هناك التزام كامل بعد. لذا ربما لا يحتاج الامر سوى لتوجيه من أجل ضمان الالتزام".

وقد تعهدت "اوبك" بخفض 4.2 مليون برميل يوميا تمثل نحو 5% من امدادات النفط العالمية منذ ايلول (سبتمبر) الماضي. وأظهر مسح أجرته "رويترز" أن اوبك خفضت في يناير كانون الثاني نحو ثلثي الكميات المتفق عليها.

وقال اجوموجوبيا "اعتقد أننا متفقون جميعا على أن هناك انهيارا في الطلب وهذا هو السبب في أن الامين العام لاوبك ورئيسها يطلبان من المنتجين خارج اوبك خفض النفط المعروض في السوق. واذا حدث ذلك فسنرى جميعا عندئذ التأثير".

واضاف انه حتى الشتاء البارد في نصف الكرة الشمالي لم يفلح في انعاش سوق النفط.

وذكر الوزير أن انتاج نيجيريا من النفط الخام يبلغ 1.885 مليون برميل يوميا. ويزيد هذا عن حصة نيجيريا في اوبك البالغة 1.67 مليون برميل يوميا.

وفي سياق آخر، أظهر تقرير حكومي أمس أن عائدات اليمن من صادرات النفط الخام ارتفعت خلال العام الماضي الى 4.396 بليون دولار من 3.87 بليون في العام 2007.

وأَضاف التقرير السنوي للبنك المركزي اليمني أن حصة الحكومة اليمنية من الانتاج النفطي ارتفعت هي الاخرى في عام 2008 الى 44.46 مليون برميل من 42.37 مليون برميل في العام السابق.

وعزا محللون محليون نمو العائدات الى زيادة كمية حصة الحكومة من الخام المنتج اضافة الى ارتفاع أسعار النفط في الاسواق العالمية في الاشهر التسعة الاولى من عام 2008.

واليمن منتج صغير للنفط الخام يتراوح انتاجه حاليا بين 300 ألف و320 ألف برميل يوميا بعد أن كان 400 ألف برميل يوميا في العام 2006.

وتشكل عائدات الصادرات النفطية التي تحصل عليها الحكومة اليمنية من تقاسم الانتاج مع الشركات الاجنبية المنتجة بموجب اتفاقيات المشاركة نحو 70%من موارد الموازنة العامة للدولة وحوالي 63% من اجمالي صادرات البلاد و30% من الناتج المحلي الاجمالي.

وفي شأن آخر، قال مسؤول بشركة نفط بريطانية تعمل في أوغندا أمس ان البلد الافريقي الذي من المتوقع أن يصبح منتجا للخام العام القادم قد يصبح موردا مهما في المستقبل.

وتعمل شركتا النفط البريطانيتان هريتدج أويل وتولو أويل في مشارع تنقيب في حوض ألبرت الذي يقع في غرب أوغندا قرب الحدود الكونجولية.

وقال بريان سميث نائب الرئيس لشؤون التنقيب في هريتدج أويل خلال مؤتمر "في العامين أو الثلاثة أعوام الاخيرة قفزت أوغندا الى صدارة مشهد عمليات التنقيب وانتاج النفط في افريقيا.. لم نخدش سوى سطح فرص النفط الكامنة في البلاد".

لكن فرص العثور على ثروات نفطية أجج توترات حدودية بين أوغندا والكونجو.

وقال سميث ان حوض ألبرت قد يحتوي على ملياري برميل من النفط لكن جانبا كبيرا من هذه الكمية لن يتاح قبل عام 2015 بيد أنه يمكن بدء الانتاج بحلول الربع الاول من 2010.

ويعتقد المحللون أيضا أن أوغندا تنبيء بفرص كبيرة.

وقال كريستوفر براون محلل افريقيا جنوبي الصحراء لدى وود ماكنزي "اكتشف 700 مليون برميل في الحوض وهو ما يكفي لمشروع تجاري وهناك فرص أكيدة لاكتشاف المزيد".