النائب الحوراني يروي مذكرات 57 يوما في السجن

الرابط المختصر

57 يوما تنقل خلالها من سجن الجفر الصحراوي في
جنوب المملكة الى سجن قفقفا في شمالها، والتهمة التعزية بابي مصعب الزرقاوي، انه
النائب الاسلامي جعفر الحورانياحد
نواب التعزية الاربعة برأته محكمة امن
الدولة من تهمة اثارة النعرات الاقليمية .



الحوراني
نائب في البرلمان عن محافظة الزرقاء، أعتقل عقب زيارته لبيت عزاء ابي مصعب
الزرقاوي، أودعَ سجن الجفر برفقة اربعة نواب نواب اسلاميين هم: علي ابو السكر
ومحمد ابو فارس وابراهيم المشوخي، ويروي الحوراني لبرنامج مساحة حرة تفاصيل زيارته
لعزاء الزرقاوي وكيف قضى 57 يوما في سجن لجفر وقفقفا وكان لنا الحوار التالي :


عمان نت : في
البداية دعنا نعود في الذاكرة الى الوراء ونتحدث عن زيارتك لبيت عزاء ابي مصعب
الرقاوي.


الحوراني:
قصتي مع زيارة عزاء ابي مصعب الزرقاوي كانت مصادفة، فقد كنت متجها اصلا لعزاء احد
العائلات في مخيم السخنة في محافظة الزرقاء وكنت اجهل مكان العزاء لذا اتصلت
بالنائب علي ابو السكر الذي يعرف مكان العزاء بصفته نائب عن المنطقة وبالفعل حضر ابو السكر لمنزلي واتجهنا لبيت
العزاء وفي الطريق اتصل بنا النائب محمد ابو فارس وقال انه يرغب بتعزية آل
الزرقاوي ولا يعرف المكان وهو يبحث عنه، لذا توجهنا اليه حيث كان ينتظرنا في احد
شوارع الزرقاء وذهبنا برفقته لبيت عزاء الزرقاوي على ان نقدم الواجب دون ان يكون
هناك اتفاق او تنسيق مسبق كما ادعى المدعي العام.


عمان نت : هل
توقعت ان تحدث هذه الضجة بسبب زيارتكم لبيت العزاء؟


الحوراني:
هذا السؤال وجه الي من قبل المدعي العام وانا اجبت بالحرف الواحد لوكانت اللقمة
التي بيدي هي سبيلي للعيش لكن اكلي لها سيضر بأحد او بالمشاعر الوطنية لن أأكلها .


عمان نت : السؤال
بشكل اخر هل تستحق الزيارة كل هذه الضجة؟


الحوراني:
لا ابدا لا تستحق هذه الضجة لان النيابة العامه لم تستطيع ان تثبت ان الزيارة جرم
او ان التصريحات جرم بحد ذاتها والنيابة العامة كان كلامها بطريقة انشائيه لا
تتبين ماهي جريمتك، وهذا كان واضحا لاني قمت باعداد المرافة الدفاعية بسبب انسحاب
المحامين، لم اكن اعرف على ماذا اعلق وماهي تهمتي لاني لم اصرح او لم أتفق مع أحد انما
قمت بواجب الزيارة ولا يوجد قانون يجرم ذلك .


عمان نت : كيف
تم اعتقالك؟


الحوراني:
عندما أعتقلت كانت الساعة السابعة مساءا وكنت في البيت احزم حقائبي استعداد للسفر
الى السويد برفقة وفد نيابي، وقتها سمعت قرع على الباب وتوجهت احدى بناتي لفتح
الباب للتفاجأ باثنين من رجال الامن، تحدثت معهم وطلبوا مني مرافقتهم لمدة عشر
دقائق الى شرطة العاصمة، اخبرتمهم اذا كان هذا الاستدعاء اعتقال يجب ان اعرف لكي
اجهز نفسي، لكنهم اصروا انه مجرد استدعاء، وبالفعل ذهبت معهم بعد ان اصريت ان اركب
سيارتي لكن الصدمة كان عندما خرجت من البيت و وجدت اليات المصفحة التي تحيط
بالمنزل وكان عددها كبير مما ارعب اهل المنطقة.


وعندما
وصلنا لشرطة العاصمة كنت احمل جهاز الخليوي فأصر احد الضباط على مصادرته مني بالقوة
على الرغم انه لم توجه لي اي تهمة ولم توجه لي اي مذكرة توقيف، وكان موقف هذا
الضابط سيء جدا حيث تلفظ بالفاظ سيئة جدا.


بقيت
في شرطة العاصمة حتى العاشرة مساءا حيث حضر المدعي العام و اخبرني اني متهم ويوجد
اشخاص اشتكوا علي وخيرني المدعي العام بين توكيل محامي او الحديث وطلبت منهم توكيل
محام، لذا أُخرنا الى الصباح حيث تم نقلنا الى المحكمة المدنية، وتفاجأنا بنقلنا
الى المحكمة العسكرية وفيها جلسنا من الساعة العاشرة صباحا حتى الثالثة ظهرا
واستدعاني المدعي العام و وجه التهمة وكان واضح من اول يوم اني لم اتفق كما ورد في
قرار المحكمة مؤخرا .


بعدها
حملنا في سيارة السجون ولم نكن نعرف الى اي وجهتنا، وعلمنا بعد فترة طويلة جدا من
السير اننا في سجن الجفر الصحراوي في جنوب المملكة، وقتها طلبنا ان تبرز موقفة
توقيف او مذكرة اعتقال لكننا لم نرى شيئا حتى راينا بعد ثلاث ايام في احد الصحف
اليومية ان المدعي العام قد اوقف النواب لمدة 15 يوما، والان وبعد خروجي من السجن
اوقفت ثلاث مرات متتالية كل مرة 15 يوما بدون مذكرة توقيف ولم اعرف شيئا حتى حضر
المحامون وبلغونا اني اوقفت 15 يوما في سجن الجفر ورفض تكفيلي وهذا برأيي مخالف
للقانون.


عمان نت : ماذا
عن الليلة الاولى في سجن الجفر، كيف كانت؟


الحوراني: كانت ليلة سيئة، فالجفر منطقة حاره جدا
وصحراوية و في الليلة الاولي هاجمتنا اعداد كبيرة من البعوض لذا اضطررنا لتغطية
كامل جسمنا في الحر الشديد، اما عن الاوضاع الصحية داخل السجن كان يأتينا طبيب عام
وكان هناك مركز صحي بعيد في مدينة الجفر كنا نعرض على الاطباء لكن ذلك لم يكن
كافيا كوني كنت اعاني من امراض تحتاج لمراجعة المستشفى، اما انائب ابو فارس فكان
وضعه اصعب لانه يعاني من امراض مزمنة عديدة .


الامر
الاخطر الذي كان يهددنا في الجفر هي الحشرات السامة مثل العقارب والعناكب القاتلة
والتي قتلنا منها العديد، وبشهادة ضباط
السجن فأن لسعة هذه العناكب قاتلة فورا ، ناهيك عن الافاعي التي كانت تشاركنا المهجع.


ومن
خلال تجربتي مع سجن الجفر هو سجن غير صالح على الاطلاق لانه موجود في بيئة صحراوية
صعبة، وإمكانية صيانة السجن لا تكفي
والمطلوب اغلاق هذا السجن حسب العديد من الهيئات الدولية لان بناءوه قديم وبالتالي
عملية الصيانة هي "ترقيع" ، والنقطة الخطيرة في هذا السجن هي بعد
المسافة فكانت عائلتي تقطع 270 كيلو متر لتتمكن من زيارتي بعد اذن من المدعي العام
لذا رفضت استقبال الزوار توفيرا لجهدهم.


عمان نت:
كيف
تقيمك لموقف مجلس النواب من التعامل مع الازمة
والاعتقال؟


الحوراني: انا منزعج جدا من موقف مجلس النواب
لاننا زملاء لهم لم تثبت ادانتنا وكنت اتمنى على رئيس مجلس النواب شخصيا ان يشكل
لجنة تحقيق في الموضوع ليعرف اذا كانت التهمة الموجهة الينا حقيقية ام لا وهل ظروف
توقيفنا كانت ظروف قانونية تتطابق مع الدستور والقانون الحالي .


الذي
صدمنا اكثر ان يقوم مجلس النواب مباشرة بكيفية فصل النواب والتعامل مع هذه
المشكلة، بل ان بعض النواب شارك في المسيرات، ان كنت اتمنى على مجلس النواب على
الاقل ان يكون حيادي في الوقت الذي يجب ان
لا يكون كذلك ويقف ويدافع عن اعضاءه ، لكنه كان منحاز ويقف في صف الحكومة وهذا
يستدعي سرعة التفكير بإيجاد قانون انتخاب جديد يفرز نواب غير الموجودين حاليا
يكونوا في صف الحق، وانا انتقد رئيس مجلس النواب الذي لم يزرنا ولم يطلع على مذكرة
التوقيف وظروف اعتقالنا.


عمان نت : هل استمعت لكلمة النائب ابو فارس في بيت
العزاء؟ هل فيها ما يخالف المادة 150 من قانون العقوبات؟


الحوراني:
عندما كنت في بيت العزاء كنت مريضا لم استوعب كامل الكلمة، لكن بعد ذلك ومن ما ما
جرى من حوار وما تناقلته وسائل الاعلام استطعنا ان نستعيد الكلامات وكان لنا جلسات
مطولة في السجن نناقش بها الحيثيات وما جرى وهل كنا مخطئين، الكلمة التي قالها ابو
فارس لم تمس المادة 150 من قانون العقوبات على الاطلاق ، فقد كانت كلمته باختصار
ان ابو مصعب الزرقاوي شهيد ويشفع ب70 من اقاربه وهذا من باب المواساة لاهل الميت لان
العزاء للاحياء وليس للاموات، وفي كلمته للعربية قال ابو فارس ان ابو مصعب شهيد
لانه قاتل اعداء الله الامريكان .


عمان نت : لكن
البعض يرى ان موقف الحركة الاسلامية ضبابي من الزرقاوي وفكره.


الحوراني:
الحركة الاسلامية تستنكر وبقوة اي عمل ينال الابرياء سواء في الاردن او خارجها وهذا
من صلب عقيدتنا في الداخل حتى غير المسلم حرم الاسلام المس به، النقطة الاخرى ان
ابو مصعب كان يقاتل الامريكان نحن نعتقد ان مشاكلنا كلها في العالم الاسلامي من
وراء الامريكان، ففي المشاعر الداخلية بغض النظر عن النظره الفقهية نقف الى جانب
من يقاتل الامريكان ولا يجب الحكم على المشاعر.


علاقتنا
بتنظيم ابو مصعب الزرقاوي واضحة فهو كان يكفر الاخوان المسلمين، وكان واضحا في
اكثر من موقف ان بيننا وبينه فروق واضحة تماما و لا نفكر بالطريقة التي كان يفكر
بها و هم ايضا لا يرضون لمنهاجنا فعلى سبيل المثال دخولنا لمجلس النواب مستنكر من
قبلهم، وبالتالي لا يتكلمون معنا حتى نخرج من هذا لمجلس، لذا لا ضبابية لدى الحركة
الاسلامية في هذا الموضوع نحن نشجع خيار الجهاد ضد اعداء الله سبحانه وتعالى، وفي
المقابل نرفض طريق العنف ونسلك طريق الاصلاح.


لذا
انا اخشى من ان التضييق على الحركة الاسلامية سيدفع التكفيرين وأشباهم بالصعود الى
الساحة وهنا ستخسر الحركة الاسلامية قبل الحكومة، لذلك علينا ان نتفاهم بالحوار
كيف نحفظ الوطن و الاسلام الوسطي ونبقي دور الحركة الاسلامية في الساحة لان فكر
الحركة الاسلامية هو الفكر الوسطي الذي يحمي الناس وينبذ العنف والتكفير واذا غابت
الحركة الاسلامية فلا بد للناس ان تقتنع بفكر اخر ونخشى ان يكون هذا الفكر خطير
على الحركة الاسلامية والحكومة، وفي زيارة قمنا بها لبعض افراد تنظيم القاعدة في
سجن سواقة رفضوا الحديث معنا واشار احدهم الى رقبته وقال بيننا وبينكم الذبح.


عمان نت : هل تفكر بالاستقالة من المجلس بعد خروجك
من السجن؟


الحوراني: هذا قرار يعود للحزب ونحن ننتظر قرار
التمييز التي نعول عليها ان تبين حقيقة القضاء الاردني الناصع الذي تعودنا عليه،
اذا خرج قرار محكمة التمييز مصادق على قرار محكمة امن الدولة هذا سيطعن كل مواطن
اردني في ظهره، وعندها يكون موضوع الاستقالة بيد الحزب لاني دخلت مجلس النواب
بتوجيه من الحزب، و اذا قررت الحركة سحب النواب من المجلس ساكون اول شخص يقدم
استقالته، و في الحقيقة سأكون راضي عن هذه الاستقالة لاني اعرف النائبين ابو السكر
وابو فارس حق المعرفة وكم يحبون وطنهم.


واذا
ثبت الحكم على الاخوة النواب في حكم اجمع المحامون على عدم وجود تهمة سيكون لنا
طعنه في صدرنا، واقل ما ستتخده الحركة الاسلامية هي الاستقالة من مجلس النواب .


عمان نت: هل تتوقع صدور عفو خاص على ابو السكر و
او فارس؟


الحوراني: اذا كان هناك عفو خاص لن يكون قبل
التمييز، عندها العفو الخاص المشكور سيكون بعد جرح صعب الالتئام، وانا مع احترامي
الشديد للملك وقراراته نريد ان تسير الامور في قناعتها القانونية و هذا سيرضي
الملك قبل ان يرضيني شخصيا، لان الملك يهمه ان تسير الامور القانونية في نصابها
وان تحترم الامور الدستورية، واذا ما سارت الامور في هذا الطريق سيكون اكرم
للبلد ايضا .


عمان نت: واجهت طريقة ادارة الحركة الاسلامية
للازمة مع الحكومة لانتقادات من قيادات حزبية قدمت استقلتها احتجاجا. كيف تقييم
ادارة الحركة للازمة؟


الحوراني: حتى هذه اللحظة لم اجلس مع اي قيادي في
الحركة لمناقشة هذه الامور بسبب توافد المهنئين، لكن راضٍ عن ادارة الحركة
الاسلامية للازمة، فقد اداروها بما يتفق مع مصلحة الوطن والبيان الذي اصدرته
الحركة يصب في مصلحة البلد خوفا من حدوث شرخ بين الحكومة وحزب جبهة العمل الاسلامي
وهذا يدلل على ان الحركة الاسلامية تبخث عن مصلحة الوطن .


عمان نت: هذا بالنسبة لاداء الحركة الاسلامية.
ماذا عن اداء الحكومة؟


الحوراني: انا انتقد اداء الحكومة للازمة ومن
المواقف الغريبة ما ورد على لسان وزير البلديات الذي قال ان 99 بلدية اجتمعت بشكل
عشوائي لانتقاد تصريحات النواب الاربعة، انا اسأل وزير البلديات لماذا لا تجتمع ال
99 بلدية وبشكل غير عفوي لحل واحده من الاف المشاكل التي تعاني منها.


الواضح انها اجتمعت بأمر من وزير البلديات وهذا
يدل على وجود تنسيق من الحكومة لاثارة مشاعر الناس واتبعت طريق ما كان عليها
اتباعه، كان عليها فتح باب الحوار مع الحركة الاسلامية وتطويق الازمة.


عمان نت: كيف تلقيت خبر الافراج عنك؟


الحوراني: تلقيته بمنتهى الحزن، وكنت اتسأل كيف
ادين اخوتي وانا طليق في الخارج حتى اني لم اوزع الحلوى بخروجي ولن اقدم حتى يخرج
النائبين ابو السكر وابو فارس وعندها ستكون الفرحة الكبرى، هدفي ان يبراء الجميع و
هذا لمصلحة البلد اولا .


عمان نت: كيف ترى مستقبل العلاقة بين الحركة
الاسلامية والحكومة؟


الحركة
الاسلامية حركة اصلاحية وستبقى تبذل كل جهدها للاصلاح والانتقاد وهذا حق للمعارضة
في كل بلد، والحكومة عليها ان تتحمل المعارضة وتتحاور معها لان المعارضة الاسلامية
تمثل عدد كبير من الشعب ، لكن الذي يجري من قبل الحكومة انها تحاسب الحركة
الاسلامية على مشاعرها ومن الامثلة فوز حماس بالسلطة سمعنا كلام كثير من المسؤولين
ان النشوة اخذت الحركة الاسلامية بالفوز كيف عرفت الحكومة بمشاعر الحركة؟ نعم نحن
نفرح لفوز اي اسلامي على وجه الارض لاننا نطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية وهذا لا
يعني اننا نتعامل مع وطنا بشكل ثاني لذلك انصح الحكومة ان لا تحاسب على المشاعر ،
وان تجلس على طاولة الحوار.

أضف تعليقك