المهرجانات الانتخابية في الزرقاء الاولى تبلغ ذروتها

المهرجانات الانتخابية في الزرقاء الاولى تبلغ ذروتها

بلغت المهرجانات الانتخابية في الدائرة الاولى في الزرقاء ذروتها الجمعة،

مع تدفق الالاف على مقرات المرشحين الذين اغدقوا عليهم الخطابات المتخمة بالوعود واصناف الطعام والشراب التي تناولوها على وقع الوصلات الترفيهية.

وقد سعى العديد من مرشحي الدائرة الى استقطاب اكبر عدد من الحضور في مهرجاناتهم التي راحوا يتبارون في الانفاق عليها بلا حساب مع اقتراب يوم الحسم الانتخابي.

ففي منطقة حي الاسكان مثلا، استعانت المرشحة نهى مقدادي بالجرافات لتمهيد هضبة صغيرة لصيوان ضخم زخرف بالاعلام وبصورها في هيئات متعددة، وصُفّت في ساحته مئات الكراسي للمدعوين.
 
وكذلك فعل المرشح حسن سعيد، الذي قال مقربون منه ان مهرجانه الذي اقامه في منطقة جناعة مساء الجمعة كان يعادل في حجم الانفاق والاستعدادات والحضور مهرجاناته التسعة السابقة مجتمعة.
 
وتحدث مواطنو الزرقاء عن مهرجانات اخرى اقيمت يوم الجمعة، ووصفوها بانها "خيالية" لجهة الاعداد "المهولة" للذبائح التي نحرت للحشود التي توافدت عليها.
وعلى صعيدها، فقد وعدت الحركة الاسلامية في بيان لها بمهرجان "حاشد" تتخلله "فقرات فنية" في ضاحية الثورة العربية الكبرى (وادي الحجر) بهدف دعم مرشحيها محمد المحيسن والنائب السابقة حياة المسيمي.
 
والفقرات الفنية التي تحدث عنها بيان الدعوة ستكون على ما يبدو فقرات انشادية مماثلة لتلك التي رافقت مهرجان الحركة الاول الذي اقامته قبل نحو اسبوعين.
 
ويتنافس 31 مرشحا بينهم سبع سيدات على مقاعد الدائرة الاربعة والتي من بينها مقعد للمسيحيين وآخر للشيشان.
وتعد الدائرة الاولى الاكبر في الزرقاء من حيث عدد الناخبين البالغ نحو 137 الفا من اصل اكثر من 313 الف ناخب مسجلين على مستوى دوائر المحافظة الاربع.
 
كما ان المنافسة في هذه الدائرة تعتبر الاحمى وطيسا في الزرقاء ويطلق عليها البعض دائرة الحيتان، نتيجة نوعية وثقل المرشحين الذين يخوضونها ان كان عشائريا ام حزبيا.
فمن بين ابرز المرشحين العشائريين سلامة الغويري النائب السابق ورئيس بلدية الزرقاء لردح طويل، والشيخ ضيف الله القلاب العموش، واول مختارة في الاردن منى الغويري.
 
وكذلك هناك ثلاثة مرشحين من ابناء قبائل بئر السبع ابرزهما عادل ابو محفوظ وعيد ابو سرحان. كما يوجد مرشحو عشائر اخرون مستقلون.
وحزبيا، هناك مرشحا حزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسية للحركة الاسلامية، ومرشح واحد عن التيار الوطني الديمقراطي هو احمد إبراهيم الياس الذي ترشح عن المقعد الشركسي الشيشاني.
 
وعلى مستوى التنافس على المقعد الشيشاني، والذي يخوضه خمسة مرشحين بينهم سيدة هي فاطمة شاكر ارسلان الشيشاني، يبرز النائب السابق منصور سيف الدين مراد، والمرشح مرزا قاسم بولاد وهو نجل النائب السابق قاسم بولاد الذي شغل ايضا منصب اول رئيس لبلدية الزرقاء.
 
اما المقعد المسيحي، فيتافس عليه النائب السابق بسام حدادين والمرشحان ميلاد حكمت ويعقوب حداد.
 
وتبين دراسة اعدها "مركز الأردن الجديد للدراسات" ان المنافسة ستكون محتدمة على مقعدي المسلمين في الدائرة الاولى في الزرقاء، وذلك بسبب ان الفوز سيتطلب ثمانية الاف صوت كحد ادنى.
 
وفي الانتخابات السابقة، حل في المركز الاول مرشح الحركة الاسلامية ابراهيم المشوخي الذي انتقل للمنافسة هذه المرة في الدائرة الثانية، وذلك بحصوله على اقل بقليل من 8100 صوت تلاه سلامة الغويري بـ7174 صوتا.
 
وفي ما يتعلق بالمقعد المسيحي، فان المنافسة ستكون مريحة نسبيا، حيث ان الحد الادنى للفوز بحسب "مركز الاردن الجديد للدراسات" سيكون 2500 صوت، وهو ما يقل عن عدد الاصوات التي حازها بسام حدادين الفائز السابق بالمقعد والذي حصد 3055 صوتا.
 
ولا توجد تقديرات واضحة بالنسبة للحد الادنى للفوز بالمقعد الشيشاني، والذي فاز به محمد طه أرسلان بواقع 1598 صوتا في الانتخابات السابقة.
 
وفي حديث الكوتا النسائية التي تتنافس عليها سبع سيدات، تبرز المرشحة الاسلامية حياة المسيمي التي حصدت خلال الانتخابات السابقة 7333 صوتا، واحتلت مقعدها على الكوتا النسائية رغم انها جاءت ثانيا
في عدد الاصوات في الدائرة.
 
وفي مقابل المسيمي، هناك مرشحات اثبتن شراسة خلال الحملة الانتخابية لفتت الانظار و"الاعجاب" من قبل القطاع النسائي في المدينة، وهن المختارة منى الغويري ونهى مقدادي ورولا جمعة.
 
وفي المجمل، يتوقع مراقبون ان يتقاسم الكعكة الانتخابية في هذه الدائرة المرشح الاسلامي محمد المحيسن واحد المرشحين العشائريين سلامة الغويري وضيف الله القلاب، في حين تتساوى فرص مرزا بولاد ومنصور مراد في الفوز بالمقعد الشيشاني، ويكاد بسام حدادين يحسم امر المقعد المسيحي لصالحه.
 
على ان مراقبين اخرين يختلفون في توقعاتهم بشأن المقعدين الاسلاميين، وان كانوا يؤيدون توقعات زملائهم في ما يتصل بالمقعدين الشيشاني والمسيحي.
 
ويقول هؤلاء ان هناك تغيرا في مزاج وتوجهات الناخبين سيكون من شأنها الحد من فرص الاسلاميين في الدائرة الاولى في الزرقاء، وكذلك في كافة الدوائر الانتخابية في المملكة.
 
ويوضح احد المراقبين ان "الناس هذه الايام تريد نائبا يحل مشاكلها الانية والتي هي في مجملها مرتبطة بالبطالة والفقر ونقص الخدمات. وهي ترى ان النائب ابن العشيرة الذي هو نائب خدمات، اقدر على حل مشاكلها من النائب الاسلامي الغارق في صدامات سياسية مع الحكومة".
 
ويضيف "الناخب يتخيل اليوم كيف ستفتح ابواب المسؤولين امامه في حال توسط له نائب العشيرة، وفي المقابل هو متأكد ان تلك الابواب ستوصد اذا ما كان واسطته من الاسلاميين..الامر بهذه البساطة".
 
ويلحظ مراقب اخر اقتصار لافتات المرشحين على عبارات قصيرة وعمومية يحتل اسم عشيرة المرشح حجما اكبر منها، ويرجع ذلك الى "قناعة المرشح بان الناخب لا تحركه الشعارات بقدر ما يحركه الانتماء العشائري". 
ويتحدث شاب كان جالسا في مقر احد المرشحين وهو يحتسي الشاي ويقول "ابو (..) شيخ ابن شيخ، وامه خالة امي، وهذا يكفي لان انتخبه، لا بل وان احشد له الاصوات".
 
وفي الوقت الذي تشكل فيه الروابط داخل العشيرة رافعة لبعض المرشحين، الا ان تعدد مرشحي العشيرة يحمل في طياته مخاطر من نوع خطير تمس توليفة عائلاتها.
 
وعن هذا يتحدث شاب اخر قائلا "امي من خالات ابو (..) وابي عم المرشح (..)، ونحن في البيت في شبه ورطة، فان صوتنا لهذا نكون خالفنا رغبة امنا، وان صوتنا لذاك اثرنا حنق ابينا..".
 
لكن شابا ثالثا تدخل في النقاش ليقلل من شأن هذا التشظي داخل العشيرة الواحدة وقال "هذه ليست المرة الاولى التي يتنافس فيها الاقرباء وتتعدد الولاءات داخل العائلة الواحدة. مررنا بهذا الوضع عدة مرات، وكانت الحساسيات في كل مرة تتبدد بعد ايام قليلة من انتهاء الانتخابات".
 
وفي مقر مرشح اخر، ابتسم المختار (ابو علي) بانزعاج عندما سألناه عن ابرز ما اثار اهتمامه في البرنامج الانتخابي لهذا المرشح.
وقال متململا "البرنامج؟..البرنامج وكلام الورق لا يصنع رجلا، الرجل هو الذي يصنع البرنامج، وابو (..) ليس بحاجة الى كل هذه الخرابيط، فهو ابن عشيرة وصيته وامانته واخلاقه اكبر برنامج".
 
وفي ديوان عائلي صغير في المنطقة، كان احد المرشحين يغادر بحفاوة مماثلة للحفاوة التي استقبل بها. وقبل صعوده الى سيارته الفارهة، تبادل بضع كلمات مع شخصين يبدو انهما من رتبا له اللقاء مع اهل الديوان.
 
ولم تمض نصف ساعة حتى كان مرشح اخر يحتل مكان المرشح الاول على طاولة اعدت في الديوان على شكل منبر للخطابة. ولدى مغادرته تكرر ذات الامر الذي حصل مع المرشح الاول.
 
وكلا المرشحين سمعا قبيل مغادرتهما الديوان عبارة القاها احد الشخصين اللذين اتضح انهما يقومان بترتيب هذه اللقاءات، ومفادها بان "اهل البلد معك، وعهد امام الله اصواتنا الك".
 
وعلق شاب من ابناء الديوان قائلا ان ما يفعله هذان "هو بيع اصوات، ولكن من نوع اخر".
ويضيف "هما لا يحلفان منفردين كما يفعل من يبيعون اصواتهم، بل يحلفون بالجملة نيابة عنا جميعا، وهذا يحصل مع كل مرشح يستدرجونه للديوان..فعلا مهزلة".
 
ويشير هذا الشاب الى الاحاديث التي تسري كالنار في الهشيم حول عمليات بيع الاصوات في الدائرة الاولى والتي يقوم المرشح خلالها باعطاء الناخب البائع مبلغا من المال لقاء ان يحلف الاخير على المصحف ان يصوت له.
 
ويستتبع ذلك حجز هوية الناخب على ان يستعيدها امام مركز الاقتراع، وذلك لضمان توجهه للتصويت.
وطبعا هناك اساليب اخرى يجري الحديث عنها كالمساعدات "الانسانية" وغيرها.
 
ولا تتم عمليات بيع وشراء الاصوات بشكل مباشر بين الناخب والمرشح، وانما من خلال "سماسرة" يتفق معهم الاخير للقيام بالمهمة.
وقد اعلنت محافظة الزرقاء مؤخرا عن اعتقال اثنين من هؤلاء "السماسرة".
يقول احد المرشحين الذي استنكر بشدة عمليات بيع الاصوات "هم يحلفون ويقبضون الثمن، هؤلاء لا يؤتمنون، وكما يقول المثل، الماء تكذب الغطاس، وغدا سيعلم المشترون من المرشحين انهم انما اضاعوا اموالهم هباء على اشخاص لا امانة لهم..وصناديق الاقتراع سيكون لها القول الفصل".
 
جدير بالذكر ان مرشحي الدائرة الاولى التي يبلغ عدد مراكز الاقتراع والفرز فيها 36 وعدد الصناديق 194 قد اعدوا منذ الان عشرات السيارات لتأمين ايصال الناخبين للادلاء باصواتهم.
 
وتضم الدائرة الاولى في الزرقاء احياء: الجندي، المصانع، الثورة العربية الكبرى، طارق بن زياد، الاسكان والتطوير الحضري، جناعة، الضباط، الحديقة، الوسط التجاري، النزهة، الحسين، الامير شاكر، رمزي والمحرقة، النصر، الغويرية، الشيوخ، الامير محمد، برخ، ابن سينا، الاسكان القديم، معصوم، البساتين، الزرقاء الجديدة، الهاشمية الجنوبية، الحرفيين، البتراوي، معامل الطوب، الهاشمي وقضائي الضليل والازرق.

أضف تعليقك