"المنشطات الرياضية حولتني إلى رجل"

الرابط المختصر

أثبتت هايدي كريغر نفسها بوصفها واحدة من أفضل اللاعبات في العالم في حقبة الثمانينيات من القرن العشرين، بعد أن حصدت الميداليات في رياضة "رمي القلة" عندما كانت تلعب باسم جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقاً.
  

أثبتت هايدي كريغر نفسها بوصفها واحدة من أفضل اللاعبات في العالم في حقبة الثمانينيات من القرن العشرين، بعد أن حصدت الميداليات في رياضة "رمي القلة" عندما كانت تلعب باسم جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقاً.
أما الآن فتنظر البطلة الأولمبية إلى جوائزها بازدراء، وتنبذ "الميداليات الغبية" والتكريم الذي حولها من امرأة إلى رجل.
فقد أصبحت هايدي كريغر، بطلة أوروبا في رمي القلة عام 1986 أندرياس كريغر، بعد أن عمدت إلى عملية تغيير جنسها في العام 1997.
ويقول أندرياس إن المدربين الذين أشرفوا عليه كانوا يحقنونه بالعديد من الستيرويدات دون أن يدري، الأمر الذي أدى إلى بدء معاناته من مشكلات جسدية وعاطفية، فقد بدأ جسد المرأة يتغير بصورة جوهرية، وكذلك مشاعرها.
وقال أندرياس في تصريح لـCNN: "لقد بدأت أشعر بانجذاب أكبر تجاه النساء، وبدأت أشعر مثل الرجال.. لكنني كنت أدرك أنني لست سحاقية."
وكان مدربوها يقولون إنهم أعطوها أقراص فيتامين، لكنهم في حقيقة الأمر كانوا يقدمون لها ستيرويدات على شكل أقراص.
وكريغر كانت من بين حوالي 10 آلاف رياضي في ألمانيا الشرقية سابقاً يعتقد أنهم تناولوا المنشطات لمساعدتهم على تحويل بلدهم إلى قوة رياضية عالمية.
ففي أعوام السبعينيات والثمانينيات، كانت جمهورية ألمانيا الديمقراطية واحدة من الدول الأكثر نجاحاً في الألعاب الأولمبية، غير أنها بعد انهيار الشيوعية والاتحاد السوفيتي السابق، تم الكشف عن مقدار المنشطات التي كان يتناولها رياضيو ألمانيا الشرقية في تلك الحقبة.
وتمت إدانة القادة الرياضيين في ألمانيا الشرقية، بمن فيهم رئيس اللجنة الأولمبية السابق في تلك الدول بين عامي 1973 و1990، مانفريد إيولد، بتهمة تنظيم برامج منشطات.
ويقول كريغر، الذي يدير الآن مستودعاً لمخلفات الجيش، إنه بدأ حدد مصيره بنفسه ولا يرغب في أن ينظر إليه باعتباره ضحية، رغم أنه وزملاءه تعرضوا لخديعة على أيدي مدربيهم، وأن الآخرين لم يتعلموا من مأساتهم، وخاصة إولئك الذين يتعاطون المنشطات بهدف الحصول على الشهرة وبسبب إغراء الذهب الأولمبي.
يذكر أن المنشطات أصبحت من الأمور المهمة للغاية في الرياضة.
وفي دورة بكين الأولمبية، تجري للرياضيين العديد من الفحوصات للتأكد من عدم تعاطي المنشطات.
ويقول الخبراء إن الخطوة التالية عند اللاعبين واللاعبات لتحقيق أداء أفضل قد تكون العلاج الجيني، أو ما يمكن أن يطلق عليه "المنشطات الجينية."
وإذا ما تحقق ذلك، فإن "الوحش البشري" سيصبح حقيقة، مثلما صرح الاختصاصي في الطب الرياضي، ويلي هيب.
 
وعبر كريغر عن قلقه من الضغوط التي يتعرض لها اللاعبون للفوز وأنها قد تؤدي إلى سقوط ضحايا جدد.
وقال: "إذا قال رياضيو اليوم إنهم يرغبون بالمجازفة، فإنهم لا يدركون حقاً طبيعة المخاطر التي يقدمون عليها."