الملك يتصدّى للسجال، ويؤكد: البوصلة في الاتجاه الصحيح
في حديثه إلى "بترا" أمس، دخل جلالة الملك في تفاصيل العديد من الملفات الداخلية وتصدّى بنبرة حازمة لمروجي الإشاعات حول مستقبل الأردن وتفشيّ الفساد. فبعد أسابيع من السجالات الإعلامية وتراشق الاتهامات بين النخب السياسية، حسم الملك القضايا الخلافية بدءا من مشاريع بيع أراضي دابوق مرورا بصفقة ميناء العقبة وانتهاء بمهرجان الأردن.يؤكد الملك أن الأردن يواجه "تحديات هائلة" مقابل "فرص كبيرة" وفرتّها طفرة النفط في دول الخليج. ارتفاع الأسعار، البطالة، الفقر والمديونية تشكل أهم التحديات، وربما، بحسب الملك، ساهمت في إثارة الزوابع داخل المجتمع في الأسابيع الأخيرة.
لكنّه أكد أن الاستثمار "لا يجب أن يكون على حساب الشفافية"، محذرا من نشر مزاعم وأقاويل من دون إثباتات.
تحدث الملك بالأرقام والحقائق. لم يترك قضية جدلية إلا وسعى لشرحها لأفراد شعبه مع التأكيد على أنه "لن يلتزم الصمت" حيال إشاعات ومناكفات تلامس حدود اغتيال الشخصية. يبدي جلالته "صدمة وخيبة أمل كبيرة" حيال تدني مستوى الجدل الدائر في بعض الأوساط. كان ذلك واضحا في ارتفاع عتبة اللوم والتنبيه إلى خطورة التمادي في التراشق بالاتهامات من دون إثباتات.
في أكثر من موقع، استحضر الملك خلفيته العسكرية ونصائح والده المغفور له الحسين بن طلال، مشدّدا على مواصلة البناء على إرث الماضي بالتوازي مع استشراف المستقبل.
في معرض تأكيد الثقة ببعض رجالاته في موقع المسؤولية الآن، يستذكر جلالته جذورهم في عهد الملك الباني. الإشادة الملكية ركزّت على ثالوث إدارة الدولة: رئيس الوزراء نادر الذهبي، مدير المخابرات العامة محمد الذهبي ورئيس الديوان الملكي باسم عوض الله.
تضمن الحديث الذي جاء في 31 صفحة عشرات الردود على تساؤلات إشاعات وكتابات في مقدمتها تحديد الولاية الدستورية. إذّ يشدد جلالته على ضمان "أن الحدود التي تؤطر ما فوضت به الحكومة تظل مقدسة بحيث لا يتجاوزها أحد، لا باسمي ولا باسم أي أحد آخر".
في حديثه، وجّه الملك عدّة رسائل في أكثر من اتجاه؛ ضرورة إصلاح السلطة الرابعة، الابتعاد عن اغتيال الشخصية والتوقف عن كيل الاتهامات من دون إثباتات أو بدائل مقنعة. ينبّه جلالته أيضا إلى مخاطر الإشاعات على بيئة الاستثمار وأفق التنمية في البلد.
خطاب ملكي غير مألوف يتغلغل في تفاصيل المشهد الداخلي. نبرة شديدة ينتظمها حزم بالتصدّي لمروجي الإشاعات في أكثر من موقع. توقيت اختمر بعد سلسلة كتابات، بيانات واجتماعات. وجاء الرد ملكيا.
* نقلا عن الغد الاردنية