الملك: لن يكون الأردن وطنا بديلا لأحد

الملك: لن يكون الأردن وطنا بديلا لأحد
الرابط المختصر

أكد الملك عبدالله الثاني أن هويتنا الأردنية هوية جامعة لا مفرقة، وهي هوية عربية إسلامية تحتوي جميع أبناء وبنات الوطن.

وشدد ، خلال لقائه الأحد نخبة من الأدباء والمثقفين والمفكرين والأكاديميين، على الدور المهم الذي يضطلعون به في تعميق مبادئ الانتماء للوطن قولا وفعلا، وفي ترسيخ الهوية الوطنية الجامعة لكل الأردنيين والأردنيات.

وأوضح جلالته "يجب أن نكون أكثر وعيا وحذرا، وأن نميز في خطابنا السياسي والفكري بين مناقشة الهوية الوطنية، وعدم السماح بأخذ هذا النقاش نحو ثنائية تفتت المجتمع".

وقال الملك "يجب أن يكون الحديث عن الهوية الأردنية بشكل إيجابي وواضح"، مضيفا "يجب أن نتحدث بصوت عال بالنسبة للهوية الأردنية والوحدة الوطنية بالنسبة لي خط أحمر، ولن نقبل أو نعطي المجال لنفر قليل مهما كانت منابته ومشاربه وغاياته أن يخرب مستقبل الأردن".

وأضاف "عندما يتطرق النقاش إلى كل القضايا التي تهمنا، هناك أناس لا يعجبهم ذلك، ونجد من هو راض ومن هو غير راض، لكن في النهاية الأغلبية تجمع على مصلحة الأردن ومصلحة أولادنا في المستقبل الذين نريد أن نفتح لهم كل الأبواب".

وأكد الملك أن الوطن البديل ليس له وجود إلا في عقول ضعاف النفوس، وما يسمى بالخيار الأردني ليس له مكان في قاموس الأردنيين، مؤكدا أن الحديث حول هذا الموضوع هو وهم سياسي، وأحلام مستحيلة.

وأكد أن "الأردن هو الأردن، و فلسطين هي فلسطين، وهويتنا عربية إسلامية، ونحن نعرف اتجاهنا وطريقنا واضحة لحماية مستقبل فلسطين، ولحماية حقوقنا بمستقبل القدس، وحق العودة، وإننا ندعم حقوق الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطينية، ونحن سياسيا لم نتغير، ولن نغير، فموضوع الوطن البديل يجب أن لا يكون جزءا من النقاش".

وأشار إلى أنه يظهر بين فترة وأخرى في الأردن موضوع الوطن البديل "وهذا غير مقبول على الإطلاق، ولا يجوز أن نتحدث بنفس الموضوع كل سنة. هناك من يكبر الموضوع، والخائفون هم الذين يثيرونه".

وأضاف جلالته "للأسف هناك أناس كل ما نحاول طمأنتهم يعودون لطرح نفس الموضوع. نريد أن نسير للأمام، ولدينا فرصة تاريخية أن نفتح صفحة جديدة، ونحاول أن نطور الإصلاح السياسي ليس للأردن فقط، لكن للشرق الأوسط أيضا حتى نكون مثالا للجميع في هذا المجال".

وقال الملك إن جميع المواضيع يجب أن تطرح للنقاش، "فلا يوجد شيء نخجل من الحديث عنه حتى إذا كان هناك من يريد الحديث عن أحداث السبعين، فهذا أصبح من التاريخ، ودعونا نفكر للمستقبل وليس في الماضي".

وأكد جلالته أن موقف الأردن بالنسبة لدعم القضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني لا يسبقه علينا أحد.

وقال "إن الأردن ومستقبل فلسطين أقوى من إسرائيل اليوم، والإسرائيلي هو الذي يخاف اليوم".

وأشار "عندما كنت في الولايات المتحدة تحدث معي أحد المثقفين الإسرائيليين، وقال إن ما يجري في الدول العربية اليوم سيصب في مصلحة إسرائيل، وأجبته أنني أرى العكس، فوضعكم اليوم أصعب من ذي قبل".

وقال الملك "أود أن أطمئن الجميع إنني لم أسمع من أي مسؤول أمريكي أو غيره، لا من كلينتون أو بوش أو أوباما أي ضغط على الأردن باتجاه حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن".

وأكد "أريد أن أطمئن الجميع لن يكون الأردن وطنا بديلا لأحد، وهل يعقل أن يكون الأردن بديلا لأحد ونحن جالسون لا نحرك ساكنا، لدينا جيش ومستعدون أن نقاتل من أجل وطننا ومن اجل مستقبل الأردن، ويجب أن نتحدث بقوة ولا نسمح حتى لمجرد هذه الفكرة أن تبقى في عقول بعضنا".

وشدد ، خلال اللقاء الذي حضره رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور خالد الكركي، ومستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام والاتصال أمجد العضايلة، على أن موقف الأردن الرسمي من القضية الفلسطينية، ومن حقوق اللاجئين، ومن الحل النهائي واضح وحاسم ولم ولن يتغير.

وأكد الملك أن الأردن سيدافع عن حقوقه ورؤيته لحل نهائي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف، وتطبيق عادل لحق العودة والتعويض.

وشدد جلالته "سنواصل قيادة جهود الإصلاح حتى تتحقق النتائج المرجوة منها بتعاون الجميع، وأمامنا فرصة هامة لتشكيل أنموذج متقدم للإصلاح في المنطقة، والنهوض بالحياة السياسية والحزبية".

وقال في هذا السياق "ليس لدينا أي تخوف بالنسبة للإصلاح، ونحن ماضون قدما وسنجري الانتخابات البلدية قبل نهاية السنة والانتخابات النيابية عام 2012، ومن حيث التعديلات الدستورية ستتم خلال أسبوعين إن شاء الله".

وأضاف جلالته "نحن نسير قدما بالنسبة إلى الإصلاح السياسي، و نريد أن نحضر أنفسنا لصفحة جديدة بالنسبة لمستقبل الأردن"، داعيا إلى تحديد ما هو مطلوب حتى نتمكن من دعم الجيل الجديد ليكون ولاءه لمستقبل البلد وبما يقوي الجبهة الداخلية.

واعتبر الملك إن التحديات الاقتصادية والسياسية هي أولوية " بالنسبة لنا".

وعبر عن تقديره للأدباء والمثقفين والمفكرين على توجيه الرأي العام، وتنوير المواطن في العديد من القضايا التي تهم حاضر ومستقبل الوطن، لاسيما موضوع الهوية الأردنية.

أضف تعليقك