الملك: قرار ترامب يعرقل عودة عملية السلام
أكد الملك عبد الله الثاني أن القرار الأمريكي بالاعتراف بمدينة القدس المحتلة كعاصمة لإسرائيل، يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، ويعرقل عودة عملية السلام.
وأضاف الملك خلال كلمته في القمة الإسلامية الطارئة في اسطنبول اليوم، بأن تهويد مدينة القدس يزيد من العنف والتطرف، مشيرا إلى استمرار الأردن بتحمل مسؤولياته تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وسيتصدى لأي محاولة لتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي.
ولفت إلى حق الشعب الفلسطيني، بتوفير الدعم الكامل لإزالة الظلم الواقع عليهم، والعمل مع كافة الأطراف الدولية لتحقيق مطالبهم الشرعية بإقامة الدولة المستقلة.
فيما شبه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قرار ترامب بوعد بلفور، مشيدا بالموقف البريطاني الرافض للقرار الأمريكي.
وقال عباس، أمام القمة إن فلسطين لن تقبل أن يكون للإدارة الأميركية أي دور في العملية السياسية بعد الآن، مجدداً رفضه للقرار الأميركي المتعلق بالقدس.
وأضاف، "نرفض القرارات الأميركية الأحادية والباطلة التي صدمتنا بها الإدارة الأميركية، في الوقت الذي كنا منخرطين معها في العملية السياسية من أجل الوصول لسلام عادل".
واكد أننا "لن نقبل أن يكون للإدارة الأميركية أي دور في العملية السياسية بعد الآن"، داعيا الى أن "تكون القدس مفتوحة لجميع الديانات السماوية لممارسة عباداتهم بحرية كاملة".
وأشار الى أن "إسرائيل تهدف لتهجير أهلنا في القدس عبر سلسلة لا تنتهي من الإجراءات الاستعمارية، منها منعهم من البناء وسحب هوياتهم وفرض الضرائب الباهظة عليهم"، مبينا أن "واشنطن حولت صفقة العصر إلى صفعة العصر واختارت أن تفقد أهليتها كوسيط".
ولفت الى ان "دورنا في محاربة الإرهاب معروف للجميع، وعقدنا شراكات مع العديد من الدول بما فيها أميركا، ولذلك نرفض قرارات الكونغرس التي تعتبر منظمة التحرير (الفلسطينية) إرهابية"، مشددا على أن "مدينة القدس لا زالت وستبقى عاصمة دولة فلسطين للأبد، وأن لا سلام ولا استقرار دون أن تكون كذلك".
وتابع، "نحن هنا اليوم ومن خلفنا كل أمتنا وشعوبنا وجميع شعوب العالم من أجل إنقاذ مدينة القدس وحمايتها ومواجهة ما يحاك ضدها من مؤامرات لتزوير هويتها وتغيير طابعها وخاصة بعد تلك القرارات الأميركية التي تخالف القانون الدولي وتتحدى مشاعر المسلمين والمسيحيين"، مستطردا "سننتصر وننهي الظلم الذي وقع علينا".
ووصف عباس قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بـ "وعد بلفور جديد (يأتي) بعد 100 عام على الوعد (البريطاني)"، واصفا القرار بأنه "جريمة كبرى وانتهاك صارخ للقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة، وهو ما يفرض علينا الخروج بقرارات حاسمة تحمي هوية القدس، ومقدساتها وصولا إلى إنهاء الاحتلال لأرض فلسطين كافة وفي مقدمتها القدس عاصمة دولة فلسطين".
وشدد على أن "القدس كانت ولا وزالت وستظل للأبد عاصمة دولة فلسطين وهي درة التاج وزهرة المدائن وارض الاسراء والمعراج التي لا سلام ولا استقرار دون أن تكون كذلك"، مشيرا الى أننا "التزمنا بجميع التفاهات بيننا وبين الادارات المتعاقبة لكن هذه القرارات غير الشرعية بشأن القدس تجاوزت كل الخطوط الحمراء".
وتساءل عباس "كيف يمكن لدول العالم السكوت على هذه الانتهاكات في حق القانون الدولي وكيف يمكن استمرار اعترافها بإسرائيل وتعاملها معها وهي تستخف بالجميع وتواصل مخالفة الاتفاقات الموقعة معها وتقوم بممارساتها القمعية والاستعمارية وخلق واقع الأبارتيد وانتهاك مقدساتنا المسيحية والاسلامية".
وبشأن المبادرة العربية قال نعتبرها من أهم المبادرات التي وضعت، وهي مبادرة عربية واسلامية تبنتها الدول السلامية ايضا، ودعت لحل القضية الفلسطينية اولا قبل الذهاب الى أي علاقات مع اسرائيل، وهذا لا يعني عدم زيارة القدس، نحن لا نريد القدس حجارة نريدها مقدسة والناس فيها لا بد من دعمهم والوقوف بجانبهم".
وطالب عباس بتحديد علاقات الدول الاعضاء لمنظمة التعاون الاسلامي بدول العالم على ضوء قراراتها وافعالها نحو قضية القدس، مشيرا الى انه لم يعد من الممكن التعامل مع اسرائيل وكأن شيئا لم يكن، ولا بد من اتخاذ خطوات سياسية واقتصادية لإجبارها على انها احتلالها لدولة فلسطين.
كما طالب دول العالم بمراجعة اعترافها بإسرائيل، والتوجه بمشاريع قرارات لمجلس الامن ولكل مؤسسات الامم المتحدة والمنظمات الدولية بهدف ابطال كل ما اتخذته الولايات المتحدة من قرارات بشأن القدس.
كما طالب بنقل ملف الصراع برمته للأمم المتحدة وتشكيل آلية جديدة تتبنى تطبيق قرارات الشرعية الدولية اذ ان الولايات المتحدة لم تعد اهلا لتكون راعية للمفاوضات، محذرا من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.