النجوم لا يقتصرون على الغناء، فثمة نجوم من وراء الكواليس، فالنجم هو المبدع بمجاله، ونجم برنامج "ميوزيكا مع عامر"، أحد أبرز الملحنين اللبنانيين والعرب، والمتتبع لإبداعه في التلحين، يلحظ أن هذه الأغنية من أنامل سمير صفير. الإعلامي عامر النقيب استضاف سمير صفير في البرنامج، وكان هذا الحوار:

كيف يرى سمير صفير الساحة الفنية؟

( بعد صمت و تنهد دام لعدة ثوان) هذا الموضوع كبير و حوله نقاش كبير أيضا، لكن برأيي الشخصي، نحن في انحدار فني وللأسف، وأسبابه عديدة ومن أهمها انزلاق معظم وسائل الإعلام على الفن الهابط ونشره وتبنّيه.

هناك عتب ولوم على وسائل الإعلام التي تسمح بمثل ذلك؟

طبعاً، في كل الأوقات والعصور يوجد هناك فن هابط، فن جيد و فن وسط، ولكن في العصور القديمة ومنذ زمن كانوا القائمون على وسائل الإعلام والمسؤولين عن نشر أي فن، كانوا يختارون الفن الجيد ويعتمون على الفنون الهابطة، أما اليوم فهم يسلطون الضوء عليها ما يثبت أن بعض وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب لديها ثقافة فنية ضعيفة جداً، ويقدمونها للناس، بحسب فهمهم للفنون، وهي فنون هابطة ويوجد علامة ثانية ملفتة هذه الأيام، ملفتة للنظر ومسيئة لمستمعينا العرب ويلعبون عليها وللأسف الشعب العربي ملهوف عليها وهي الإثارة الجنسية في الفن، ويلعبون على هذا الموضوع، حتى أنها لديهم "بيزنس وأموال"، وهذا اخطر موضوع، ومن اجل ذلك تروج وسائل الإعلام لفنانات الاستعراض الفاضح والإثارة.

في أحدى حواراتك صرّحت أنك لست على خلاف مع أحد ولكن لديك مشكلة مع فنان -ليس فناناً-؟

بالفعل، وأنا أعتبره عدواًً من غير أن أراه. فهو عدوي بالفن أما في الإنسانية فهو أخي وليس لدي مشكلة معه.

كيف يصف سمير صفير علاقاته مع الملحنين والفنانين اليوم؟

سوف اختصرها لك بكلمتين وأعني كلامي، لست مع أي خلاف مع أي فنان حقيقي، فكل فنان حقيقي لديه ويعمل فن حقيقي إن كان ملحنا أو مطربا أو كاتبا أو موسيقيا أو موزعا أو ممثلا ليس لدي مشكلة معه، وليس لديه مشكلة معي، لان كلانا نتفق على الفن ذو الجودة والراقي والحقيقي، و"كل فنان في مسلة تحت باطه بتنعره" يعني كل فنان هابط ليس فنانا يستطيع أن يكذب على الدنيا كلها، ولكن لا يمكن له أن يقف أمام المرآة أن يكذب على نفسه، وكل شخص متعدي على الفن بعمله أو يعمل أعمال هابطة هو ليس فنانا وهو يعرف نفسه تماماً، وهو على عداء معي بالفن.

ما رأيك بأعمال اليوم وأقصد من سؤالي ما أكثر عمل أعجب سمير صفير وخاصة من ألحان؟

والله يوجد الكثير من الأعمال الجميلة، وقاموا بها ملحنين كثر غيري، مثلاً أغنية (ومشيت خلاص) للفنان وائل جسار ألحان وليد سعد من الأغاني الجميلة جداً، ويا ريت تزداد الأعمال الجيدة والفن الجيد والملحنين والفنانين الجيدين، "يا أخي زهقنا وقرفنا من رجال أشباه الرجال والنساء العاريات على القنوات الفضائية يعني مسخرة بجد إحنا العرب مش كدة إحنا عندنا الحضارة و النور والحرف والأنبياء نحن الشرقيين جماعة مثقفين جداً وعندنا حضارة كبيرة، لكن للأسف جيل اليوم والقيمّين على وسائل الإعلام يضعوننا في مكان مخزي"، وأدعو جميع الحكومات العربية للتحرك ولا يستهتروا لأن هذا فن، فهذه حضارة البلدان التي تدمر شبابه، اليوم الأطفال والتي يتجاوز عمرها من 10 سنين و5 سنين و3 سنين، بعد 20 سنة إذا استمروا على هذا المستوى المنحدر من الفنون وموضوعات الأغنية الفاضحة والضعيفة والمقرفة، إذاً أجيالنا ستربى على هذا النوع من الفنون والفيديو كليبات وبالتالي سوف تحكمنا، وتستلم الأوطان العربية.

هل يوجد فنان أو فنانة بعد ما استمعوا الى عمل معين من الحان سمير صفير طلبوا هذا اللحن مثلاً، مثل لحن أغنية "شو عبالي" لباسمة؟

طبعاً، الكثير من الفنانين طلبوا مثل هذا اللون.

من الفنان أو الفنانة الذي تعاونت معه وبعد ذلك ندمت وقلت:يا خسارة...؟

كثير من الفنانين، عندما أعطي أغنية يكون لدي خط فني فكري من الكلام أو الموسيقى أو نوع من المدرسة الغنائية بمعنى البحث عن "كاريكتار خاص"، تعاونت مع الكثير من الفنانين وكل واحد منهم له "كاريكتار" و تعبت عليهم وصاروا نجوم وللأسف خرجوا منه ودمروه.

مثل من، أذكر أسماء؟

الموضوع ليس "سكوب" صحفي...

أكيد، لا أقصد بذلك "سكوب" صحفي!

كل الناس تعلم من هم، وأنا تحدثت عن هذا الموضوع كثيراً، ولكن لا أحد يأتي ويأخذ رأي الناس، فهذه هي المشكلة أن يتصرفوا باسم الناس، واليوم إذا سألنا كل الناس على الطريق سترى كما هائلا منهم متذمرون ومتضايقون وينتقدون المجلات والفنانين الهابطين، والقصة ليست عملية تسمية، والفنانين أنفسهم يعرفون أنفسهم والناس تعرفهم.

تقول..(أعتبر نفسي صانع نجوم) نعم أم لا؟

لا، لا أحد يصنع غير الله وحده، ونحن نساعد أو نشارك أو نكمل مسيرة ما، لا يوجد إنسان صانع نجم إنما الله وحده سبحانه فقط.

ما هي أعمالك الجديدة مع الفنانين؟

نعد اليوم أسطوانة جديدة لنانسي عجرم، وقد انتهينا من اسطوانة الفنان ملحم زين وقريبا ستكون في الأسواق، وكذلك معين شريف، والتحضير لا زال مستمرا لاسطوانة سعود أبو سلطان، وهناك لقاءات مع هاني شاكر لأعمال جديدة ومع شيرين عبد الوهاب، وجديد إيهاب توفيق معي أغنيتين باللهجة اللبنانية لأول مرة، وهناك تعاون جديد مع وجوه جديدة منهم سارة الهاني، العمل كثير، وأنا متروي وأدرس خطواتي ولا أعطي أحداً إلا للشخص الذي يستحقه صوتياً.

كلمة أخيرة لكل مستمعي "ميوزيكا معي" ومستمعي راديو عماّن نت ؟

أوجه تحية للشعب الأردني ،الشعب الذي أحبه كثيراً شعباً وقيادة، ويا ريت كلنا نتضامن مع بعضنا لنوقف كل وسيلة تستخف بعقولنا وتقدم فن هابط، ونحاول أن نقاطعها وآن الأوان للشعب العربي أن يتحرك و خصوصاً لمواجهة الفن الهابط.

تنويه (مع بث راديو عمان نت مونديال 2006، تغير موعد برنامج ميوزيكا مع عامر، إلى 2:30 ظهراً، بعد ما كان يبث في الساعة 7:30 مساءً كل يوم الخميس)