المعايطة: التقدم إلى الامام لا يأتي إلا بغياب التطرف

المعايطة: التقدم إلى الامام لا يأتي إلا بغياب التطرف

قال وزير الشؤون السياسية والبرلمانية المهندس موسى المعايطة ، أن التقدم إلى الامام لا يأتي إلا بالقضاء على التطرف ووجود المنطق في كل دول العالم ،وأنه لا يوجد شعب متفوق على شعب إلا بالتقدم الحضاري  والانسانية ، مؤكدا أهمية فتح أبواب النقاش مع الشباب لبحث العوامل التي تؤدي الى التطرف على مستوى الدولة والمجتمع ،  والتعرف على رؤيتهم حول مواجهة التحديات وكيفية التغلب عليه وتفعيل دورهم في المساهمة في بناء حياة سياسية قائمة على الحوار والديمقراطية .

جاء ذلك خلال ورشة عمل ، نظمتها وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية بالتعاون مع المعهد الهولندي للديمقراطية متعددة الأحزاب ومركز السلم المجتمعي، للحوار مع الشباب الاعضاء في الاحزاب السياسية الاردنية ، يوم الأربعاء، حول "الفكر المتطرف واقع وتحديات".

وأضاف المعايطة  أن هذا اللقاء  يأتي لوضع رؤية مستقبلية لتطوير الحياة الديمقراطية في الأردن ، مشيراً إلى أن ديننا الحنيف يؤمن بالسلام والتعايش مع كل تنوعات المجتمع ، وأن السلام والرحمة هما أساس ديننا الحنيف الذي تم استغلاله من بعض المتطرفين الذين استطاعوا في فترة ما أن يقنعوا الكثير من  الشباب في البلدان العربية وخارجها في تصورات غير حقيقية عن الدين الاسلامي ، وأنه يجب الرجوع إلى التاريخ العربي والحضارة الاسلامية التي تقدمت قديما في عدة مجالات  كالعلم والثقافة واستفادت منها أوروبا كعلم الجبر والفلك والطب .

وأشار المعايطة الى أن التطرف موجود في كل الأديان، وأنه  لم يقتصر على الدين واحد، بل  أصبح ينتمي لعصبيات جهوية وقبلية و جندرية ، مما يؤثر على مجتمعنا وعلى علاقاتنا في الدولة ، مشيراً إلى أن الاختلاف شيء طبيعي، ولن يتم الوصول إلى حلول إلا بالحوار وأنه فقط من لا يملك حجة يلجأ للعنف، مؤكدا ضرورة أن يكون الولاء الأساسي للمملكة الاردنية الهاشمية كدولة، لافتاً إلى أن الأردن من أكثر الدول استقرارا بفضل وعي الأردنيين وحكمة الهاشميين، الذين غرسوا ثقافة الأمن والتسامح والحوار، مؤكداً أهمية مسؤوليتنا في الحفاظ على هذا التعايش بغض النظر عن كل الاختلافات .

وحول ما جرى في  الفترة الأخيرة وظهور قوى متطرفة مثل  داعش، بين المعايطة أنها لم تستطع هذه القوى أن تغيير واقع الاعتدال  وإنما خلفت دمار وقتل ودماء ، وذهب عشرات الالاف ضحايا بفعل موجة التطرف.

وتابع المعايطة : " يجب أن نركز على الجانب الإيجابي من خلال تطوير ديمقراطيتنا بحيث تصبح ديمقراطية فاعلة قائمة على أساس الحوار والقناعات ، وتفعيل دور الشباب الذين يمثلون النسبة الاكبر من المجتمع والتي قد تصل إلى  72% بحسب الاحصائيات " ، مشيراً إلى أنه توفرت لهم كل سبل العلم والمعرفة والتكنولوجيا ، وهذا مهم جداً لفتح آفاق واستخدام هذه السبل بشكل إيجابي ،مؤكداً على ضرورة التركيز على أن التنوع سنة الكون وعلينا أن نحترمه .

وفيما يخص أسئلة المشاركين عن ما يسمى صفقة القرن، قال المعايطة أن الكلام عن التوطين ليس له معنى ولا وجود، وأن البديل هو أن نعرف نحن ماذا نريد ونقوم بعمل صفقتنا كأردنيين ، كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني  في أكثر من مناسبة " إن هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها ,حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس و لا للتوطين" ، هذا أساس صفقتنا ، مشيرا إلى أنه إذا تم الاتفاق على صفقتنا التي تقام على أساس وحدتنا وتماسكنا سيصبح من السهل معالجة أي شيء يريده الآخرين ، ولا الشعب الأردني ولا الشعب الفلسطيني الصامد يقبل بعد كل التحديات بغير ذلك .

وبدوره قال رئيس قسم مكافحة التطرف والتدريب، في مركز السلم المجتمعي الرائد عمر خلايلة ، أن المركز تم تأسيسه حديثا مختص بمكافحة الفكر المتطرف من خلال تبادل الأفكار والنقاش والحوار دون استخدام القوة ، وقد جاء لأداء رسالة مهمة لما رأيناه من نتائج التطرف على الدول المجاورة ، وموقعنا الجغرافي منها ، مشيراً إلى أن  الفكر أساس كل شيء ، ولكي تنتزع من اي شخص فكرة لو استخدمت كل قوى العالم لن تغير شيء إلا بالحوار يمكن تغيير فكره كاملاً  "
.
وتابع الخلايلة "نحترم جميع الديانات السماوية ونؤمن فيها ونقدسها ، والدين ليس له علاقة بالتطرف وإنما الخلل في الأشخاص الذين يمثلون هذه الديانات ، فديانة الإسلام خاتمة الديانات السماوية ويوجد هناك أشخاص متطرفون منتمين لها،  وللديانات السماوية الاخرى أيضا ، الخلل يكمن في هؤلاء الأشخاص الذين نصبوا انفسهم  بإسم الدين واساؤا لكل الديانات والإنسانية أجمع  ، مشيرا إلى أن نهج السياسة الأردنية لاتؤمن القتال والدمار والدم  وشعارها دائما الإنسان اغلى ما نملك، ولا يمكن لأي إنسان  أن يعيش بمفرده  دون الطرف الآخر ، وبالحوار سنصل لنقطة مشتركة .

ومن جهة أخرى لفت رئيس قسم التثقيف الأمني المتخصص في مركز السلم المجتمعي الرائد مهند وريكات إلى أن  أساس التطرف هو الجهل بالدين ، مشددا على أهمية الخطاب الديني ، والذي أكد عليه جلالة الملك عبدالله مرارا عديدة ، مؤكداً ضرورة الحذر من استغلال الجماعات المتطرفة للاختلاف في الآراء، حيث لديهم اساليب متعددة في إقناع وتشتيت فكر الشباب ،

وتخلل اللقاء عرض فيلم تعريفي عن مركز السلم المجتمعي تضمن نشأته  والفئات المستهدفة و التطلعات والمشاريع المستقبلية والخطة الاستراتيجية في مكافحة الفكر المتطرف .

أضف تعليقك