المطب..مجبر عليه، هل تراه!

الرابط المختصر

كثرت المطبات في شوارع العاصمة عمان بالآونة الأخيرة، هل
ينذر وجودها لعدم تقيد السائق بالأولويات المرورية، وبالتالي جاء المطب المعبد
مكلفا الأمانة 1000 دينار للواحد ليكون الالتزام إجبارياً!

يحَمل الكثيرون أمانة عمان الكبرى المسؤولية، وهي الجهة
المسؤولة عن وضعه وبالتالي السبب في كثرت المطبات والذي بعضها "بعشوائية يوضع"،
فهي لا تقام للأسباب التي يعددها المسؤولون، إنما "أين تذهب ستجده مقام حتى
انه ملتصق بالعجل"، وها هو السائق بشير الذي يقطن في ماركا الشمالية، يقول أن
أي شخص متنفذ يتصل بالأمانة لأجل وضع المطب أمام منزله يكون له ذلك بكل سهولة.

ضع المطب لكن بعقل

المطب يقام لأجل السلامة العامة، ولتخفيف حدة السرعة بين
السيارات، والأماكن التي ينشأ فيها المطب أمام المدارس والمراكز الخدمية كما هو
مقرر لها، لكن على أرض الواقع فالمطب لا يقام في تلك الأماكن فقط.

الأمانة تدافع عن ما تتهم به، وتقول أن الأسباب للسلامة
العامة لا أكثر ولا أقل، وما يدعيه البعض ما هو إلا افتراء فحسب.

ويقرأ السائق فهمي أحوال وأسباب وضع المطب، ويقول:
"إذا كانت المطبات توضع لأجل السلامة العامة، فالأحرى أن نرتقي إلى مستوى
الأخلاق ونستبدلها بلوحات إرشادية وإلزامية وتحذيرية".

فيما يجزم السائق الخصوصي محمود بأن المطب ما هو إلا
وسيلة لتخريب السيارة، أما سائق الكوستر علي فيكلفه المطب الكثير من الأموال،
"لأنه كسر الباصات، وندفع على التصليح ما لا يقل عن 200 دينار، يضعونه بطريقة
لا نقدر أن نكشفه عن بعد وبالتالي يحدث الخراب في الباص".

ويقول السائق رياض "نكسر السيارات وندفع المبالغ
لأجل التصليح، ويقولون أننا ملامين وهم لا دخل لهم".

ويحدث السائق سمير عن أحواله اليومية، "عندما آتي
من السلط قرب صويلح فهناك مطبات كل واحد منها مثل جبل هملايا". في حين يعدد
غسان إيجابيات وسلبيات المطب: "سيئاته أنه يخرب السيارات ولا يجعلها تصمد
أربع سنوات في البلد، أما إيجابياته أنه يخفف من السرعة أمام مدارس الأطفال وبين
الأحياء السكنية".


أما سائق التكسي وليد أبو الهوى فيصفها بغير الحضارية، وتؤثر
على السيارة سلباً، ويقول "من غير عاكسات يجعلنا نصعد عليه بسرعة، ولا تسأل
عن حال السيارة عندها، ومرة حدث وأن كسرت الكفة الأمامية في السيارة، فإلى من
أشتكي".

ويضيف "المطبات المعبدة بالحجارة هي الأكثر أذية
للسيارة، ونطلب من الأمانة أن تقيَم المطب لا مشكلة لكن عليها أن تضع العاكسات عن
بعد، وأيضا أن لا يكون مرتفعا كالجبل".

في حين، يعتقد السائق بشير أن غالبية شوارع العاصمة عمان
ممتلئة بالمطبات، "ودائما أتفاجئ بالمطب، وهذا ما يؤدي إلى خراب
السيارة"، متحدثا بشير أن وضع المطبات بات وفقا لرغبات المتنفذين مع الأمانة،
"يبدو أن المطب أيضا يضع وفقا لرغبات من لهم علاقة مع الأمانة وبالتالي يضع
المطب أمام بيته، والأصل أن يضع المطب بين الأحياء السكنية وأمام مدارس الأطفال،
وبوجود عاكسات فقط".

كيف تقرأ الأمانة ما تقوم به بتشييد المطبات، وأيضا ما
جاء به المواطنين من انتقادات؛ يجيب على ذلك مدير دائرة الأرصفة والأعمال
التكميلية في الأمانة، م. موسى العكور، والذي لخص مهام عمل الدائرة كما يلي:
"نعمل على إنشاء أرصفة وممرات وجسور مشاة، وكل ذلك لضمان تنقل المواطنين
بسلامة وأمن". داعيا المواطن بضرورة أن يميز بين المطب وممر المشاة المعبد.

ويضيف "المطب هو وسيلة لتخفيف حركة سير المركبات
على الشوارع، وهو ما كانت الأمانة تنفذه من خلطة إسفلتية، لكن الآن نحن ننفذ ممرات
المشاة تلك التي تشبه المطبات إلا أنها معبدة بالبلاط والهدف منها لتأمين عبور آمن
للمشاة، وكذلك لتخفيف حركة مرور السيارات".

وتحدد الأمانة ارتفاع المطب بما لا يزيد عن 1 سنتمتر،
وحول وجود مطبات تزيد عن ذلك، يجيب العكور أن الأمانة منذ سنتين وهي تباشر بإزالة
أي من المطبات المرتفعة، واستبدالها بممرات مشاة.

ويتحدث العكور عن الأسس التي تعتمدها الأمانة للشوارع
التي تشهد مرور المواطنين في قطعهم للشارع، "وهي تعتمد على حجم المشاة وساعة
الذروة، وحجم مرور السيارات، بالإضافة إلى المدة الزمنية بين تتابع السيارات،
ونوعية الشوارع أكانت رئيسية أم ثانوية، وكذلك المواقع التي تتكرر فيها حوادث دهس
المشاة".

لكن ثمة شوارع مليئة بالمطبات، والمسافة بين المطب
والآخر لا تزيد عن أمتار معدودة فما هي الأسس التي تعتمدها الدائرة، وهل يوجد
عشوائية، يقول م. العكور أن ثمة شوارع بحاجة إلى ممرات مشاة، رافضا تسميتها
بالمطبات في هذه الفترة، ضاربا مثلا حول ذلك وهو شارع وصفي التل والذي يوجد فيه
ممرات مشاة كثيرة، ويقول "شارع وصفي التل طوله حوالي 3 كيلو متر، وفيه ثلاثة
ممرات مشاة، والهدف من ذلك هو لتخفيف السرعة في هذا الشارع التجاري والذي يشهد
دوما حوادث بسبب التتابع بين السيارات ومن هنا ارتأينا أن تكون هذه الممرات ولأن
المواطنين يقطعون الشارع لأنه تجاري".

وعن الآلية التي تعتمد لوضع المطب، يقول موسى العكور أن
الشوارع التي لا تزيد السرعة فيه عن 60 كيلو تقام فيها المطبات، أما التي تزيد عن
ذلك فلا يوجد مطبات، وهنا لا تقوم الأمانة بوضع ممر مشاة، إنما وضع جسر للمشاة أو
نفق.

توضع المطبات في المناطق المأهولة بالسكان، والمدارس
والمراكز الصحية، وبالتنسيق مع دائرة
هندسة المرور ودائرة السير، ونفى العكور أن يكون وضع المطب بناءً على طلب ذلك
الشخص أو ذالك، "إنما نقوم بزيارة للمكان الذي يخبرنا المواطن عنه، ونقيم
الشارع فهل هو بحاجة إلى مطب أم لا وبالتالي نقرر".

في عام 2004 قامت دائرة الأرصفة والأعمال التكميلية
بإجراء دارسة حول ممرات المشاة، وعن كيفية استبدالها بممرات مشاة أكثر أمناً. ومنذ
ما يقارب الثلاث سنوات والأمانة قامت بتنفيذ حوالي 150 ممر مشاة، وذلك عدا إزالة
عدد من المطبات والتي لا داع لها لكن هل كان لها الأثر الإيجابي على المواطن.

1000 دينار قيمة مطب المشاة

وعن التكلفة المالية حول إنشاء الممر أو المطب، يقول
العكور: "المطب القديم غير مكلف على الأمانة، أم الآن الذي فينشأ مضمنا خراسنة
بعرض 4 متر، وسماكة 10 سنتمر يكلف الأمانة ما يقارب الألف دينار أما السابق فكان
يكلف 200 دينار".

ويتحدث العكور عن ضرورة توفر الشواخص المرورية والعاكسات
عند كل مطب، رغم افتقاد الكثير منها للمطبات أو الدهان الأصفر، وأن السائق ملام
على عدم تخفيف سرعته في الشوارع.

فيما يشتكي مدير دائرة الهندسة المرورية في الأمانة، عبد
الحليم الكيلاني، أن الدهان الأصفر والذي تقوم به الدائرة لا يتواءم ونوعية الإسفلت
المقام فيها المطب، ويقول: "لنعترف أن الدهان لا يصمد كثير على المطب،
فالمشكلة من نوعية الإسفلت، وإزاء ذلك نقوم بالاتفاق مع شركة أجنبية في مدينة
شيكاغو والتي بيننا تآخي مع الأمانة لأجل إيجاد الحلول مع نوعية الإسفلت غير
المناسب والدهان الموضوع عليه، ونعمل على تأهيل جميع المطبات وبالتالي ما نقوم به
في الدائرة".

ويتحدث الكيلاني لبرنامج سيارة أف أم عن قيام دائرة
الهندسة باستبدال الدهان بالإشارات الإرشادية المضيئة، وهو موجود بخلدا، متحدثا باستفاضة
عن دارسة تقوم بها الدائرة لجميع التقاطعات.

أضف تعليقك