المصري: "المناخات الدولية مهيئة لإقامة الدولة الفلسطينية"

الرابط المختصر

يبدأ القادة العرب اليوم الاربعاء القمة
التاسعة عشرة في الرياض برئاسة المملكة العربية السعودية, التي يسعون من
خلالها إلى إحياء مبادرة السلام العربية.ويبحث
القادة العرب تحريك عملية السلام مع إسرائيل ودعم حكومة الوحدة الوطنية
الفلسطينية، والوضع في العراق وتداعيات الأزمة النووية الإيرانية على دول
منطقة الشرق الأوسط, والملف اللبناني, وقضية إقليم دارفور في السودان. وبعد مرور خمس سنوات على تبني الدول العربية لمبادرة السلام العربية والتي
طرحت في القمة العربية في بيروت العام 2002, ستعمل قمة الرياض هذا العام على
تفعيلها.

وفي هذا السياق قال السياسي البارز رئيس الوزراء الأردني
الأسبق طاهر المصري في حديث لبرنامج "حديث الاسبوع" على اذاعة عمان نت
"ان اهم قرار سياسي ستتخذه القمة العربية هو تفعيل عملية السلام من خلال
المبادرة العربية".مشيراً إلى ان الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة
العربية مهيأة لتفعيل هذه المبادرة, التي تؤسس لإقامة دولة فلسطينية بحدود 1967
ممكنة التحقيق".

وأعرب المصري عن
اعتقاده ان القمة العربية في الرياض تكتسب اهمية وجدية اكثر من القمم العربية السابقة,
معتبراً ان الحركة الدبلوماسية النشطه التي سبقت هذه القمة من قبل عدد من الدول
العربية خاصة المملكة العربية السعودية تعتبر دليلا على حساسية القرارات التي
ستصدر وخاصة في الملف الفلسطيني.

واشار المصري الى اتفاق مكة بين حركة فتح وحماس والذي
جاء بحكومة الوحدة الوطنية ومحاولة السعودية جمع الفصائل والقوى اللبنانية لنزع
فتيل الازمة اللبنانية المتصاعدة منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق
الحريري, والاتصال بالقادة الإيرانيين كلاعبين أساسيين في العراق, بهدف الوصول الى
مصالحة بين الفرقاء العراقيين.

وحول التحرك الأميركي الذي سبق انعقاد القمة وتزامن معها
يقول المصري "رغم انه لم يصب في نفس الاتجاه الذي نريد, ولم يخرج عن حدود
العلاقات العامة, إلا انه احد المظاهر المهمة التي تشير إلى أهمية القرارات التي
ستصدر عن قمة الرياض والتي ستكون مختلفة عن قرارات القمم السابقة".

و
تعقد قمة الرياض تحت شعار التوافق على أمل أن تكون مختلفة عن القمم
السابقة التي سبقتها باستمرار خلافات حادة اتسمت بغياب النتائج العملية. حيث قرر
وزراء خارجية الدول الأعضاء في الجامعة العربية بالإجماع خلال اجتماعهم
الاثنين عرض مبادرة السلام التي تبناها القادة العرب خلال قمتهم في بيروت عام
2002، بدون أي تعديل.

وقال " بالرغم مما قيل عن القمم العربية السابقة
بأنها تتخذ قرارات وتوضع على الرف, الا ان هذه القمة حظية بالتمهيد المسبق لها,
والتوافق العربي على ملفاتها, والذي يعكس الشعور بالخطر الكبير لدى الحكومات
العربية ليس على بؤر التوتر في المنطقة "فلسطين ولبنان والعراق" فقط
وانما على المنطقة بمجملها.

"واعتقد ان الكثير من الزعماء العرب باتوا مقتنعين
بأن النار وصلت إلى الاصابع والى بيوتنا ولذلك يريدون احياء عملية السلام قبل ان
ينفجر الوضع في المنطقة بشكل كبير حماية لبلدانهم ولأنظمتهم".


إهمال المبادرة العربية

ويرى رئيس الوزراء الأسبق أن إهمال الدول العربية
لمبادرة السلام خلال السنوات الخمس الماضية يعود للظروف والمناخات السياسية التي
كانت تسود المرحلة التي أقرت بها قبل خمس سنوات.

مشيراً إلى الحساسيات التي سادت العلاقات بين عدد من
الدول العربية قبل وبعد قمة بيروت في العام 2002, حيث غلب عليها أجواء المصالحة
السعودية العراقية فترة حكم الرئيس الراحل صدام حسين, وغياب عدد من الزعماء العرب
مثل الرئيس المصري حسني مبارك, إضافة إلى رفض الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل
للمبادرة, كل تلك الأسباب ساهمت في تأخير وإهمال مبادرة السلام العربية.

ويقول المصري قد نختلف أو نتفق على المبادرة العربية لكن
القضية الفلسطينية بحاجة إلى تحريك لعملية السلام لتعيدها إلى وضعها الطبيعي الذي
كانت تحتله عربياً وعالمياً, ومن المؤسف انه جرى تقزيم القضية الفلسطينية لتصبح
قضية فك الحصار الاقتصادي المفروض على الحكومة الفلسطينية منذ حوالي العام.

ويشار إلى أن مبادرة السلام العربية التي قدمتها المملكة
العربية السعودية لقمة بيروت في العام 2002 وتبنتها جميع الدول العربية, تعرض هذه
المبادرة على إسرائيل تطبيع علاقاتها مع الدول العربية مقابل الانسحاب من
الأراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967, وإقامة دولة فلسطينية وحل
مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. وكانت تل أبيب وواشنطن رفضتا هذه المبادرة
عند إعلانها, لكن تصريحات رايس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود
أولمرت عبرت عن مرونة في موقفهما حيالها.




تفعيل المبادرة مصلحة عربية أم أميركية؟


ويرد المصري على من يرون ان تفعيل المبادرة العربية
للسلام في هذا الوقت محاولة لاخراج الجانب الاميركي من مأزقه في العراق ولتحسين
صورتها في المنطقة, قائلاً "نحن الذين نعيش في مأزق حقيقي في فلسطين,
والعراق".

"اسرائيل ترفض المبادرة ولا ترغب بالوصول لاتفاق
سلام حقيقي, فهي معنية باستكمال خطتها في بناء جدار العزل العنصري الذي ابتلع
اجزاء كبيرة من الأراضي العربية، وهي تخشى من وصول الجانبين العربي والاميركي
لاتفاق او اتخاذ قرارات حاسمة تعرضها لضغوطات".


هل سيلجأ العرب إلى مجلس الأمن لتفعيل المبادرة بعد
القمة؟


قد تبحث القمة العربية تسجيل المبادرة العربية للسلام في
مجلس الأمن وهيئة الامم المتحدة فهناك فكرة بهذا المعنى ولكن هل ستسمح الولايات
المتحدة للدول العربية بإصدار قرار أممي حول المبادرة؟ وهل سيقبل الفلسطينيون والعرب
بالدولة ذات الحدود المؤقتة التي تعرضها الولايات المتحدة؟

هذه التساؤلات مطروحة على القمة العربية, و حول ذلك يقول
المصري "اعتقد إن إسرائيل وأميركا لا تقبلان أن يتم طرح المبادرة العربية على
مجلس الأمن, كما أن الظروف السياسية الدولية ليست في مصلحة الدول العربية للتوجه
إلى المجلس لاتخاذ قرار خاص بالقضية الفلسطينية, في حين من المرجح أن يقبل العرب
والفلسطينيون اقتراح الدولة ذات الحدود المؤقتة في حال وافق مجلس الأمن على اتخاذ
قرار تحت الفصل السابع والذي يضع تواريخ محددة للانسحاب الإسرائيلي من الأراضي
الفلسطينية, وبالتالي إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي التي المحتلة عام 1967.

أضف تعليقك