المسحراتي في العقبة ما يزال يوقظ الصائمين

الرابط المختصر

ما أن يحل الهزيع الأخير من الليل حتى يبدأ المسحراتي أبو نعيم عمله في المناداة على النائمين للقيام إلى السحور فيما تبدد أصداء الطبل الذي يضربه سكون الحارات التي لم تهدأ بعد أن تحول ليل العقبة إلى نهار وحركة دائبة جراء طقس نهاري ملتهب لا يبقي للصائمين سوى الصبر والاحتساب وانتظار المساء بفارغ الصبر.

ولم يقتنع أبو نعيم الذي يعيش في العقبة منذ أكثر من 20 عاما أن اغلب أهلها لا ينامون إلا بعد السحور في محاولة للانتصار على ارتفاع درجات الحرارة في المدينة التي تسجل درجة حرارة تناهز الخمسين درجة مئوية في النهار لكنها تخف قليلا في المساء ربما لتعطي للصائمين في آب فسحة من الوقت لرد الروح في أجساد هدها التعب وارهقها الصوم الطويل في صيف قائظ .

ولا يبدي الكثير من سكان الأحياء شوقا زائدا للمسحراتي بل أن بعضهم يتمنى أن يخفت صوت طبله قليلا كي لا يصحو النائمون من الأطفال الذين يشكل صحيانهم نقمة على أمهات يتقن إلى الإخلاد لسحور هادئ بعيدا عن ضجة الأطفال وصخبهم وصراخهم الذي يرتفع في أوقات السحور بعد طبل المسحراتي .

لكن مسحراتي العقبة يعتز كثيرا بمهنته في شهر رمضان المبارك والتي يقصد منها مرضاة الله عز وجل كما قال في حديثه إلى وكالة الأنباء الأردنية وهو فوق كل ذلك لا يتقاضى أي اجر على الرغم من أن اغلب العائلات حين ينتهي الشهر الفضيل تبادر إلى تقديم ما تيسر من مساعدات مالية له بديلا لعمله .

ولا ينكر أبو نعيم تعرضه للكثير من المضايقات من قبل الأهالي غير الراغبين في السحور أو ممن لا يصومون حيث يبادرون أحيانا إلى الطلب منه الابتعاد عن منازلهم والذهاب إلى أحياء أخرى لما يسببه طبله من ارق لهم ويؤكد انه لا يجادل كثيرا حين يتعرض إلى مثل هذه المضايقات بل يصمت طبله قليلا ريثما يبتعد عن الثائرين عليه ليعود يصدح من جديد في حي ربما لا يشكل مصدر قلق لسكانه .

ويختم أبو نعيم ذكرياته بتأكيده انه والطبل أصدقاء فعلى الرغم من تكرار ضربه الطبل بعصاه الخشبية منذ سنوات عديدة إلا انه ما زال يصدح باعذب الألحان يطرب لها أبو نعيم ويصحو عليها الصائمون وكأنه يقول أن الضرب لا يفسد للود قضية .

أضف تعليقك