المستشفيات..حيث تنتشر الفيروسات
يشكو العديد من المرضى داخل المستشفيات الحكومية من التقاطهم الفيروسات، ما يزيد من نسب الالتهابات، وذلك بعد تأكيد ذلك بالفحوصات الطبية المخبرية، وتنتشر فرص انتقال الفيروسات في غرف العناية الحثيثة والتي تشكل مسرحا لها.
وما يزيد فرص الانتقال هو دمج المرضى على اختلاف أمراضهم داخل سقف واحد، أو عن طريق الحقن، لكن العوامل الجوية تبقى الفرصة الأكبر في انتقال العدوى.
وتبرز مشكلة انتقال الفيروسات المسببة للالتهابات خصوصا عند المرضى الذين يعانون من تدني مناعة أجسادهم، ما يجعلهم مناخا سهلا لالتقاط الفيروسات المسببة لعدة التهابات تزيد من معاناة المريض.
جدل تطويق المستشفيات وحماية مرضاها في غرف العناية الحثيثة من انتقال الفيروسات، يهيمن على المختصين وأصحاب المستشفيات، حيث تشير المعايير العالمية إلى ان إمكانية حصول هذه الالتهابات تتراوح ما بين 3% و 7% من اجمالي عدد المرضى الذين يدخلون المستشفى، ولكن هذا الرقم يرتفع في المستشفيات التي تعالج الامراض الخطيرة بمواد كيميائية، حيث المرضى يشكون من ضعف المناعة.
الجراثيم، هي العامل المشترك لجميع انواع الالتهابات في المستشفيات، وتنتقل من مريض الى آخر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، عن طريق انتقال الفيروسات بالأدوات الطبية المستخدمة. ولكن بوجود بعض من الادوات الطبية لا يمكن تعقيمها إلا بمواد تعقيم بسيطة غير كافية للحماية من العدوى مثل جهاز ضغط الدم و سماعة فحص الرئتين و القلب.
وتتراوح الإصابة بالالتهابات من 1% و 3% عند المريض المعالج بعلاجات عن طريق الوريد، وذلك بسبب مرور جراثيم عبر الانابيب البلاستيكية، ولكن هذه الالتهابات لا تقتصر على المرضى فحسب بل على الأطباء والممرضين والعاملين في القطاع الصحي فلهم نصيب بالإصابة ولانتقال العدوى لهم، وذلك لاتصالهم المباشر مع المريض.
أحد العاملين في واحدة من المستشفيات الحكومية، يشير إلى أن "كمية المطهرات ومواد التعقيم المستخدمة لكل ما يتعلق بالمريض قليلة ولا تواءم حجم المواد التي بحاجة إلى تعقيم".
"وتتراجع التدابير الطبية وكيفية تعامل الكادر الطبي مع تجنب وقوع هذا الخطر وكيفية التصدي له بعد وقوعه".
وتتمركز الإجراءات الوقائية التي تتخذ للحد من هذا الخطر بكل من الادوات والأجسام التي تسمح بانتقال العدوى وذلك باستخدام المواد المعقمة ذات الفعالية الممتازة بعد كل استخدام لهذه الأدوات، أما بنسبة للكادر الطبي الذي يعتبر اكبر موصل للعدوى ولاتصالهم المباشر بالمرضى، فباستخدام القفازات الطبية والأقنعة الوقائية واللباس الخاص قد يحد من انتشار الالتهاب.
إحدى أكثر الطرق فاعلية في مكافحة الالتهابات المتصلة بالرعاية الصحية، هي الطريقة الأكثر بساطة: إذ ينبغي للعاملين أن ينظفوا أيديهم قبل كل مقابلة مع مريض، نظافة اليدين ستبقى هي المقياس الرئيس لخفض الالتهابات المتصلة بالرعاية الصحية وانتشار الممانعة الميكروبية للمضادات الناجمة عنها. فهذه النظافة تعزز سلامة الرعاية الطبية عبر كل المستويات من المستشفيات الحديثة المتطورة إلى المستوصفات البسيطة.
في سويسرا هناك حملة نظافة الأيدي شملت جميع المستشفيات، استغرقت أربعة شهور، وقد ازداد الالتزام بالممارسات الجيدة بين الأطباء والممرضين بنسبة 25%.
منظمة الصحة العالمية، لأهمية تلك الإجراءات، قامت بمبادرة الحد من انتشار الأمراض ولرعاية صحية آمنة، وقّع عليها أكثر من 22 دولة يمثلون اكثر من 55% من سكان العالم، ولخفض مخاطر الإصابة بأمراض الالتهابات الناجمة عن الرعاية الصحية.
حكومات هذه الدول انضمت إلى حركة عالمية تهتم بمناهضة الالتهابات المرتبطة بتلقي الرعاية الصحية، بموجب مبادرة عالمية شعارها: الرعاية النظيفة هي الرعاية الأكثر أمانا.











































