المستثمرون غاضبون ... والحكومة تعد بحلول

الرابط المختصر

اعتصم مئات المستثمرين في سوق عمان المالي لليوم الثاني على التوالي أمام مجمع بنك الأسكان حيث تتواجد قاعة التداول الرئيسية، وذلك إحتجاجا إلى ما آلت إليه بورصة عمان من إنخفاضات متلاحقة دون وجود سبب منطقي يبرر هذا التدهور، إذ بلغ معدل إنخفاض مستوى الأسعار في السوق خلال الشهرين الماضيين حوالي الـ 40% .

وكان المستثمرون قد اعتصموا الاثنين أمام مبنى هيئة الأوراق المالية لنفس السبب, مطالبين بعقد لقاء مع رئيس هيئة الاوراق المالية الدكتور بسام الساكت والذي اجتمع بدوره بممثلين عن الاعتصام واعداً اياهم ببحث اوضاع السوق وايجاد حلول للتراجع الحاد في اسعار الاسهم, محملاً المستثمرين الجزء الاكبر من هذه المشكلة التي يعاني منها السوق واصفاً بعضهم بالمضاربين والمقامرين.



وقد اثارت كلمات الساكت حفيظة المتواجديين في الاجتماع وكان تأثييرها واضح على ردود الفعل التي شهدتها احداث اعتصام الثلاثاء حيث عبر بعض المستثمرين، قائلين " نحن نؤكد للدكتور الساكت أن معظم المتواجدين في سوق عمان المالي هم مستثمريين وليس مقامريين، فكيف يسمح لنفسه بنعت ما يزيد على 400 ألف مواطن اردني بأنهم مقامرين ، هذه إهانه يجب أن يحاسب عليها ونحن أناس وضعنا مدخراتنا في السوق للحفاظ عليها وتنميتها والتي سلبها منا المضاربيين والمتنفذين, مطالبين الحكومة بضرورة اقالة رئيس هيئة الاوراق المالية".



وحمل المستثمرون الهيئة مسؤولية ما آلت اليه اوضاع السوق خلال الشهرين الماضيين, معتبرين ان الهيئة ورغم معرفتها بالاسباب الحقيقية للسوق الا انها لم تتخذ اي اجراء عملي.

ويقول احد المشاركين في الاعتصام حول الاسباب التي دفعته للمشاركة في الاعتصامين اللذين شهدهما اليومين الماضيين هو " الهبوط الحاد في اسعار الاسهم خلال الايام القليلة الماضية والتي خفضت من قيمت محافظ المستثمرين نحو الـ 50%"، ويضيف "كانت قيمة محفظتي 50.000 دينار أما الآن تساوي 25.000 دينار، وهذا ما دفع الكثير من المستثمرين للإحتجاج والإعتصام محاولة منهم للحفاظ على ما تبقى من أموالهم".

وقال مستثمر آخر "أن قيمة محفظته إنخفضت بسبب الحالة التي يشهدها السوق منذ أشهر من 350.000 إلى 150.000 ، ولا يوجد مبرر منطقي لهذا الإنخفاض غير تلاعب المحافظ الكبيرة وبعض مكاتب الوساطة، لذى على الهيئة أن تتدخل بشكل سريع وأن تفعّل تشريعاتها وأن لا تدعنا عرضة لمافيات السوق".

وقال مستثمر آخر أن مكاتب الوساطة والهيئة لها دور كبير لما يحصل لنا فقد خسرت خلال اليومين الماضيين ما يزيد على الـ100.000 دينار.

وفي بعض قاعات التداول كان بعض المستثمرين لا زالو جالسين، وسألناهم عن رأيهم فيما يحدث بالسوق فأجاب أحدهم " إني أتفرج ... على النكبة التي أصبنا بها ...والتي تسبب بها كبار المحافظ ومكاتب الوساطة".

وقال آخر "ان السبب الحقيقي الذي يقف خلف تدهور اوضاع السوق هو في الإكتتابات الكثيرة التي حصلت في الآونه الأخيرة، والتي سحبت السيولة من أيدي المواطنين... وأطالب الهيئة بوقف الإكتتابات وفرض على الشركات بأن توزع أرباح نقدية لتوفير السيولة في السوق، فليس من المنطق أن تقوم شركة من الشركات برفع رأس مالها أكثر من مره خلال 3 شهور فقط هذا غير منطقي ".

ووسط الحشد المتجمهر أمام البوابة الخلفية لمجمع بنك الإسكان قال عدد من مستثمرين عن السبب الذي دفعهم للإعتصام " أن هناك مؤامرة تحاك ضدنا نحن المستثمرين من قبل بعض (الكبار في السوق) ، بدليل أن السوق إرتفع اليوم الثلاثاء وكما ترى غالبية المستثمريين متوقفون عن التداول فمن رفع السوق.



وشكل المشاركون في الاعتصام وفد للالتقاء مع رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت بهدف ايصال مطالبهم اليه, من ضمنهم الدكتور محمد القريني والدكتور فوزي السمهوري

وعند وصولهم هناك تم إدخالهم لقاعة للإجتماع مع البخيت ، إلا أنهم تفاجأوا بأنه أرسل ممثليين عنه لفهم مطالبهم وذلك لإنشغاله بأمور أخرى، وكان من بين من نابوا عنه مسؤول الدائرة الإقتصادية في الدوان الملكي ورئاسة الوزراء ووزير تنمية القطاع العام الوزير سالم الخزاعلة حيث إستمعوا إلى مطالبهم و الأسباب التي دفعتهم للإحتجاج والإعتصام في اليومين الماضيين.

و طرحوا أيضا مقترحات والحلول لتجاوز هذه الأزمة، وبينوا دور هيئة الوراق المالية في ما هم فيه والتي كانت نتيجة لقراراتها الخاطئة وقلة الرقابة والتغاضي عن بعض المخالفات، ودور كبار المستثمريين الذين أثروا على حساب المستثمرين الصغار.

وكذلك الطلب من المؤسسات والشركات التي لها دور إقتصادي مهم لكي تتدخل بشكل الإيجابي لتجاوز محنة السوق.

والقيام بحملات توعية للمواطننين حول التداول بالسوق المالي وكيفية اختيار الإستثمار السليم، وكان من ضمن مطالبنا كذلك قيام وسائل الإعلام بإظهار الصورة الإيجابية لوضع الشركات والسوق وأن وضع الأسهم أصبح مغري للشراء وذلك لجذب الإستثمارات الخارجية وإرجاع المستثمر المحلي إلى السوق.

ووعد المسؤولين اللذين إلتقيناهم بأنهم سيعملون بأسرع ما لديهم لإيجاد الحلول هذه المشكلة.

والملفت للنظر أن مستوى التداول لنفس يوم الإعتصام قد إرتفع بمقدار 4.23% في سوق عمان المالي رغم أن أغلب المستثمرون لم يشاركوا بالتداول ، وعلل المستثمرين سبب الإرتفاع أن المحافظ الكبيرة قامت برفع مستوى السوق بغية إمتصاص غضب المستثمريين.

أضف تعليقك