المرشحون..تركيز على الصور الشخصية لا على البرامج الانتخابية
تختلط صور مرشحي الانتخابات النيابية في أذهان مشاة وسائقي مركبات شوارع مختلف مناطق المملكة المكتظة بها، مع صور لم تعد الغاية منها الترشح لأداء دور ورسالة وطنية إنما الترشح لانتخابات نقابات فنية أو جمالية.
ويعتبر مراقبون لعملية سير الانتخاب النيابية أن التركيز على جمالية الصورة لمرشح هنا أو هناك، هو إفلاس سياسي، مشيرين إلى اعتقاد بعض المرشحين بأن تجميل الصورة، طريقة للنجاح عندما يغيب البرنامج.
ويطلق المراقبون على هذه الحملات التي باتت تجسد مشهدا جديدا وغير مألوف، حملات صور ولا تمثل حملات برامج أو حتى شعارات.
ويشكك الإعلامي والمحلل السياسي عريب الرنتاوي في حديث مع الغد، بمقدرة مرشحين على تقديم رسائل جديدة، معتبرا أن الاعتماد على حملات الصور خواء سياسي لهؤلاء الأشخاص في ظل غياب البرامج.
ويقول الرنتاوي إن جزءا كبيرا من المرشحين لا علاقة لهم بالعمل العام، ولذلك قفزوا مباشرة من عالم المال والأعمال إلى قبة البرلمان، مبينا أن ما تبقى لهم صورة تعتمد على طرق تجميلية وشعارات مستوحاة من كلام لا يغني ولا يسمن من جوع.
ويؤكد الرنتاوي الحاجة الحقيقية لوجود تصورات ورؤى تمكن قطاع الشباب من القيام بدوره على هذا الصعيد، منتقدا الحملة الانتخابية الحالية والخالية من الدسم والسياسة والبرامج.
ويعتبر اختصاصي الطب النفسي الدكتور محمد الحباشنة أن غياب أصل الفعل عند مرشحين (والمقصود غياب البرنامج الأساس للترشح) تحول اتجاهه نحو البحث عن أمور أخرى كالأمور الشكلية التي تعد الصورة جانبا من ضمن منظومتها.
ويغذي تجميل الصورة نرجسية المرشح، وهو يستمتع بعرضها للناس، وفق الحباشنة الذي ينتقد أيضا ترافق صورة المرشح مع شعار مختصر جدا، لا يصلح إلا أن يوضع على واجهة محل وليس على لائحة ترشيح. ويشدد على ضرورة التصاق شعار منطقي مع صورة رسمية تتسق مع الهدف منها، وتتضمن تفاصيل وبرامج هادفة، محذرا من خطورة استغلال أي مرشح لصورته وبخاصة لجذب الفتيات، معتقدا بأنه دنجوان، سيما وأن هذا يعد احتقارا وتهميشا للعقل الإنساني والأنثوي، تترافق مع حالة التردي العام. وترفض الناخبة راية منير (28 عاما) أن تقوم بانتخاب أي مرشح يركز على صورته الانتخابية، لافتة إلى أن الانتخابات النيابية لا تجسد خوض انتخابات نقابة فنانين أو ممثلين.
وتؤكد راية على ضرورة العلو والرفعة من شأن العقل الإنساني واحترامه، في الوقت الذي تعد فيه مخاطبة عقول الناس بالاعتماد على الصورة أمرا غير مقبول ولا يمكن احترامه.
ويؤكد الاختصاصي الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي أهمية أن يكون المرشحون واقعيين بالتعامل مع دعايتهم الانتخابية من دون عنصر المبالغة، وذلك من حيث قدرة الموارد المحلية، وقدرة المرشح نفسه بخاصة ما يتعلق بالجوانب السياسية والاقتصادية.
ويوضح الخزاعي أن شعارات مرشحين تتداخل مع هموم الحكومة ومسؤولياتها والقضايا المطروحة متشابكة معها، في الوقت الذي تعد فيه وسيلة لإقناع المواطنين، بخاصة من لم يصل بعد الى قرار نهائي بخصوص مرشحه.
وينتقد الخزاعي المبالغة في طريقة الترشح من حيث الصورة والشعار المطروحين، لافتا إلى أن الدعاية الانتخابية باتت تأخذ أشكالا جديدة بقالب غير مألوف من قبل.
ولا تجد سحر غالب (30 عاما) أن اختيار المرشح صاحب الصورة الجذابة والمظهر الأنيق، يمثل مشكلة، فيما قد لا يكون من الضروري أن يكون هذا الشخص أقل كفاءة من غيره.
وتعتبر سحر أن المظهر الجذاب قد يكون مؤشرا، ينعكس على قدرة هذا الشخص على تنظيم أفكاره وشخصيته الداخلية وانعكاسها إيجابا على مضمون الطرح الخارجي.











































