تتعدد المفاهيم للمذكرات النيابية بين وسيلة حشد نيابي في سبيل الضغط وتحقيق المطالب من الحكومات أو حتى من مجلس النواب، وبين وسيلة لتصدر عناوين الأخبار، وفي أقوال أخرى هي وسيلة من لا وسيلة له.

الحكومات وغيرها ضربت بعرض الحائط مجلس النواب فكيف تبالي بالمذكرات، وفي اتهامات أخرى فإن مجلس النواب أول من يقف في وجه المذكرات وغيرها من الممانعات.

عشرات المذكرات ذهبت أدراج الرياح أو أدراج الحكومات.
 
وبين اعتبار المذكرات النيابية ضعف سياسي وأحياناً محاولة لابتزاز الوزراء والمسؤولين وبين اعتبارها أداة رقابية يختلف النواب.
 
النائب بسام حدادين أصر على توصيف المذكرات النيابية "بالطائرات الورقية" "ويحاول النواب من خلال المذكرات تجاهل الدور الدستوري للمجلس، وهنالك عدد من المذكرات الابتزازية القبيحة يحملها بعض النواب لتعنيف الوزراء إعلامياً لأنهم لم يخضعوا لمطالبهم".
 
وأضاف حدادين بأن الدستور والنظام الداخلي ينص على وسائل رقابية محددة وهي الأسئلة والاستجوابات وطلب المناقشة العامة.
 
وعاد حدادين ليؤكد أنه مع بعض المذكرات التي تحمل المضامين السياسية " ولكن دون الإفراط في استخدامها لأنها لم تعد تحظى لا باهتمام الرأي العام ولا باهتمام المسؤوليين".
 
 وحول المذكرة التي تبنتها النائب ناريمان الروسان والتي تطالب بتشكيل لجنة تحقيق في بيع شركة توليد وتوزيع الكهرباء وبيع بنك الإنماء الصناعي، قال النائب حدادين بأنه يجب التصدي للمذكرات التي لا تحمل مضامين سياسية "قضايا الفساد لا يجري عرضها على النواب بمذكرة من سطر ونصف، هنالك انطباع بأن الشركتين بيعت بأقل من قيمتها ولا يوجد أية أرقام أو وثائق".
 
واعتبر حدادين بأن إضافة التحقيق في بيع بنك الإنماء الصناعي على المذكرة دون علم النواب الموقعين تزوير "جرى تزوير توقيع النواب، وهذا يحتاج إلى لجنة تحقيق، وأزيد بأن الموقعين لهم غايات غير موضوع الفساد".
 
واتفقت النائب ناريمان الروسان مع حدادين في عدم جدوى معظم المذكرات النيابية، ولكنها في ذات الوقت بأهمية في مكان إذا كانت حقيقية.
 
وهاجمت الروسان النائب بسام حدادين وكتلة التيار الوطني الذين اعتبرتهم متآمرين على فحوى المذكرة بحجة إضافة التحقيق في بيع بنك الإنماء الصناعي على المذكرة "بسام حدادين أكثر نائب مبتز، وانشغل على النواب قبل يومين من عرض المذكرة من قبل كتلة التيار الوطني".
 
من جهته، قال النائب ممدوح العبادي بأن للمذكرات النيابية دور مهم في العملية الرقابية مشيراً إلى العديد من المذكرات التي أخذت دورها في مجلس  النواب "في الغالب ما تكون المذكرات جدية، وكثيراً ما تمثل الدور الرقابي لمجلس النواب، ورغم أن بعض المذكرات لا تأخذ حقها ألان رئيس المجلس يخفيها؟ أم لعدم جديتها..".  
 
هذا ووقع النواب على عشرات المذكرات خلال الدورة العادية الثانية لمجلس النواب الخامس عشر ذهبت في معظمها دون استجابة.