المتحور الهندي.. ماذا تعرف عنه؟

فريق استقصاء وبائي يأخذ عينات عشوائية في العبدلي بعمان (عمان نت-أغيد أبو زايد 14/4/2020)
الرابط المختصر

منذ ظهور فيروس كورونا في العالم، تتابعت ظهور سلالات متحورة جديدة من الفيروس بدت أكثر قدرة على الانتشار والمقاومة في جسم الإنسان، فظهرت لدينا متحورات إنكليزية وجنوب أفريقية وبرازيلية والآن هندية.

 

لا يعد ظهور المتحورات مفاجئاً بحد ذاته، فهذه عملية طبيعية، إذ يكتسب الفيروس طفرات بمرور الوقت لضمان بقائه؛ فتقدر منظمة الصحة العالمية أن المتحورة الإنكليزية أشد عدوى بنسبة 36% إلى 75% في تقرير نُشر في نهاية شهر آذار الماضي، كما استشهدت المنظمة أيضاً بدراسة أجريت في البرازيل خلصت إلى أن المتحورة البرازيلية يمكن أن تكون أكثر قابلية للانتقال بمرتين ونصف المرة.

والآن ومع السلالة الجديدة والتي تعرف بالسلالة الهندية (B.1.617) والتي تم اكتشافها غرب الهند في تشرين الأول، والتي تعد متحورة مزدوجة؛ لأنها تحمل طفرتين رئيسيتين للجزء الخارجي من الفيروس الذي يرتبط بالخلايا البشرية.

 

حالة من الفزع والقلق تسيطر على العالم عامةً، والهند خاصة وذلك بعد الإعلان عن هذا التحور الجديد، مما استدعى عدد كبير من البلدان الى تعليق حركة الطيران مع الهند في محاولة منهم لحصر انتقال الفيروس الى باقي دول العالم.

وأفادت منظمة الصحة العالمية أن السلالة المتحورة الهندية لفيروس كورونا تم رصدها في "17 دولة على الأقل" بينها بلجيكا، سويسرا، اليونان، وإيطاليا والتي يشتبه في أن هذه السلالة ستكون مسؤولة عن أزمة صحية غير مسبوقة بالهنـد.

 

الإصابات تقترب من 20 مليونا في الهند

 

وأعلنت الهند اليوم الاثنين، عن تسجيل أكثر من 300 ألف حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا لليوم الثاني عشر على التوالي، مما يرفع العدد الإجمالي للإصابات إلى ما يقرب من 20 مليونا. وجرى أيضا تسجيل 3417 وفاة جديدة ناجمة عن الفيروس.

 

ومع تسجيل 368147 حالة إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بلغ إجمالي الإصابات بكورونا في الهند حتى الاثنين 19.93 مليونا في حين وصل العدد الكلي للوفيات إلى 218959 وفقا لبيانات وزارة الصحة.

 

ومع مواصلة هذه السلالة بالانتشار حول العالم، تم تسجيل إصابات جديدة في المنطقة العربية بالتزامن مع القيود المفروضة على القادمين من الهنـد.

فقد أعلن وزير الصحة الأردني، فراس الهواري، أن الأردن سجلت ثلاثة إصابات بالمتحور الهندي " لأشخاص لم يسافروا خارج البلاد ".

وأضاف الهواري، أنه تم تسجيل حالتين في عمان وواحدة في الزرقاء لأشخاص لم يسافروا، مما يؤكد أن ظهور الحالات المتحورة ليست بالضرورة أن تكون قد أتت من الخارج وإنما نتيجة التكاثر النوعي.

وقرر الأردن وقف الرحلات الجوية مع الهند، وفرضت دول أخرى قيوداً على المسافرين الآتين منها، ففي فرنسا يخضعون لعزل إجباري مدته عشرة أيام، أما بلجيكا فقد منعت دخولهم.

 

وأعلنت عدة دول عربية، مؤخراً، عن وقف استقبال المسافرين القادمين من الهند، تحسباً من تفشي السلالة الهندية من الفيروس الفتاك على أراضيها، وكانت العراق أول دولة عربية قد أعلنت عن اشتباهها برصد إصابات بالسلالة الهندية المتحورة من فيروس كورونا المستجد.

 

ما هو الاختلاف؟

 

وذكر استشاري الوبائيات الدكتور مهند النسور، بأن الاختلاف بين هذه المتحور وغيره يكمن في الموقع الجغرافي " الهنـد " والتي تتمثل بطبيعة مجتمع سكاني ضخم، يتميز بالتجمعات سواء الدينية او الوطنية وغيرها والذي يعاني من مشاكل صحية وبيئية وسكانية عديدة، وهذا ما يجعله عرضة لهذه الأعداد الكبيرة والمخيفة من الإصابات اليومية.

واشار النسور الى اجراءات وقائية عديدة تم تنفيذها في الأردن، منها عملية وقف الطيران وإجبارية العزل للقادمين خارج الأردن، كما اشار الى تنفيذ الفحص قبل وبعد دخول البلاد، أملاً ان تحد هذه الإجراءات من وصول وانتشار المتحور الهندي الجديد.

 

بدوره قال خبير الأوبئة وعضو لجنة الأوبئة السابق الدكتور عزمي محافظة، في مداخلة طبية له مع الدكتور زيد السمكري أن المتحور الهندي وصل الى البلاد قبل إغلاق الحدود مع الهنـد.

وبين الدكتور عزمي بأن تصريحات بعض المسؤولين حول أن المتحور الهندي تشكل داخل الأردن من وحده، غير علمية وخارج الاحتمالات، مؤكدا أن الإصابات بالمتحور الهندي جاءت من خارج البلاد وهذا مثبت ومن الاستحالة العلمية انها تحورت داخل الأردن.

 

وتبقى هناك نقطة مضيئة واحدة وهي أن اللقاحات قد تكون وقائية، حيث قال كبير المستشارين الطبيين للبيت الأبيض، أنتوني فوسي، في وقت سابق، أن الأدلة الأولية من الدراسات المعملية تشير الى أن Covaxln, وهو لقاح تم تطويره في الهند، يبدو قادراً على تحييد المتحور الهندي.