المبادرة الوطنية للبناء: رؤية اخوانية اعتدالية رغم الامتعاض
وسط خلافات برزت مؤخراً داخل جماعة الاخوان المسلمين عبر وسائل اعلامية ومساعي للحفاظ على موروث جماعة الاخوان ؛ جاءت المبادرة الوطنية للبناء لتضع رؤية إصلاحية يصفها البعض بالإخوانية الاعتدالية وتعيد الجماعة إلى حالة الرشد.
فرغم ما تشهده الجماعة مؤخرا من خلافات حول آلية تعامل الجماعة مؤخرا مع ملفات الاصلاح؛ إلا أن القائمين على المبادرة هم في غالبيتهم أعضاء في جماعة الاخوان ولم يعلنوا انشقاقهم عنها.
عضو الهيئة المؤقتة للمبادرة الوطنية للبناء المحامي محمود الدقور وهو أحد أعضاء جماعة الاخوان المسلمين أوضح أن هذه المبادرة ليست جزء من الجماعة وانما منفصلة عنها؛ بالرغم من أن غالبية القائمين عليها هم أعضاء في الجماعة.
وأضاف الدقور أن عدد كبير من أعضاء الجماعة تتراوح اعدادهم ( 60 – 70 ) شخصية يدركون أهمية المبادرة ويؤمنون بها، إلا أن مواقعهم التنظيمية تمنعهم من التواصل والإعلان عنها.
وأوضح أن القائمين على المبادرة قد تلقوا اتصالات من الجماعة للتساؤل عن ماهية المبادرة؛ موضحاً أن هنالك استحسان للفكرة من قبلهم لكنه لم يخفي امتعاض الجماعة من طريقة اخراج المبادرة.
ولعل هذا الاستيضاح يأتي في ظل غياب أي تصريح رسمي من قبل الجماعة حول المبادرة؛ إلا أن القيادي في الجماعة سالم الفلاحات أكد "لعمان نت" أن هذه المبادرة ليست خروجاً عن الحركة الاسلامية؛ وبأن هنالك اتصالات تتم بين القائمين عليها حولها، نافياً في القو تذاته أن تكون المبادرة قد تسببت بأي خلافات جديدة داخل الجماعة.
تأسيس هذه المبادرة من قبل قيادات اخوانية؛ يأتي في ظل خلاف حول آلية تنفيذ ملفات الاصلاح من قبل الحركة وتعاطيها معها.
وهو ما لم يخفيه الدقور حيث أكد وجود خلافات متجذرة منذ سنوات داخل الجماعة حول آلية التعاطي مع الملفات؛ مؤكداً أن القائمين على المبادرة من الاعضاء في الجماعة "هربوا" من الخلافات وتجاوزوها إلى أفق جديد للعمل من خلاله لمصلحة المواطن.
وأضاف بأن المبادرة لن تتدخل بشؤون داخلية للجماعة، إلا أنها وإن ساهمت في إعادة الجماعة إلى مواقفها فإن القائمين على المبادرة سيقفون معها.
ووجه الدقور انتقاداً مبطناً لمنهج الجماعة في التعاطي مع الملفات مؤخراً؛ مشيراً إلى أن الأولى هو معالجة الشأن المحلي وتغليبه على الشأن العربي.
الكاتب عمر كلاب وفي قراءة سياسية له؛ أشار أن "المبادرة الوطنية للبناء" هي حالة صحية لمراجعة سياسية لما يحصل داخل جسم الجماعة؛ وستمثل نقد ذاتي للجماعة.
واعتبر كلاب أن المبادرة جاءت نتيجة تعنت الجماعة في التعامل مع عدة قضايا اصلاحية؛ حيث ارتأى القائمون عليها أن ينتجوا مبادرة "لا تحملهم وزر القرار الحزبي ولا تدفع الحزب إلى معاقبتهم".
مؤكداً على ما تسببت به المبادرة من توليد حالة غضب شديد من قبل الجماعة على تشكيل المبادرة.
إلا أن كلاب أكد في ذات الوقت على أن القائمين على المبادرة من أعضاء الجماعة لن يخرجوا من إطارها؛ معللاً ذلك بأن "الجماعة قادرة على طحن اي شخص ينشق عن الحركة".
ووجه كلاب انتقاده للقيادة الحالية للجماعة التي غيرت من نمط وتفكير الجماعة؛ مشيراً إلى أن هذه القيادة قد " اشتمت ما يحصل في الدول العربية من تصاعد الحركات الاسلامية فارادت ان تنقل التجربة في من الدول العربية إلى الأردن وتناست الخاصية الأردنية".
أما حول المبادرة وأهدافها؛ فأوضح الدقور أن المبادرة جاءت في ظل ما يشهده الأردن من تحولات في ظل الربيع العربي إضافة إلى ما يمر به من ظروف اقتصادية وسياسية صعبة.
وأضاف بأن المبادرة جاءت من رؤية مجموعة شبابية وناشطين لاحظوا أن هنالك حالة انسداد في الافق السياسي بسبب تعنت بعض القوى السياسية والحكومة؛ حيث تتعنت الحكومة في تنفيذ برنامج الاصلاح؛ فيما تتعنت القوى السياسية بمطالب قد تصطدم بالواقع السياسي للبلاد.
وهو ما دفع القائمين على المبادرة الذين وجدوا عدم توافق بين القوى السياسية في تنفيذ البرنامج الاصلاحي؛ باطلاق مبادرة للاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بحسب الدقور.
وأكد الدقور أيضاً استحسان بعض الشخصيات النقابية ومسؤولين سابقين للمبادرة ورغبتهم بالانضمام اليها.
هذا ولم تتخذ المبادرة المبادرة أية مواقف حتى الآن حول القضايا التي تشغل الشارع المحلي كموضوع الانتخابات.
يشار هنا إلى أن مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين يعقد يوم الخميس المقبل جلسة عادية، لاستكمال مناقشة التقرير السياسي وخطة الجماعة للأعوام الأربعة المقبلة، إضافة إلى احتمال مناقشة "المبادرة الأردنية للبناء".