المال وراء عزوف الشباب عن الترشح للانتخابات

المال وراء عزوف الشباب عن الترشح للانتخابات
الرابط المختصر

عزا مختصون عدم خوض فئة الشباب - الشريحة الأكبر في المجتمع الأردني- غمار السباق النيابي لكسب مقعدا في مجلس النواب؛ يعود للأسباب اقتصادية.وأظهرت إحصائية أعدتها محافظة العاصمة، أن من تقدموا بطلبات ترشيح لخوض غمار المعركة الانتخابية من الفئة العمرية 30 إلى 35 عاما ما نسبته 2%، ومن عمر 36 إلى40 عاما ما نسبته 19%.

وفي حين بينت الإحصائية أن الفئة العمرية من 51 إلى 60 عاما حصدت أعلى نسبة ترشيح من بين مرشحي محافظة العاصمة ودوائرها المختلفة حيث وصلت نسبتها إلى 36.6%.
 
من سيمثلهم؟
الكاتب في الشؤون البرلمانية والديمقراطية هايل الدعجة، بين أن العامل المادي من أكثر العوامل المهمة في عزوف فئة الشباب عن التقدم بطلبات الترشيح وقال:"ليس من المستغرب أن يكون عمر المرشح من 50 إلى 60 الفئة الأكثر ترشحا للانتخابات البرلمانية، فالشخص الذي وصل إلى هذا العمر يكون متمرسا ولدية القدرة على خوض المعترك السياسي".
 
وأضاف:" وضع المرشح المالي في هذا العمر في اغلب الأحيان أصبح يؤهله لخوض سابق الانتخابات كون الحملة الانتخابية تحتاج لمبالغ طائلة، بعكس فئة الشباب الذين لا يزالون في مرحلة تكوين أنفسهم ماليا، فبعض منهم ليس لديهم القدرة على القيام بحملات انتخابية لتكاليفها الباهظة، ناهيك أيضا أن أغلبية الشباب ما يزالون على رأس عملهم فلا يستطيعون الاستقالة والتضحية بوظائفهم لشيء غير مضمون بالنسبة لهم على عكس المرشحين كبار السن الذين هم في الأغلب من المتقاعدين".
 
وبين أن عدم تمثيل فئة الشباب سيؤثر بشكل كبير في القرارات المتخذة بشان القضايا الشبابية وقال:" لدينا الكثير من القيم والمفاهيم الشبابية التي هي بحاجة إلى فئة تمثلها تحت القبة البرلمانية فالشباب يشكلون الشريحة الأكبر وعدم تمثيلهم يتنافي مع التوجهات السياسية الأردنية بالتركيز على الشباب".
 
استثمار مالي!
النائب السابق عبد الرحيم ملحس أشار إلى أن الانتخابات الحالية هي مجرد مناسبة استثمارية، تبدد فرصة الشباب لخوضها وقال:" من تتراوح أعمارهم من 50 إلى 60 استطاعوا أن يكوّنوا نوعا من الثروة التي تمكّن من دخول المعركة الانتخابية وصرف جزء منها من غير اهتمام لاستثمارها في قضية الانتخابات كمقدمة لاسترجاعها بعد دخول مجلس النواب أضعاف أضعاف".
 
 واعتبر محلس أن أي فئة عمرية لديها القدرة على تمثيل فئة الشباب والنظر في قضاياهم:" القضية هي التي تفرض نفسها في مناقشات المجلس ولا دخل للعمر بها، فهناك العديد من الفئات العمرية لديها القدرة على تمثيل الشباب فالأمر لا يتعلق بالعمر وإنما بالاتجاهات السياسية والثقافية للنائب".
 
وبلغ عدد من تقدم بطلبات الترشيح من الفئة العمرية 30 إلى 35 عاما 12 مرشحا، ومن عمر 36 إلى 40 عاما 18 مرشحا، ومن 41 إلى 45 عاما 32 مرشحا، ومن 46 إلى 50 عاما 33 مرشحا، ومن 51 إلى 60 عاما 73 مرشحا، ومن 61 إلى 70 عاما 27 مرشحا، ومن 71 إلى 80 ثلاثة مرشحين، وأخيرا من 81 إلى 85 عاما مرشحا واحد.
 
هذا وتشكل نسبة الشباب الأردني الذين تتراوح أعمارهم بين 15-24، ما نسبته (23%) من سكان المملكة أي ما يزيد عن المليون، في حين أن نسبتهم بلغت (40%) للأعمار التي تتراوح بين 12-40 أي ما يزيد عن 2 مليون، وفقا لآخر إحصائية صدرت عام 2004.