اللجنة الإعلامية لأنفلونزا الطيور: التعاون لنشر الوعي وإنقاذ الاقتصاد الوطني

اللجنة الإعلامية لأنفلونزا الطيور: التعاون لنشر الوعي وإنقاذ الاقتصاد الوطني
الرابط المختصر

شدد ممثلي اللجنة الإعلامية لمواجهة مرض أنفلونزا الطيور في لقاءهم مع الصحفيين حول الأنشطة الإعلامية اليوم الأربعاء، على ضرورة التعاون بين اللجنة وبين الصحفيين لنقل الرسالة الواضحة وعدم بث الرعب بالمرض في قلوب المواطنين بل توعيتهم به، مما يؤثر إيجاباً على القطاعات الاقتصادية الوطنية.

وقال أمين عام الشؤون الفنية لوزارة الصحة الدكتور علي أسعد إننا في مواجهة المرض "نريد وعياً وليس رعباً، كما قالت منظمة الصحة العالمية، فإذا اتفقنا على هذه العبارة لن يكون هناك أي جوانب سلبية للإعلام، ونحن كقطاع صحي نريد أن تُنقل الصورة الصحيحة العلمية للوقاية ولنضمن عدم انتشار انفلونزا الطيور، لكن يجب أن نأخذ بالأمور الاقتصادية والأمور التغذوية في عين الاعتبار فالصحة العامة جزء لا يتجزأ من مضمون كامل يشتمل على شؤون صحية واقتصادية وسياسية واتصال وإعلام، فإن استطعنا جميعاً تفهم هذه الرسالة ستكون المخرجات مرضية للجميع تفي بمتطلبات الصحة العامة وبمتطلبات الناحية الاقتصادية".

وفيما يخص القطاع الخاص ذكر أسعد أن "له دور أساسي في دعم النشاطات الإعلامية الصحية التوعوية، إضافة الى تحسين الوضع الإقتصادي للمواطن، فدوره مكمّل للقطاع العام ونحن كوزارة صحة ووزارة زراعة نعمل معا كجهات رقابية صحية مع القطاع الخاص، والمطلوب تعاون الإعلاميون معنا حتى نوصل الرسالة بالوعي لا الرعب".
 
بدأ العمل بخطة وطنية لأنفلونزا الطيور، وأوضح أسعد أنها "تضمنت تشكيل لجنة توجيهية عليا سياسية وزارية برئاسة وزير الصحة، وانبثقت عنها اللجنة الوطنية الفنية برئاسة أمين عام وزارة الصحة للشؤون الفنية وتفرعت منها لجنة إعلامية توعوية ولجنة علاجية ولجنة مختبرات".
 
وشرح د. أسعد أن اللجنة الإعلامية تعتبر جزءً هاماً مكملاً في تنفيذ النشاطات الإعلامية وتمريرها بطريقة مقبولة من الجميع، حيث شكلتْ إستراتيجية إعلامية بمساعدة فنية من مشروع جامعة جونز هوبكنز شركاء الإعلام وصحة الأسرة وعضو اللجنة، ترتكز على مرتكزات معينة أولها (الشفافية والوضوح) وهو ما حصل حينما أعلنا مباشرة عن وجود إصابات طيور في كفرنجة، وأعلنا حينما ظهرت الإصابة البشرية والذي يتماثل للشفاء الآن".
 
وانتقد أسعد جانباً من الإعلام في نقل أخبار المرض والتي سببت الرعب لدى المواطنين دفعتهم الى الامتناع عن تناول الدجاج وشرائه قائلاً "قد يحصل هنا بعض اللبس أو استعمال لفظ بدل لفظ آخر، فالإستراتيجية تضمنت الاستجابة لاهتمامات المواطن وتساؤلاته، لكن الطريقة التي تمت فيها الصياغة الإعلامية ربما نقلت الخبر للمواطن بطريقة خطأ، لهذا نريد توحيد الرسائل الإعلامية لإيصالها للمواطن لزيادة المصداقية عنده".
 
وتقوم اللجنة بإعداد نشرات وتنفيذ مقابلات تلفزيونية مع مختصين في المرض، وبث بعض الرسائل الإعلامية، وذلك لتثقيف المواطن في أمور الصحة العامة، والأمور الخاصة بمرض إنفلونزا الطيور لما كان لذلك من تأثير على القطاع الخاص، حيث قال أسعد في هذا السياق " قد يفسر المواطن المعلومات بخوف، ومن حقنا أن نوصل المعلومة بطريقة لا تؤثر على الوضع الاقتصادي أيضاً، سيبث تنويهات تلفزيونية توعوية، وهو نتيجة عمل مشترك من المتعاونين في اللجنة الإعلامية، فنحن لا نريد أن يفقد المواطن قيمة غذائية كالدجاج، وسنوصل هذه النشرات على المربين أنفسهم لتثقيفهم في الصحة العامة وكيفية التعامل مع الدواجن".
 
"الرعب الذي حصل نتج عن كون المرض جديد على المواطنين" هذا ما وصف به رئيس الهيئة الإعلامية لمواجهة انفلونزا الطيور خالد أبو رمان موقف المواطنين تجاه انفلونزا الطيور، متابعاً "الأمراض التي تنتقل للإنسان عن طريق الحيوان كثيرة وقديمة منها السل والحمى المالطية، وقد يتطور ليصبح مرض متوطن مثلما يحصل في الدول الأخرى كتايلند وغيرها والتي ما يزالون يأكلون الدجاج والطيور وليس لديهم مشكلة".
 
وأشار أبو رمان الى أن "الخلل عندنا في مبالغة الإعلام بنشر أخبار انفلونزا الطيور، ومشكلة الإعلاميين أن كل واحد يريد صنع سبق صحفي، يجب أن نتعامل مع هذا المرض بمصداقية، فالفايروس ضعيف ولم يثبت أي حالة حتى الآن أن انتقل الى الإنسان عبر الغذاء، فالمواطن يريد المعلومة فيجب علينا أن ننقل المعلومة بشكل صحيح وبسيط وغير خطير وبأسلوب توعوي".
 
وعقب أمين عام وزارة الزراعة فيصل عواوده على كلمة أبو رمان قائلاً "لسنا هنا لنقول إن اللجنة الإعلامية وضعت رسائل مخيفة، لكن الأخبار المقتضبة تخيف المواطن، لهذا فاللجنة الإعلامية طورت هذه الاستراتيجية وصرنا نقوم ببث الرسائل الإعلامية بطريقة مختلفة وغير مثيرة للرعب".
 
الشرائح التي تستهدفها الرسائل الإعلامية تتضمن مربي الدواجن المنزلية، والمواطن العادي، وشرح عواودة أهمية هذه الرسائل في توعية المواطنين طالباً من الإعلاميين القيام بمقابلات إعلامية مع المختصين لإزالة الخوف والهاجس لدى المواطنين.
 
وقال نقيب الأطباء البيطريين الدكتور عبد الفتاح الكيلاني فيما يخص الصحفيين أنهم أنفسهم يحتاجون الى إزالة الخوف من صدورهم أولاً، ذاكرا أن القضية وطنية "الآن نستطيع أن نقول أن هناك إعلام وطني، فالأبحاث أثبتت أن ثلثي الأمراض العالمية أصلها حيواني، ومرض أنفلونزا الطيور يحتاج الى الكثير من الأبحاث، لكننا نحتاج أن ندعم اقتصادنا الوطني والذي تكبد خسائر فادحة حتى الآن".
 
ودافع ممثل القطاع الخاص فخري أبو سالم عن هذا القطاع موجهاً رسالته للإعلاميين ليكونوا موضوعيين في نقل الخبر، "القطاع الخاص يستثمر أكثر من مليار دينار في قطاع الدواجن وهو يوفر عشرات الآلاف من فرص العمل لأسر تعتاش منها، الأردن حقق شبه اكتفاء ذاتي في هذا القطاع، فإذا لم نستطع أن نقنع المستهلك أن يثق بالمنتج الأردني وفي الحقائق العلية حول المرض سيؤدي ذلك الى تدمير القطاع في النهاية".
 
وطمأن أبو سالم المستهلك للإنتاج المحلي، فمزارع الدواجن في الأردن نموذجية وتضاهي المزارع العالمية من حيث النظافة ومن حيث التعقيم، فالمزارع في الأردن مغلقة ولا يستطيع أي طير الدخول إليها، وحتى العاملين يجب أن يتعرضوا للاغتسال الكامل ما قبل الدخول إليها، فالمنتج الوطني يستحق الثقة من المستهلك".
 
اللجنة الإعلامية لمواجهة انفلونزا الطيور تتمثل في وزارتي الصحة والزراعة والمؤسسة العامة للغذاء والدواء والنقابات والقطاع الخاص إضافة الى الجهات الإعلامية الممثلة بالإعلاميين والصحفيين، وبالتعاون مع جامعة جونز هوبكنز، حيث قامت اللجنة بتطوير موقعين إلكترونيين يتضمنان الكثير من المعلومات التي يحتاجها المواطن في الصحة العامة وفي مرض انفلونزا الطيور.
 
وفيما دافع الصحفيين أثناء اللقاء عن حياديتهم ونقلهم الأخبار التي رافقت ظهور المرض وما قبل ظهوره أيضاً تماماً كما تلقوها من الجهات المختصة سواء من وزارة الصحة أو الزراعة، إلا إن ممثلي اللجنة الإعلامية أكدوا على تجاوز أخطاء الجهتين وضرورة تفعيل التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية وذلك لصالح صحة المواطن العادي والقطاعات الاقتصادية الوطنية.

أضف تعليقك