"اللانيت" سم طليق في الأسواق

"اللانيت" سم طليق في الأسواق

أكثر من خمس جرائم قتل وانتحار حدثت مؤخرا كان(اللانيت) أداة القتل الرئيسية فيها، وهو عبارة عن مبيد حشري يستخدم في قتل الحشرات والديدان التي تغزو النباتات من خلال رش المادة مباشرة بعد إذابتها بالماء.

ويستذكر الشارع الأردني عدد من الجرائم المستخدم بها هذه المادة – التي تباع دون رقابة- و أبشع هذه الجرائم إقدام فتاة من اربد في الرابع من شباط الماضي على قتل أربعة أفراد من أسرتها من خلال إذابة هذه المادة بعصير البرتقال، وانتحار فتاة قبل أسبوع في الكرك بنفس المادة، وإقدام سيدة على قتل زوجها بإذابة اللانيت له بالحليب بسبب شكوكها في نيته الزواج من أخرى، اذ وضعت المتهمة في شهر أيار من العام الماضي مادة "اللانيت" السامة لزوجها في كوب حليب كان قد أعده لنفسه ووضعه على الطاولة ريثما يؤدي الصلاة، وبعد أن أنهى زوجها الصلاة تناول كوب الحليب بأكمله وهي تراقبه.



وذهب الزوجان للنوم وعند الفجر استيقظت الزوجة واتصلت بأشقاء زوجها وأبلغتهم أن زوجها لم يستيقظ عندما حاولت إيقاظه فتم نقله للمستشفى الذي اشتبه بسبب الوفاة وأبلغ السلطات المختصة التي أجرت تحقيقا أدى لاعتقال المرأة.

 

ولا يتوقف اللانيت عن القتل.....

 

جريمة أخرى لكن هذه المرة الزوج هو القاتل والزوجة هي المغدورة، وتأتي الحادثة على اثر خلافات مادية بين المتهم وزوجته التي قرر قتلها والتخلص منها، وقبل يومين من وقوع الجريمة ذهب المتهم إلى احد المحلات المختصة ببيع المواد الزراعية واشترى مادة “اللانيت” واشترط أن تكون تلك المادة بدون رائحة.

 

وفي صباح يوم الحادث وقبل أن تستيقظ زوجته من نومها ذهب إلى المطبخ وقام بإعداد القهوة بعد ان قام بمزج المادة السامة مع القهوة وسكب كأسا من القهوة لزوجته وفنجانا له, جلس معها على شرفة المنزل وقدم لها القهوة وأوهمها باحتسائه للقهوة من الفنجان نفسه حتى لا تلاحظ أن هناك أمرا غير طبيعي.

 

وبعد أن شربت المغدورة نصف الكأس تقريبا شعرت بدوخة وذهبت إلى المطبخ حيث لحق بها ووجدها تستفرغ وبعدها فقدت الوعي ثم قام بنقلها إلى المستشفى وتركها هناك، وعاد إلى المنزل وقام بغسل الكأس والفنجان والغلاية، وقام بإعداد قهوة من جديد حتى لا تكتشف الشرطة بأن هناك مادة سامة في كأس وفنجان القهوة.وقام بالتخلص من علبة المادة السامة بحرقها ودفنها في مكان بعيد،وبعد مرور 10 ساعات تقريبا توفيت زوجته نتيجة تناولها المادة السامة الممزوجة بالقهوة.

 

متوفر في الأسواق بأسعار زهيدة....

 

ولا تحتاج لوصفة طبية للحصول على اللانيت أو أي مبيد حشري مهما كانت درجة سميته، وتباع هذه المبيدات بمحلات المواد الزراعية بأسعار زهيدة إذ يبلغ سعر مادة اللانيت 27 دينار للكيلو الواحد حسب ما يقول المهندس الزراعي إسماعيل الذي يعمل في احد محلات بيع المبيدات الحشرية، يقول" لا نحتاج إلى وصفه لبيع مادة اللانيت، فأي شخص يريد هذه المادة نقوم ببيعه، كونه من الصعب أن تعرف الغاية التي يشتري من اجلها الشخص المادة، أما بالنسبة لمبيد اللانيت هو المواد المسوح بيعها، وهي سامة يقوم المزارعين بإذابتها بالمياه ورشها على المزوعات للقضاء على الحشرات ، كما تباع هذه المواد بكثرة كون بعض الأشخاص يقومون باستخدامها كطعم للكلاب الضالة من خلال خلطها بأحشاء الحيوانات".

 

 

ويقول المهندس إسماعيل إن محلات بيع المواد الزراعية تقوم ببيع مواد أكثر سمية من اللانيت لكن الإعلام الأردني ساهم في نشر اسم هذه المادة المستخدمة في جرائم القتل مما شجع عدد من الأشخاص على استخدام هذه المادة التي تسبب تكسر سريع بالدم".

 

نقابة المهندسين الزراعيين تطالب...ووزارة الزراعة لا تراقب..

 

وزارة الزراعة تقف عاجزة عن ضبط بيع هذه المبيدات الحشرية للمستهلك، وتكتفي بمراقبة تسجيل وتداول و تصنيع وتجهيز المبيدات الزراعية، كما نص عليه قانون الزراعة من خلال تعليمات خاصة.

 

وتشترط الوزارة حسب مدير الوقاية النباتية في وزارة الزراعة المهندس محمود الختوم أن يكون أي مبيد حشري مسجلا من قبل لجنة مشكلة من جهات ذات علاقة مثل وزارة الصحة والبيئة والجمعية العلمية الملكية والجامعات الأردنية والمركز الوطني البحث والإرشاد الزراعي ونقابة المهندسين ونقابة منتجي وموزعي المواد الزراعية بالإضافة إلى وزارة الزراعة".

 

ولا تقوم وزارة الزراعة بوضع أي ضوابط على بيع المبيدات الحشرية مباشرة للمستهلك، اذ تكتفي بوضع إرشادات توعية على علبة المبيد الحشري تبين مدى خطوة المبيد وكيفية استخدامه.

 

وعن إيجاد آلية لضبط المبيدات الحشرية بعد استخدامه في جرائم القتل يجيب الختوم " من الصعب معرفة غاية الاستخدام من المادة، وإذا كان هناك سوء استخدام فليس لنا ذنب، فالانتحار حاصل بجميع الحالات سواء بالمبيد أو غيره كالملح و السكر و الماء، المبيد هو مادة سامة لا يجوز استخدامه إلا على المحاصيل الموجودة عليها ".

 

نقابة المهندسين الزراعيين " لا تملك أي سلطة رقابية على بيع هذه المبيدات" حسب نقيب المهندسين الزراعيين عبد الهادي الفلاحات الذي طالب "بإيجاد تشريع معين يستلزم على الشخص الراغب بشراء أي مبيد زراعي، وذلك بأن يأخذ الشخص موافقة مهندس زراعي معتمد من باب ضبط استخدام هذه المواد خصوصا أنها أصبحت تستخدم  بشكل ملحوظ في عمليات القتل والانتحار".

 

وسجلت التسممات بالمبيدات الحشرية حسب إحصائيات مديرية الدفاع المدني 75 حالة بين بالغة ومتوسطة لعام 2007.

 

للمزيد عمان نت

أضف تعليقك