اللاجئون: نريد أن نعيش ولا أحد يساعدنا

اللاجئون: نريد أن نعيش  ولا أحد يساعدنا
الرابط المختصر

انطلقت مسيرة دراجات هوائية تضامناً مع اللاجئين تحت شعار (الأمل)، بتنظيم من مركز العالم العربي لتنمية الديمقراطية وحقوق الإنسان ومؤسسة كير والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في عمّان، في حين أبدى اللاجئون استيائهم من دور المنظمات الدولية تجاههم.ففي مقابل المسيرة والاحتفال لم يمثل يوم اللاجئ للاجئين في الأردن ومن الذين حضروا المسيرة سوى أن يكون محاولة لبعضهم للوصول الى المسؤولين مباشرة لحل معاناتهم المستمرة، وليعبروا عن أحوالهم الصعبة التي يتعايشون معها كل يوم.

فجعفر فالح وهو لاجئ عراقي منذ 1999 في الأردن، شرح معاناته اليومية قائلاً "ماذا أقول في يوم اللاجئ عن الأمل، فالأمل من قبل المفوضية بمساعدتنا مقطوع، نتمنى أن توجد المفوضية حل في أن نستقر في بلدنا او في الأردن او في أي بلد آخر، أنا اعاني حالة اقتصادية واجتماعية ونفسية سيئة، نعاني من الشرطة ومن الوافدين أيضاً، أطفالنا لا يسمح لهم بالدراسة في المدارس".

أحوال اللاجئين في العمل وفي دراسة أبنائهم في المدارس الأردنية تشكل هموماً يومية لا يدركون لها حلاً، ويسرد جعفر ذلك قائلاً "هناك الكثير من الاشخاص المقبولين في المفوضية ولديهم كرت أزرق، لكنهم ممنوعين من العمل داخل المملكة، وإذا عملنا واكتشفوا يحتجزونا مدة تزيد على 20 او 25 يوماً ويكلفنا الأمر مصاريف زيادة حتى نخرج بكتاب، وحتى بعد ذلك نواجه المعاملة السيئة من قبل الجميع وكأننا بشر غير مرغوب بهم، إضافة الى أن لا أحد يقبل أن يكفلنا إلا بمبالغ نحن لا نستطيع أن نوفرها، لا توطين لنا ولا نعرف الأسباب هل هو خلل في القضية أم خلل في مشكلتنا نفسها".

"نريد العيش، وهم لا يريدون أن يوفروه لنا"، هذا ما بدأ به منذر كريم جاسر لاجئ عراقي، ويتابع "الأردن لا يقبل أن يوقع على اتفاقية جنيف عام 1949 ويجددها لمدة سنة أو 6 اشهر، مما يعني أن وضعنا خطر والأيام القادمة صعبة جداً، فإذا كنت لا تستطيع أن تؤمن لنا الحماية لا بأس لكن أمن لي حلاً، فنحن لاجئون من قبل السقوط أي اللاجئين القدامى، فنحن نتعرض للمسائلات يوميا وصعوبات في العمل وفي دراسة أبنائنا وفي مرضنا وحالتنا الاقتصادية صفر، فكيف نعيش؟".

وعلى الحدود الأردنية العراقية، وفي الوقت ذاته أضرب اللاجئون الأكراد عن الطعام بمناسبة يوم اللاجئ العالمي، حيث قال اللاجئ الكردي جمال حسين لعمان نت "لن نقوم بالتراجع عن الإضراب حتى تقوم المفوضية بحل مشاكلنا ومعاناتنا التي استمرت خلال عام ونصف، وعلى المفوضية أن تغير سياستها تجاهنا، فلدينا اطفال مصابون وحالنا صعب جدا ولا منطق يقبل ما نحن فيه، المفوضية تطلب منا العودة الى كردستان، وحريتنا ان نطلب اللجوء الى دولة اخرى لنحفظ أمننا واستقرارنا وحقوقنا السياسية والدولية".

ويقول اللاجئ جمال أن عدد المضربين عن الطعام سيزداد في الأيام المقبلة، "سيشارك في الإضراب الكثيرون، والعدد سيزيد والشخصين الذين أضربا عن الطعام سيستمران في إضرابهما، والمفوضية قررت ان تزور المخيم في 26 حزيران، لكننا لا ندري ما الذي سيحصل بزيارتهم، وقد صدر تقرير بحقنا من قبل منظمة العفو الدولية وبعث بنسخة للحكومة العراقية ونسخة للحكومة الأردنية ونسخة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين واعتبرت المفوضية هي المسؤول الاول عنا، وقد قالوا في التقري انه مضى على وجودنا أكثر من عام ونصف وعلى المفوضية ان توفر لهم متطلباتنا وتحل مشكلاتنا وهو حقنا الشرعي".

مسيرة الدراجات التي بدأت من أمام جريدة الدستور انتهاءً بشارع الثقافة في الشميساني جاءت كجزء من الاحتفالات بيوم اللاجىء العالمي الذي صادف يوم الثلاثاء الماضي 20 حزيران، حيث قال ممثل المفوضية في الأردن روبرت برين لراديو عمان نت في لقاء خلال المسيرة "نحاول في كل عام ان نلفت الانتباه الى قوة مجتمع اللاجئين وكيف يتجاوزون المشكلات العظيمة التي واجهوها في الماضي، ونأمل ان ننشر الوعي والفهم لما يعانيه اللاجئين، والفرق الوحيد الذي يمكن ان يحدث ان نتمكن من إعادتهم الى أوطانهم للعيش بسلام ويستطيعوا قادرين على العودة الى المدارس والعمل، وما نتمنى أن نصل إليه هو التفهم والشعور بما يعانونه ويواجهوه".

وفي المسيرة قالت مسؤولة الإعلام في المفوضية يارا الشريف إن هذه المسيرة أقيمت للإشارة الى الحاجة الى إبقاء الأمل حيا لدى اللاجئين وحقهم في العيش والحماية وإيجاد حلول دائمة له لإنهاء معاناتهم، ويبين شعار يوم اللاجىء العالمي لهذا العام "الأمل" الجهود المستمرة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وشركائها لإيجاد حلول دائمة لملايين اللاجئين والمشردين في العالم. وتأتي الاحتفالات بيوم اللاجىء العالمي بينما يأمل الملايين من اللاجئين حول العالم بالعودة الى أوطانهم أو الدمج المحلي أو إعادة التوطين في دولة ثالثة.

ونُظمت بعد المسيرة رقصات شعبية من الفلكلورين الأردني والعراقي إشارة الى دعم الأردن للاجئين العراقيين، كما أقيمت مسابقة للرسم لأطفال اللاجئين وتم الإعلان عن الفائزين الثلاثة فيها.

وتبين أحدث الإحصائيات أن مجموع اللاجئين عالميا بلغ 8.4 مليون لاجىء وهو أقل رقم يصل إليه عدد اللاجئين منذ 26 عاما حيث عاد أكثر من 6 ملايين لاجىء إلى أوطانهم خلال الأربع سنوات الماضية.

أضف تعليقك