اللاجئون: الاونروا تسير بسرعة نحو النهاية والإدارة تنفي
ينظر اللاجئون في المخيمات الفلسطينية في الأردن إلى ما تقوم به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا من تقليص لخدماتها على اعتباره بداية لإعلان وفاة المنظمة الدولية.
اللاجئون يتلمسون حجم التراجع الكبير في الخدمات خلال السنوات الماضية مقارنة بما كان يقدم عند إنشاء المنظمة، معتبرين أن ما بقي هياكل لخدمات مفرغة من قيمتها ولا تنعكس إيجابا على مجتمع اللاجئين.
الستيني ابراهيم زيتون من مخيم البقعة يقول ان خدمات الاونروا لم تعد كما كانت في السابق، يضيف لم يعد التوجه إلى ما تقدمه الاونروا خيارا لدى العديد من سكان المخيم بعد أن أصبحت الخدمة لا تحل مشاكل المواطنين خاصة الصحية منها.
وبحسبه فان عيادة الاونروا كانت الخيار الوحيد لسكان المخيم بمختلف فئاتهم العمرية، واليوم أصبحت عيادة الاونروا مقصدا لكبار السن بالدرجة الأولى الذين يتعالجون للأمراض المزمنة كالضغط والسكري.
وحول الخدمات الصحية يقول زيتون كانت الاونروا تقدم معونة للمرضى الذين يعالجون في المستشفيات الخاصة في حال عدم توفر العلاج في مؤسساتها أو المستشفيات الحكومية واليوم تنصلت من تلك الخدمة.
عيادة الاونروا التي كان يعرفها جميع سكان المخيم هي اليوم اقرب لطل يزوره كبار السن والحوامل فقط، فيما نسى الشباب وجودها.
حال العيادة ليس افضل بكثير من حال المدارس والتي أصبحت تعاني من أكتظاظ الصفوف بشكل لافت نتيجة لزيادة أعداد الطلاب في ظل ثبات الغرف الصفية والكادر التعليمي، الاونروا التي كانت تقدم للطلبة في مطلع كل فصل دراسي ما يحتاجون من دفاتر وقرطاسية لم تعد كذلك بل قامت في السنوات الأخيرة بإعادة توزيع الكتب القديمة على الطلاب وعدم إتلافها واستبدالها بأخرى جديدة.
الاونروا تبرر عادة تقليص الخدمات بعدم وفاء الدول المانحة بدفع التزاماتها المالية الامر الذي ينعكس سلبا على ميزانيتها السنوية وبالتالي على واقع الخدمات التي تقدمها للاجئين في المخيمات الفلسطينية.
لكن هموم اللاجئين وإحساسهم بمساعي الاونروا للانسحاب من دورها في تقديم الخدمات تمهيدا لحل المنظمة الدولية وتحميل وزر رعاية اللاجئين للدول المستضيفة لهم يقاسمهم فيه عاملون في المنظمة رفضوا ذكر اسمائهم.
وبحسبهم فان ما تقوم به الاونروا يأتي ضمن سياسية رسمية للانسحاب من البرامج الأساسية التي تقدمها، ويتفرع عمل المنظمة إلى ثلاثة أشكال للخدمة هي برنامج الصحة والتعليم والإغاثة والخدمات الاجتماعية.
ويقول عاملون إن المنظمة قامت بتقليص خدماتها في نوعية البرامج المقدمة، حيث شهد برنامج الرعاية الصحية والتعليم تراجعا نوعيا دفع بالكثير من المستفيدين للبحث عن بدائل لخدمات الاونروا كما حرم المستفيدين من البرنامج من خدمة جيدة، كما تم الاستغناء عن بعض الخدمات المقدمة في البرامج كبرنامج الحوامل الذي كان يوفر حصة غذائية لهن.
وبحسبهم فان اهم التقليصات في الخدمة شهدها برنامج الإغاثة والخدمات الاجتماعية، الذي شهد تقليصا للحصص التموينية التي كانت توزع المستفيدين من البرنامج، وإلغاء برنامج القروض الصغيرة.
الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الأردن انوار أبو سكينية ترفض ما يشاع عن تقليص الخدمات واعتباره مقدمة لإنهاء دور المنظمة وزوالها، وقالت " لعمان نت" إن ما يتم هو إعادة تقيم للبرامج المقدمة والخدمات من اجل الوصول إلى اكبر عدد من اللاجئين، حيث يتم إعادة دراسة برنامج الأمهات الحوامل بهدف تطويره بحسبها.
وأضافت لا يوجد تقليص للخدمات مشيرة إلى وجود 172 مدرسة تابعة للاونروا إضافة إلى 24 مركزا صحيا، ولفتت أن عدد المستفيدين من الخدمات المقدمة 55 ألف أسرة سواء الخدمات النقدية أو العينية.
العاملون في الاونروا واللاجئون يعتبرون الأرقام المقدمة حول الخدمات لا تعكس حقيقة تلك الخدمات وواقع المستفيدين منها، حيث حذر العاملون من أقدام الاونروا على اتخاذ خطوات في في القريب ستؤدي إلى تقليص كبير في الخدمة المقدمة في برنامج الإغاثة والاستغناء عن بعضها، من خلال دراسة تقوم على إعدادها حاليا.