الكتابة على النقود حالة نفسية أم مجرد عبث؟

الرابط المختصر

الكتابة على العملات ظاهرة اجتماعية تمارسها فئة كبيرة من الناس ممن يحاولون بكتاباتهم الكشف عن حالتهم النفسية ، او من اجل ان يخلدوا ذكرى ما لمناسبة سعيدة وربما اليمة ، فنرى بعض العبارات التي يكتبها البعض على العملات من مختلف الفئات مثل (للذكرى الاليمة) ، او (ايام الفقر قادمة) ، او (لن انساكي) ، او (عيد ميلاد سعيد) ، او رقم هاتف الشخص وعنوانه ، وعلى الاغلب تكتب العبارات الحزينة على العملات ذات الفئة القليلة مثل الدينار ، بينما تكتب العبارات الرومانسية والاهداءات على العملات النقدية ذات الفئة الكبيرة مثل العشرين والخمسين دينارا ، معتقدين انه كلما ارتفعت قيمة الورقة المالية المكتوب عليها ارتفعت قيمة هذا الشخص من منظورهم.



الا ان الخواطر والعبارات التى تكتب على العملات تصل في بعض الأحيان الى حد التشويه وطمس ملامح العملة من كمية "الشخبطة" والرسوم العشوائية التى تأخذ شكل القلوب والاشجار والورود. وما يزيد في تشويهها انها وفي الكثير من الاحيان تكون مرسومة بألوان ثقيلة تظهر من وجهي العملة وذلك يدفع الباعة والتجار الى رفض هذه العملة من الزبائن ، مشكّكين في انها مزورة. او لأن الزبائن سوف يرفضونها في حال ردها.

ويرى محمد الشامي "محاسب" ان من يلجأون الى الكتابة على العملات هم على الاغلب يعبرون عن الحالة النفسية المتأزمة لديهم ، مثل شدة الفقر او الكبت العاطفي والوحدة ، ولهذا تجدهم يكتبون ارقام هواتفهم او عناوينهم او بريدهم الالكتروني على امل ان يتم التواصل مع الاخرين من خلالها.

واشار محمد ابو غليون "سائق تاكسي" الى خطورة هذه الظاهرة ومدى انعكاسها السلبي خاصة بين من يتداولون العملات بشكل يومي مثل سائقي التكسي او اصحاب المحال التجارية ، مؤكدا انه في كثير من الاحيان يرفض بعض الناس قبول هذه الاوراق ويطلبون استبدالها بعملة اخرى.

د. سري ناصر استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية ذكر بأن ظاهرة الكتابة على العملات ظاهرة مشتركة تشبه الى حد كبير ظاهرة الكتابة على الجدران او على السيارات.واضاف: هذه العبارات ، في كثير من الاحيان يعتبرها البعض تنفيسا عن الحالة النفسية التي يعيشها سواء كانت مادية او عاطفية او اجتماعية.

واشار د. ناصر الى ان هذه الظاهرة بحاجة الى دراسة اجتماعية عميقة.