القوة العاشرة في إضاعة الوقت!!
ما هي نسبة العرب الذين يهدرون معظم أوقاتهم في متابعة البرامج والمسلسلات السطحية الخالية من أي مضمون معرفي أو ثقافي على القنوات الفضائية العربية؟ ربما يعرف جورج قرداحي ومعدو برنامج القوة العاشرة هذا الجواب.
النسبة الأكبر مما تعرضه الشاشات العربية من ساعات بثها سواء المسلسلات التركية أو أفلام الأكشن والرعب والعنف الأجنبية أوالمسابقات أو برامج تلفزيون الواقع أو قنوات الترفيه أو قنوات الدروشة ، وحتى بعض البرامج الحوارية في القنوات الإخبارية هي مجرد مضيعة للوقت. يكاد المرء يحار من نوعية البرامج التي يمكن أن يشاهدها للحصول على معرفة وتسلية بنفس الوقت ، وربما يقتصر الأمر على بعض البرامج الوثائقية وبعض البرامج المفيدة في عدد من القنوات.
ومن الغريب أن القنوات المتخصصة بالمعرفة تحتاج إلى اشتراكات باهظة الثمن وليست متاحة أمام المشاهدين العرب بسهولة ، مما يجعل السيطرة بشكل أساسي للبرامج السطحية. ولكن من المفيد أن نذكر هنا مثالا مختلفا حيث يتم حاليا التجهيز لعرض برنامج اسمه "نجوم العلوم" وهو من إنتاج مؤسسة قطر للتعليم وهو برنامج يعتمد على أسلوب تلفزيون الواقع حيث تم انتقاء 16 شابا وشابة عربية قدموا نماذج لابتكارات واختراعات متميزة من بين حوالي 500 طلب ، حيث سيتم إعطاء الفرصة لهؤلاء الشباب لعرض نتائج ابتكاراتهم والاعتماد على تصويت المشاهدين لاختيار الفائز منها. هذه التجربة ستكون مفيدة جدا في تشجيع المبدعين العرب على عرض نتائج أعمالهم ومنحهم مساحة كافية من الوقت وإدخال مفهوم التميز عبر الإبداع والعقل وليس عبر المظهر والشكل والغناء والرقص الذي يسود في البرامج العربية.
الأمم التي تحقق النجاح هي التي تعمل وتنتج وتقرأ أكثر مما تثرثر على الهواتف الخلوية وتشاهد القنوات الفضائية. القراءة والبحث عن المعرفة في العالم العربي أصبحت عادة أقرب إلى الانقراض ولا يجرؤ الكثيرون على ممارستها علنا وكأنها نوع من تعاطي المخدرات أو الرذيلة وذلك تخوفا من التعرض للسخرية بينما في أوروبا وأميركا لا يمكن أن تجد شخصا في القطار او المطار أو الباص إلا وهو يحمل كتابا ليستفيد منه بدلا من التلصص على خصوصيات الآخرين ، ولكن لا ننسى في النهاية أن حياة هؤلاء الاجتماعة "باردة" كما نصفهم ولا يمتلكون مزايا النق والتطفل والثرثرة وإضاعة الوقت الذي نملكها نحن وندافع عنها باستماتة،.











































