القهوة في عمان شريك في ازدحامات الصباح

الرابط المختصر

يتسابق عمال وموظفون وطلاب كل صباح للوصول كل إلى غايته، وتزاحمهم في خلفية مشهد الازدحام الصباحي مقاهي القهوة السريعة

لتلبية طلب عشاق القهوة التي تفرض نفسها بقوة برائحتها كمنبه آخر للاستيقاظ!.

اشرب قهوتك على الواقف.. وامشي .. بثلاثين قرشا فقط.. على الريحه.. وسط .. ساده كله على ذوقك..

تنتشر المقاهي السريعة في اغلب شوارع العاصمة والمحافظات، فيكاد يكون في الشارع الواحد أكثر من مقهى، فالمنافسة شديدة في هذا القطاع وبطلتها القهوة ذات الحبيبات البنية.

الكل يتسارع لشراء القهوة الصباحية لأجل الاستيقاظ، وفق غالبية المواطنين الذين التقيناهم أمام هذه المحال، ومنهم الشاب الجامعي علي،" يوميا اشتري القهوة، فهي كمنبهة للاستيقاظ بعد سبات عميق".

أما علياء فهي تشتري يوميا كوب من الشاي مع وجبه فطورها، تجد أن " شراءها من هذه المقاهي توفيرا لوقتها وجهدها في إعداد كوب الشاي".

قهوة أبو عيسى السريعة واحدة من أقدم القهاوي السريعة في عمان أنشئت منذ عام 1949 ومنذ ذلك التاريخ وهي تقدم القهوة السريعة لكافة شرائح المجتمع، وألان فروع قهوته منتشرة في كل مكان تقريباً. وفقاً لابنه فراس أبو عيسى.

أبو عيسى ورث هذه المهنة إلى أبناءه وكانت البداية في بسطة متواضعة في وسط البلد، ويضيف فراس" منذ ذلك التاريخ ونحن نعمل في مهنة بيع القهوة والزبائن أصبحوا معروفين بالنسبة لنا، ونلتزم بكافة القوانين التي تفرضها علينا أمانة عمان الكبرى، فنحن ليس لدينا صبي قهوة لتوصيل الخدمة إلى سيارة الزبائن حتى لا نخلق أزمة، وهذا القرار بناء على طلب والدي التزاماً بقرار الأمانة".

أسعار القهوة عند مقهى أبو عيسى تتراوح وفقا لارتفاع وانخفاض أسعار المحروقات، وفق فراس،" لأن أسعار الكهرباء والغاز وكاسات البلاستيك والمواد الأخرى لم تنخفض، ورغم البقاء على ذات الأسعار فلا يوجد ركود لدينا في هذا القطاع لأن لا احد يستطيع أن يستغني عن شرب القهوة في ساعات الصباح الباكر".

أبو محمد بوجهه المجعد وظهره المنحني عمل في هذا المجال منذ 60 عاماً وتحدث إلينا بكلمات مقتضبة " بداياتي كانت في سقف السيل، وحاليا انتقل مكان إلى آخر لتلبية رغبات الزبائن من القهوة والنسكافة، والزهورات والشاي".
محمد يعمل في إحدى المقاهي، في شارع الجاردنز منذ افتتاح هذا المقهى في عام 1997، يبيع ما يقارب من 200 إلى 300 فنجان قهوة في اليوم الواحد وكله فقط بثلاثين قرشا للقهوة الغلي، والقهوة الصب بربع دينار.

وحول قرار الأمانة بعدم تجديد تراخيص هذه المحال لأجل الأزمات التي تخلقها يقول محمد،" هي مجرد قهوة سفري فهذه المقاهي لا تخلق أزمة سير مطلقا ونحن في محلنا ليس لدينا صبي لأخذ طلبات المارة فالكل يصف سياراته في المكان المخصص وينزل بنفسه لأخذ طلبة، وإذا تم إغلاق محال هذه القهوة السريعة فكثير من البيوت سوف تغلق". وهذا عكس ما نلاحظه يومياً من عدم التزام سيارات بتناول فناجين القهوة السفري من نوافذها مخلفه طابوراً من السيارات وراءها غير مكترثين بزواميرها أو بعددها.

الأمانة بدورها منعت أصحاب هذه المقاهي من استخدام الكاسات البلاستيكية لأجل الحفاظ على الصحة العامة، وأوقفت منح تراخيص جديدة لمحال القهوة تفادياً لأزمة السير الخانقة التي تخلقها هذه المحال.