القرية التركية في الأردن.. نسخة مصغّرة لأسواق إسطنبول!
أظهر تأسيس قرية تركية في الأردن تأثير الثقافة التركية في الأردنيين، وميلهم إلى اقتناء المنتجات التركية، واهتمامهم بالثقافة والمطبخ التركيين.
إذا كنت من سكان مدينة إربد (100 كم شمال العاصمة الأردنية عمان)، تستطيع زيارة نسخة مصغرة من الأسواق التركية مثل "البازار المصري"، دون تكبُّد عناء السفر إلى إسطنبول! بعد أن صمّم مستثمرون أردنيون قرية تركية متكاملة داخل "إربد سيتي سنتر"، أكبر المولات في المدينة.
تحتوي القرية على 21 محلّاً تجاريّاً، تقدّم مختلف المنتجات التركية من موادَّ غذائية، وحلويات، ومطاعم وعصائر، وملابس بطريقة مشابهة لطريقة عرضها في الأسواق التركية، ويحرص القائمون على القرية أن تكون جميع منتجاتهم تركية 100% إلى جانب معروضات أردنية.
صمّم مستثمرون أردنيون قرية تركية متكاملة داخل"إربد سيتي سنتر"، أكبر المولات في المدينة (TRT Arabi)
ويستطيع رواد القرية الاطلاع على الثقافة والمطبخ التركيَّين، وتناول اللحم بالعجين الذي تشتهر به مدن تركية إلى جانب شرب الشاي والقهوة في أوانٍ نحاسية مزخرفة، والتمتُّع بالبقلاوة العنتابية الأصلية على أنغام المطرب المشهور إبراهيم تاتلس.
وحسب رئيس غرفة صناعة إربد هاني أبو حسان، أحد مالكي "إربد سيتي سنتر"، تُعتبر القرية التركية أول مركز تسوُّق في المملكة، بأنماط حياة تركية مختلفة، وديكورات أخَّاذة لتبني جسراً بين تركيا والأردن.
يقول: "القرية ساهمت كثيراً في إبراز الثقافة التركية، لكون أغلب المنتجات ذات طابع تركي، وتصميم القرية جاء تركيّاً بالكامل. أردنا التميز في السوق، بعد أن أثّرَت السياحة التركية في السوق الأردنية، وأصبحت الاستثمارات التركية في الأردن ناجحة وتلاقي رواجاً كبيراً، خصوصاً المطاعم".
تحتوي القرية على 21 محلّاً تجاريّاً، تقدّم مختلفالمنتجات التركية من موادَّ غذائية، وحلويات، ومطاعم وعصائر (TRT Arabi)
تأثير سحري للدراما التركية
وساهمت الدراما التركية المدبلجة باللهجة السورية في جذب الأردنيين للثقافة التركية، كما كانت سبباً في رفع عدد السياح الأردنيين إلى تركيا، الذين وصلوا إلى نصف مليون سائح سنويّاً، حسب ما يقول عضو جمعية وكلاء السياحة الأردنية، ومدير عامّ شركة هوليداي للسياحة ياسر عبده، لـTRT عربي.
يفسّر عبده إقبال الأردنيين على السياحة التركية بعدة أسباب، أبرزها " قرب تركيا جغرافيّاً من الأردن، وقرب العادات والثقافة التركية من الشعب الأردني، ورخص الأسعار مقارنة مع دول أخرى، وفرق العملة الذي يصبّ في صالح الدينار الأردني (الدينار الأردني = 8 ليرات تركية)".
وباتت شركات السياحة الأردنية تضع أماكن تصوير المسلسلات التركية على خارطتها السياحية، مثل أماكن تصوير مسلسل "العشق الممنوع" و"حريم السلطان"، بل إن ارتداء خواتم بطل مسلسل "أرطغرل" أصبح رائجاً بين الشباب الأردنيين.
ساهمت الدراما التركية المدبلجة باللهجة السورية في جذب الأردنيين للثقافة التركية (TRT Arabi)
أما الصحفي المتخصِّص في تغطية الأمور الفنية غيث التل، فيعتقد أن للدراما التركية تأثيراً كبيراً على الأردنيين، يقول: "لا يمكن إنكار التأثير الكبير على المسلسلات التركية على المجتمع الأردني بشكل عامّ، فقد دخلت هذه المسلسلات كل بيت وحظيت باهتمام كبير جدّاً قد يصفه البعض بالمبالغ فيه، وهو الأمر الذي دفع التليفزيون الرسمي الأردني إلى بدء عرض مجموعة من هذه المسلسلات منذ نحو عامين، تماشياً مع رغبات المشاهدين، فيما لا تخلو أي فضائية خاصة من وجود أعمال تركية".
يقول التل لـTRT عربي: "بدأت الأعمال الدرامية التركية التي تحكي قصصاً عاطفية بالرواج بشكل كبير بين الأردنيين منذ سنوات طويلة، فيما انقلب الحال منذ بضع سنوات لتحتلّ المسلسلات التاريخية القمة، بخاصة مع ظهور مسلسل أرطغرل، الذي يُعرَض على شاشتَي فضائيتين أردنيتين في آن واحد، بعدما دُبلِجَ إلى اللغة العربية، واستطاع هذا المسلسل أن يشكّل بوابة عبور لمسلسلات أخرى تحمل ذات الطابع مثل (قيامة عثمان) وغيره".
باتت شركات السياحة الأردنية تضع أماكن تصوير المسلسلات التركية على خارطتها السياحية
وحسب التل فإن "حجم تأثير هذه المسلسلات تجاوز الجلوس لساعات طويلة لمشاهدته، فقد أثّرَت هذه الأعمال في تفاصيل المجتمع الأردني، وهو ما بدا جليّاً من خلال ظهور أسماء شخصيات هذه الأعمال تعتلي عدداً كبيراً من المحالّ التجارية، بالإضافة إلى تسمية عديد من المواليد الجدد بأسماء شخصيات هذه المسلسلات".
ويضيف: "قد يُعتبر احتلال المسلسلات التركية أوقاتاً كبيرة من حياة المواطن الأردني سبباً في دفع أعداد كبيرة من الأردنيين إلى السفر إلى تركيا بقصد السياحة وتَعرُّف أهمّ المعالَم التركية التي عادة ما تظهر في هذه الأعمال".
الاهتمام الأردني الكبير بالثقافة التركية دفع كثيرين إلى تعلم اللغة التركية، إذ خرّج معهد "يونس أمره" الثقافي التركي آلاف الشباب الأردنيين خلال سنوات (TRT Arabi)
هذا الاهتمام الأردني الكبير بالثقافة التركية دفع كثيرين إلى تعلم اللغة التركية، إذ خرّج معهد "يونس أمره" الثقافي التركي آلاف الشباب الأردنيين خلال سنوات، وحسبما يقول جنكيز آر أوغلو مدير المعهد لـTRT عربي، فقد "خرّج المركز في عام 2019 ما يقارب 700 طالب أردني".
ومن الطلاب الذين درسوا اللغة التركية الأميرة رحمة بنت الحسن (ابنة عمّ العاهل الأردني).