لم أكد افرغ من كتابة الأحرف الأولى لكلمة تنظيم على محرك البحث google في احد مقاهي الانترنت حتى ظهرت عبارة "تنظيم القاعدة والجهاد في بلاد الشام" على المحرك، الأمر الذي يدل على أن هناك شخصا سبق وان بحث عن هذه المنظمة، الأمر الذي دفعني للتسأول عن مدى وسبب إقبال الشباب على هذه المواقع الالكترونية التي تعرض مشاهد العنف الدموية في كثير من الأحيان، حيث تلجأ هذه التنظيمات لبث أفلامها مستخدمة منتديات الحوار المنتشرة على الشبكة العنكبوتية.وتقوم هذه المنظمات بنشر بياناتها على المنتديات الحوارية على شكل مشاركات أو ردود مستغلّة هذه المنتديات المفتوحة للعامة، كما تعمل هذه المنظمات على نشر أفلام مصورة عن عمليتها من قتل للرهائن وقطع للرؤوس عن طريق رابط الكتروني يقوم المتصفح بالضغط عليه ليشاهد بعدها الفيلم.



ويرى المحامي يونس عرب المختص بجرائم الحاسوب والانتر نت " انه لا يوجد قانون أو تشريع دولي يمكن أن يمنع عرض مثل هذه الأفلام على مواقع الانترنت، كون الانترنت من حيث الفكرة مجتمع ديمقراطي ولا تخضع لقيود إلا بحدود التأثيرات السياسية ومقدرة الدولة على إحداث مثل هذه التأثيرات".



ويضيف عرب " انه وعلى الرغم من عدم وجود قوانين تمنع نشر مثل هذه الأفلام إلا انه على المستوى الوطني يمكن استخدام وتفسير بعض القوانين واستخدامها لمنع نشر مثل هذه الأفلام مثل القوانين التي تتعلق بالأمن الاجتماعي".



خالد حسن 37 عاما صاحب محل انترنت علق على رواج وإقبال العديد من الأشخاص على هذه الأفلام في محلات الانترنت" أنا لا أستطيع منع احد من مشاهدة هذه الأفلام في محلي فهذه حرية شخصية لا أستطيع تقيدها على الرغم من أن كثيرين من الأشخاص يشاهدون هذه الأفلام، شخصيا أنا لا أحب مشاهدة هذه الأفلام لأنها تتضمن مشاهد مقرفه".



الفضول والتسلية والشعور بعض الأحيان بالعز والكرامة من أهم الأسباب التي تدفع المواطنين للإقبال على هذه الأفلام، ويقول محمد 23 عام " إن التسلية وحب الفضول هي التي تدفع الناس لشراء هذه الأفلام على الرغم من المناظر البشعة التي تتضمنها ".



لكن ما رأي علم الاجتماع بالموضوع؟ الباحث الاجتماعي كاظم الكفيري فسر سبب الإقبال على هذه الأفلام من قبل الشباب بأسباب عديدة أبرزها" الضغوطات الهائلة على الشباب خاصة بسبب عدم إعطائهم مساحة للتعبير والمشاركة في شكل عام بالقرار السياسي، إضافة في الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية خصوصا عندما يكون الشخص عاطل عن العمل، كما أن الأصدقاء والتقليد لهم يدفع عدد كبير من الشباب للإقبال على هذه الأفلام من باب الفضول وحب المعرفة".



ومن بعض المشاهدات التي تراها عندما تتصفح هذه المنتديات وجود بعض الردود من الزوار يطلبون فيها أفلام محددة ففي أحدى المنتديات طلب احد الزوار بتزويده بفيلم قطع راس للمواطن الياباني.



الجهاد On Line شكل جديد من أشكال الجهاد، اعتمده الشباب العرب هذه الأيام، للتفريغ عن طاقتهم ومشاعرهم الغاضبة تجاه ما يحدث من قتل وتعذيب ودمار في الدول العربية والإسلامية، فأصبحت مواقع الجهاد على الانترنت وكأنها مسلسل مكسيكي طويل لا يعرف أحد متى ستنتهي وإلى أين ستكون نهاية المطاف.