الفكر العربي في عالم سريع التغير: سؤال الراهن العربي المعاصر

الرابط المختصر

افتتح منتدى الفكر العربي اليوم ندوته الفكرية السنوية للعام الحالي تحت عنوان (الفكر العربي في عالم سريع التغير)، والتي انطلقت اليوم وتستمر حتى غدٍ الثلاثاء، والتي تأتي بالتزامن مع الاجتماع السنوي للهيئة العامة، واحتفال المنتدى بمرور خمسة وعشرين عاماً على تأسيسه.

وألقى الأمير حسن بن طلال رئيس المنتدى كلمة في الجلسة الافتتاحية تحدّث فيها عن وضع الفكر العربي قائلاً "نحن اليوم نعيش في مجتمعاتنا العربية في أزمة، ولكي نحقق التغيير الإجتماعي لابد لنا من إعادة النظر في تفكيرنا، ووضع حوار جديد وتكوين رؤية جديدة بصرف النظر عن أي خلافات بيننا، نحن بحاجة الى قبول الآخر ورؤية الأشياء من مواقع أخرى، والتواصل مع الآخرين من منظور مختلف، المهم أن نجمع بين وجهتي نظر مختلفتين، لا أن نركز على اختلافهما فينتهي الحوار ونعلن استحالته".

كما أشار الى الفرص المتوفرة في العالم العربي والتي تطور مفاهيم التنمية المختلفة حيث قال "الاستفادة من الفرص الهائلة أمامنا تشجع على تطوير التنمية التناظمية في عصر العولمة، وترتبط بالدرجة التي تحافظ فيها على حقوق الأفراد".
 
وترأس جلسة العمل الأولى رئيس وزراء الأردن السابق الدكتور عدنان بدران، وشارك فيها الدكتور أحمد ماضي أستاذ الفلسفة بالجامعة الأردنية بورقة عنوانها (الفكر العربي في عالم سريع التغير: رؤية) تناول فيها التغير الإنساني والاجتماعي السريع وأثره على الفكر العربي، حيث قال "إن عنوان الندوة وضع على أساس أن العالم يتغير بسرعة، وإننا مدعوون أولاً الى إثبات أنه يتغير بسرعة، والسرعة هي سمة التغير الذي طرأ على العالم، على الأقل في القرنين التاسع عشر والعشرين، وإذا أردنا الامتداد زمنيا أكثر من ذلك، نقول إنها لوحظت ابتداء من عصر النهضة رغم أنها لم تكن كما غدت فيما بعد، وهلى أهمية القرن التاسع عشر، فإن القرن العشرين أكثر أهمية فيما يتصل بسرعة التغيير وأخص بالذكر السنوات الأخيرة منه، والسنوات الأولى من الألفية الثالثة".
 
وشارك في الجلسة الأولى أيضاً الدكتور أحمد برقاوي من سورية بورقة عن (الفكر العربي وأسئلة الراهن)، قال فيها "القول بأن الواقع راكد لم يتغير منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى هذه اللحظة المعيشة، قول يتناقض مع سيرورة التاريخ الفعلية. لكن التغير لم يكن في اتجاه الإجابة الواقعية عن أسئلة الفكر العربي الحديث. أي أن أياً من أهداف عصر النهضة العربية لم يجد طريقه الى التحقق".
 
وعن الحرية في الوقت الحاضر وسؤال الأنا المرتبط بسؤال راهن وملحّ أمام الفكر العربي المعاصر، قال برقاوي "إن إعادة السؤال عن الحرية اليوم لا معنى له إلا بطرح الأنا الحر، الأنا الفرد الذي يحب ويكره ويغضب ويشك ويؤمن ويحن ويكتئب ويحلم.. إلخ. هذا هو الذي نسي وعذب. إننا في طرح السؤال عن الأنا على هذا النحو نحرر الأنا من الوعي المتراكم تاريخيا بهذا الكائن الوحيد القادر على التحايل بإخفاء أناه الحقيقية والظهور ظهوراً كاذباً بسبب قمع النظام القيمي – السياسي له والحق أن سؤال الأنا مرتبط الى حد كبير بسؤال راهن وملحّ أمام الفكر العربي المعاصر، ألا وهو سؤال الدين والسياسة والعلاقة بينهما".
 
ويترأس جلسة العمل الثانية الدكتور حسن نافعة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حيث يقدم الدكتور راشد المبارك من السعودية ورقة في هذه الجلسة بعنوان (الفكر.. الفريضة الغائبة).
 
أما في جلسة العمل الثالثة التي تعقد في التاسعة والنصف من صباح يوم غد الثلاثاء، ويترأسها الدكتور عز الدين عمر موسى أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة الملك سعود بالرياض، وتقدم الدكتورة فهمية شرف الدين استاذة علم اجتماع المعرفة بالجامعة اللبنانية ورقة عنوانها (المحلي والكوني في الثقافة العربية: تاريخ لا يعيد نفسه)، كما يقدم د.طاهر لبيب مدير عام المنظمة العربية للترجمة ورقة بعنوان (العربي بين الثقافة السريعة والفكر البطيء).
 
وتعقد في الرابعة مساء من يوم غد الثلاثاء، جلسة العمل الرابعة (مائدة مستديرة) يشارك فيها كل من: الكتور عبد المنعم سعيد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية (مصر) بورقة حول (الصدام الفكري من الداخل)؛ والدكتور حسين عبد الرحمن باسلامة أستاذ الفلسفة بجامعة عدن (اليمن) بورقة تتحدث عن (إشكالية العولمة والفكر العربي المعاصر).
 
كما يقدم الدكتور عبد الأمير الأعسم من العراق وأستاذ تاريخ الفلسفة والمنطق بجامعة عدن فيها ورقة بعنوان (الفكر العربي المعاصر في عالم سريع التغير) لتختتم الندوة بجلسة يترأسها الأمير الحسن بن طلال، في السادسة والنصف من مساء يوم غد الثلاثاء.
 
يذكر أن المنتدى أصدر منذ نهاية عام 2005 مجموعة من المطبوعات، من أبرزها كتاب الندوة السنوية السابقة: (الوسطية بين التنظير والتطبيق)؛ وكتاب المؤتمر الشبابي الأول: (الشباب العربي وتحديات المستقبل)؛ وحلقات جديدة من سلسلة (كراسات المنتدى) تضم (حقائق عن النفط) للأستاذ كمال القيسي؛ و(قضايا شبابية) للدكتور محمود قظام السرحان؛ إضافة إلى كراسة تشتمل على عرض موجز لمسيرة المنتدى خلال خمسة وعشرين عاما بعنوان (ملامح من تجربة منتدى الفكر العربي: نظرة بين الماضي والمستقبل) أعدها كايد هاشم مساعد مدير الدراسات والبرامج في المنتدى وبإشراف د.همام غصيب، وقدمها ضمن محور تجارب ناجحة في مجال نشر المعرفة في الملتقى العربي الثاني للتنمية الإنسانية في البحرين خلال شهر كانون الأول 2005؛ وكذلك مجلة (المنتدى) التي تصدر مرة كل شهرين.
 
ويشارك في الندوة عدد من المفكرين والمثقفين والأكاديميين العرب وأعضاء المنتدى، حيث يناقشون جوانب وأبعاد الفكر والثقافة العربية في ضوء المتغيرات العالمية وتطورات العصر.

أضف تعليقك