الفضاء الإلكتروني..فرصة للتحرر بإيجابية
الحرية الإعلامية المتاحة عبر الانترنت، هي سلاح ذو حدين، إذا أردت، وهي كذلك فرصة جميلة للهروب من قيود وجمود ومحاسبة "على الطالع وعلى النازل" وعلى" اللي أنحكى واللي ما انحكى" إلا أن القليلين ممن أعرفهم استطاعوا استغلالها بالكامل بوجهها الحسن للنهوض بالمجتمع وخلق جيل إعلامي جديد هدفه الأول والأخير خدمة المجتمع ورفاهيته.
ومن هذه الفكرة بدأنا، أو الكثير منا ، ممن قرروا الخوض في هذا الفضاء الإلكتروني الرحب وخلقنا عالم أردني افتراضي بقدر إمكانياتنا يحمل ملامحنا وصفات واقعنا بكل سلبياته وإيجابياته، حملناها معنا إلى شاشات الكمبيوتر وسربناها عبر لوحات التحكم إلى كل قرية تصلها نسمات الكترونية... سواء في الجغرافيا أو إلى تلك القرى التي حملناها في قلوبنا وعقولنا أينما حللنا في مكاتبنا المكيفة ..منازلنا المغلقة .. في المقاهي والأزقة في هذا العالم الرحب.
وهو إذا كان بالنسبة للبعض للأسف "مجد إلكتروني وهمي مداه 15 كيلو بايت " فهو بالتأكيد للبعض الآخر -وهو ما يجب تعميمه -أكبر من ذلك بكثير.
فهو كذلك بالنسبة لي ولجميع العالمين في راديو البلد -عمان نت سابقا- من واقع تراكم معرفة وخبرات وآمال وطموحات شباب تعلموا الكثير-وما زالوا- وأضافوا الكثير أيضاً على منتجهم الإعلامي الذي يضع الإنسان الأردني هدفاً له مهما كان جنسه أو دينه أو أصله..
هي فكرة طموحة آمنت شخصياً بها، بنيت على فكرة مبدعة لشخص مستنير كان وراء بداية عمان نت كأول إذاعة عربية على الانترنت عندما كانت الحرية الإذاعية مقيدة بقوانين تمنع الإذاعات الخاصة، لأن هناك اعتقاد راسخ لدينا جميعا بأن المعرفة في ألأردن ليست حكرا على أحد..لا بل أكثر من ذلك فهي حق...
فالإيمان بالمساواة والتعددية والحق بالفرص المتساوية هو طريق متاح وحقيقي لكل من يريد استغلال هذه الفرصة الإلكترونية الرائعة للتغيير الحقيقي..لأنها كما أزالت الحواجز بين العالم المادي، فهي تزيلها كذلك أمام الكثيرين من عاملين ومتطوعين ومتدربين وحتى مدونين لكي يقفوا على أبواب الإبداع وبعدها تقرر إمكانياتهم ما هو تأثيرهم الحقيقي ونتاج أعمالهم….
بصراحة....
ما قيل هو توضيح لمن اختزلوا المواقع الإعلامية الإلكترونية بأشخاص مبتكريها …ومن ضمنها بالتأكيد عمان نت ..فالأفكار المبدعة التي ترعاها حرية الفضاء الإلكتروني تكبر بمشاركة الجميع وتتطور ككرة الثلج وربما ليس بحجمها فقط وإنما بنقائها كذلك…