العنف في الجامعات.. مسؤولية مؤسسات أم طلاب؟
قال استاذ علم الاجتماع في الجامعة الهاشمية يحيى العلي لعمان نت بأن العنف الجامعي لا يرتبط بالمؤسسات الجامعية وحدها، ولكنه مرتبط بعوامل مجتمعة تتعلق بالطالب وبظروفه المعيشية والاجتماعية والنفسية.
وكان استطلاع للرأي حول ظاهرة "شغب الجامعات" أصدرته جامعة اليرموك حمّل الإدارات الجامعية مسؤولية أحداث الشغب التي شهدها عدد من الجامعات الرسمية والأهلية أخيراً.
إذ كشف هذا الاستطلاع الذي أجراه أستاذ الإعلام في جامعة اليرموك الدكتور عادل زيادات عن 13 سبباً تتحمل الإدارات الجامعية مسؤولية 11 سبباً منها.
الأسباب الـ13...
ويعد وجود مفاهيم ومدركات مغلوطة للعصبية والقبلية بنسبة تجاوزت 84% علاوة على قلّة الوعي والثقافة بمعنى الديمقراطية بنسبة 81% لدى طلبة الجامعات الأردنية، سببين رئيسيين في ظاهرة شغب الجامعات.
واحتل المرتبة الثالثة في سلم المسببات بموجب الاستطلاع موضوع دخول الحرم الجامعي لغير الطلبة بنسبة بلغت قرابة 76% من المستطلعة آراؤهم فيما حلت الواسطة والمحسوبية عند تطبيق الأنظمة والقوانين وقرارات الجامعة رابعا بنسبة اقتربت من 74%.
وكانت جامعة اليرموك شهدت أحداث شغب قبل ثلاثة أشهر تباينت الرواية الجامعية والأمنية حولها وأدت الى اتخاذ عقوبات بالفصل والحرمان من الدراسة لعدة فصول شملت 27 طالبا.
وحل في المرتبة الخامسة بموجب سلم المسببات عدم وضوح مسؤولية رجال الأمن الجامعي داخل الحرم الجامعي بنسبة اقتربت من 72%، فيما جاء تهاون إدارة الجامعة في اتخاذ القرارات الحازمة بحق المشاغبين وذوي الأسبقيات سادسا بنسبة 71% وهي نسبة عالية حسب معد الاستطلاع تعكس عدم وجود الحزم المناسب من الإدارة لردع الطلبة عن الشغب.
ووفق الاستطلاع، أن اللقاءات المخلة بالآداب داخل الحرم الجامعي بلغت نسبتها 67% وتعكس تقصيرا في مسؤولية الجامعة تجاه هذه السلوكيات جراء عدم وجود صلاحيات واضحة لرجال الأمن الجامعي في التعامل مع هذه الحالات.
وبحسب الاستطلاع فإن التنشئة الاجتماعية المتباينة وعدم قدرة الجامعة على صهرها في بوتقة واحدة بما يتلاءم مع رسالتها احتلت المرتبة الثامنة بنسبة تجاوزت 62% بقليل.
وجاء بالمرتبة التاسعة، وفق الاستطلاع عدم استغلال وقت الطالب في تحضير متطلبات الدراسة الجامعية بنسبة 61%، أما عاشرا فكان السبب المتعلق بتأثير برامج العنف التي تبثها الفضائيات على الشباب ومحاولة محاكاتها بنسبة 48.5 بالمائة وهي متدنية مقارنة بالنسب السابقة.
المرتبة الحادية عشرة احتلها الشعور بالإحباط جراء قمع الأساتذة للطلبة بنسبة اقتربت من 40% أما التغاضي عن اخذ الحضور والغياب من قبل أعضاء هيئة التدريس والتجاوز عن النسب المسموح بها فحل في المرتبة الثانية عشرة بنسبة 37.5% فيما حل في المرتبة الأخيرة السبب المتعلق بالأحداث الراهنة في المنطقة " سياسيا " وسجل أدنى نسبة في إجابات الطلبة وبلغت 35.9%.
واعتبر الدكتور الزيادات نتائج الاستطلاع دعوة للجامعة لممارسة مسؤولياتها للحد منها لا سيما وان 11 سببا من اصل 13 حملت المسؤولية للإدارات الجامعية الأمر الذي يحتم إجراء دراسة معمقة لتصحيح الأمور.
وقال إن الاستبانة التي وزعت على الطلبة بينت ضمن بنود مقترحات الحلول أن الواسطة والمحسوبية والحد منهما احتلت المرتبة الأولى بنسبة 81% تلاها تفعيل قرارات الجامعة وعدم تهاونها بحق المخالفين بنسبة 80.7% وحل ثالثا زيادة صلاحيات الأمن الجامعي بنسبة 78.7% تلاه إعادة النظر بتشكيل الأندية الطلابية برمتها بنسبة 77.6% وحلت قضية زيادة العناصر الشابة في الأمن الجامعي للتعامل مع الظروف المختلفة خامسا بنسبة 74.5%.
وحضت الدراسة الجامعة على إيجاد آليات لزيادة الوعي لدى الطلبة حول تشكيل الأندية الطلابية ودورها في مراقبة الانتخابات وتغيير آليات التصويت لتجاوز التكتلات الإقليمية والعصبية والقبلية والطائفية واقتربت نسبة الموافقين على هذا المقترح من 73% الأمر الذي يعكس حسب الباحث ضرورة التركيز على قضيتين للحد من شغب الجامعات الأولى الحد من الواسطة والمحسوبية وتفعيل قرارات الجامعة وإعادة النظر في النظم الانتخابية المتبعة بالجامعة.
دراسة أخرى.. للجامعة الهاشمية..
إلا أن دراسة أخرى يجري الانتهاء منها في الوقت الحاضر من قبل الجامعة الهاشمية تتناول اسباب العنف في الجامعات أيضاً، ويقوم بها الدكتور يحيى العلي، وأظهرت بنتائجها الاولية أن زيادة العنف مرتبطة بعدة مؤشرات أولها أكاديمية واجتماعية وأسرية وسياسية واقتصادية ونفسية تقود الى زيادته في المجتمع الطلابي.
وأجمل الدكتور العلي بعضاً من تلك الأسباب التي ظهرت في دراسة الجامعة الهاشمية قائلاً "صحيح قد تأتي عوامل تعود على المؤسسة، لكن هناك عوامل تعود على الطالب منها مثلاً تدني المعدل التراكمي أو الوضع الإقتصادي الصعب للطالب أو لأسرته، أو ما يتعلق بسلوكيات اجتماعية معينة يمارسها الطلبة، إضافة الى خبرات الطالب المدرسية السابقة في ممارسة العنف، ومنها أسباب متعلقة بأوقات الفراغ".
كما أظهرت دراسة الدكتور العلي التي لم تصدر بعد بأن هناك عوامل نفسية لها دور في ظاهرة العنف الجامعي، حيث أن العنف سلوك عدواني كما يقول العلي ويضيف "والعدوان له تفسيرات ومؤشرات عديدة تتعلق بالطالب وليس فقط على مستوى المؤسسة".
وأضاف العلي أسباب أخرى منها "عمل الطالب بسبب الضغوط المادية، أو فشله الدراسي كل ذلك ربما يسبب له إحباطاً قد يقود الى ممارسة العنف، ومنها ما يتعلق بوعي الطالب لمكانته فعدم فهمه لدوره الاجتماعي ومكانته الجامعي قد تؤدي به الى سلوك العنف داخل الجامعة".
وشملت دراسة الدكتور العلي عينة من 800 طالب وطالبة من الجامهة الهاشمية، جاءت على مستويين من وجهات النظر جزء منها كان من خلال وجهة نظر الطلبة بناء على مشاهداتهم أو على ما كانوا يقومون هم به من سلوكيات، والجزء الآخر من خلال علم الاجتماع والنظريات التي تفسر هذه الظاهرة.
وشرح العلي بأنه "لو كانت المسؤولية على الجامعة فقط لكانت الحلول سهلة، لكن الأمور متعلقة بعدة عوامل للطالب وأسرته والظروف والبيئة المحيطة به، وبأوضاع البطالة والاحوال الاجتماعية بشكل عام".
واستطلاع اليرموك...
وحسب الدكتور الزيادات الذي أجرى الدراسة في اليرموك أن فرضية أن أحداث الشغب التي شهدتها الجامعات أخيرا ليست وليدة الساعة تطلبت إجراءها بعد أن أدت الى وقوع أضرار مادية جسيمة في الجامعات.
وقال ان الدراسة سعت الى تدارس اثر التطورات التكنولوجية على وعي الطالب وسلوكياته وثقافته أو انه يعيش بمنأى عنها ويعاني فراغا أكاديميا وفكريا يدفعه لإشغال نفسه بالمشاحنات والمشاجرات.
واضاف أن الحرية الأكاديمية التي من المفروض أن يتمتع بها الطالب والأستاذ جزء من الحقوق الأساسية في الدستور الذي نص على حرية الكتابة والتعبير ضمن حدود المسؤولية الاجتماعية ومن قبل بموقع المسؤولية عليه تقبل النقد لإصلاح مؤسسته لا التستر على ما يجري لافتا الى أهمية الشفافية والانفتاح على وسائل الإعلام تحت كل الظروف التي تعصف بالمؤسسة.
وأوضح أن الدراسة تضمنت 357 طالبا وطالبة كعينة عشوائية مفردة منها 34.7% من الذكور و 65.3% من الإناث لتعكس واقع أعداد ونسبة الإناث للذكور على صعيد الجامعة.











































