العنف الطلابي المشهد الجامعي الأبرز

الرابط المختصر

تطفو المشاجرات الطلابية مرة أخرى على سطح الأحداث، فلم يخلوا فصل دراسي في العديد من الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة

خلال السنوات القليلة الماضية من مشاجرة طلابية تحولت لحالة من الشغب بين عدد من الطلاب، عجز امن الجامعة أمامها عن السيطرة، مما استدعى تدخل رجال الأمن العام لفض الاشتباك بين الطلبة.

وتختلف الأسباب التي تؤدي إلى الشجار، إلا أنها في مجملها تبدأ بخلاف بين عدد محدود من الطلبة ثم ما تلبث حتى تتسع لتشمل مجموعات طلابية تلتحق للمشاركة إما تحت عنوان الانتصار للصديق او لابن العشيرة.

وقد تحولت هذه المشاجرات الطلابية في السنوات الأخيرة من حالات فردية إلى ظاهرة تستدعي من القائمين على التربية والتعليم في الأردن التوقف للبحث في جذور المشكلة، فبقاء العصبية القبلية لدى الجيل الجديد واعتماده شعار "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" وتزامن ذلك مع العنف الطائفي والمذهبي والعشائري في الإقليم الذي نشهده صبحاً ومساءاً على شاشات التلفزة, قد يحول كرة الثلج التي تبدأ صغيرة إلى كرة تكبر في المستقبل ويصبح من الصعب السيطرة عليها.

ناقوس الخطر قرع أخيرا في جامعة اليرموك، بعد المشاجرة التي بدأت الخميس والتي لا تزال ذيولها مستمرة حتى ساعة اعداد هذا التقرير بين طالبين كما يقول عميد شؤون الطلبة في الجامعة نعمان جبران وامتدت لتشمل عددا من طلاب الجامعة. إلا أنه ومن جهته أكد رئيس الجامعة محمد الصباريني أن الخلاف بين الطلاب "هامشي وبدأ على قضايا شخصية ثم تحول إلى خلاف عشائري".

وخلافاً لما نقله شهود عيان من جامعة اليرموك انه تم ايقاف الدراسة في عدد من الكليات وإغلاق الشوارع المحيطة بالجامعة من قبل رجال الامن بعد تجدد الشجار بين الطلاب وامتداده إلى خارج أسوار الجامعة، قال الصباريني "لقد جرى إغلاق البوابة الرئيسية للجامعة لمدة ساعة واحدة فقط، والدراسة عادت إلى وضعها الطبيعي في الجامعة".
وأعاد جبران أسباب اتساع رقعة المشاجرات الطلابية إلى عدم "إتقان الطلاب للغة الحوار"، في حين طالب رئيس الجامعة الصباريني الطلاب الذين يتعرضون للاعتداء من قبل طلبة آخرين إلى ضرورة اللجوء إلى إدارة الجامعة والتي ستقوم بدورها بمعاقبة المعتدين، وعدم اللجوء للعنف المباشر.

واضطرت قوات مكافحة الشغب إلى فرض طوق امني أمام بوابات الجامعة وإغلاق شارع الجامعة من السيارات المارة، تحسباً لتجدد المشاجرة وامتدادها خارج الأسوار، وفق مدير شرطة إربد العقيد عايد العجارمة الذي اكد ان الامور مسيطر عليها ولم تحدث اي مشاجرة خارج الاسوار.


وقال العجارمة إن المديرية رصدت خلال الايام الماضية مجموعة من الاشخاص المتسببين بالمشاجرة، مؤكدا انه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتورطين في المشاجرة.

وجرت العادة في مثل هذه المشاجرات الطلابية ان تقوم إدارات الجامعة بتشكيل مجالس تأديبية, وايقاع عقوبات مختلفة على الطلاب الذين تسببوا بوقوع الشجار وفقاً للقوانين المعمول بها في الجامعة, وهذه العقوبات قد تصيب بضع عشرات من الطلبة, غير ان إدارات الجامعات لم تبحث في جذور هذه المشاجرات واسبابها.


ويحذر بعض الباحثين والمختصين في التربية من خطورة ان تتحول المشاجرات الطلابية التي تشهدها الجامعات إلى مرآة للمجتمع, لتعكس حالة من الاحتقانات التي سيكون لها آثارها السلبية على المجتمع برمته, ويشيرون إلى ان هذه الظاهرة لها جذورها الاجتماعية, وان الحل في تغيير مفاهيم المجتمع, قبل الحديث عن عقوبات تقع على عدد من الطلاب.

ولم تخرج جامعة اليرموك في المشاجرة الاخيرة عن التقليد المتبع في الجامعات الاخرى, حيث جرى تشكيل لجان تأديبية, وتحويل 12 طالب إلى هذه اللجان كما قال جبران, مضيفا إن "ادارة الجامعة لن تتهاون مع مسببي الشجار, وانها ستقوم بتطبيق القوانين والانظمه عليه, وستوقع أقصى العقوبات بحقهم, وذلك بعد التحقيق معهم".

ويشار الى ان جامعة اليرموك كانت قد أوقعت عقوبات تأديبية بحق 28 طالبا على خلفية المشاجرات التي شهدتها الجامعة الفصل الدراسي الماضي.
وتراوحت العقوبات ما بين الفصل لمدة 4 فصول دراسية وتوجيه الإنذارات المشددة؛ بحيث حصل 7 طلاب على فصل لمدة 4 فصول و4 طلاب لمدة 3 فصول وسبعة طلاب لمدة فصل دراسي واحد وإنذار 10 طلاب إنذارا مشددا.
وبعد فشل الحلول العقابية المباشرة ضد الطلاب؛ هل تبدأ ادارات الجامعة والجهات التربوية المعنية بالبحث في الجذور الحقيقية للظاهرة.

أضف تعليقك