العلاقات الأردنية القطرية .. توتر وانفراج
وصل أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى العاصمة عمّان، في زيارة تعتبر "انفراجاً" في العلاقات الثانئية ما بين الأردن وقطر، بعد أن مرت علاقة البلدين بحالة من التوتر حيناً والبرود حيناً آخر.
وتأتي هذه الزيارة وسط حالة من الانقسام والتوتر والخلافات بين الدول العربية، وبخاصة بعد أن وصلت هذه الخلافات إلى "البيت الخليجي" المتوتر بعد زيادة الصدع والخلافات بين بلدانه تجاه الأزمة المصرية والسورية.
على المستوى السياسي يرى المحلل السياسي جواد الحمد أن زيارة الشيخ تميم للأردن ستحاول نزع الخلافات والصراعات العربية خاصة أن هنالك توازي وتقارب في موقف البلدين تجاه الأزمة السورية، بالاضافة إلى التقارب المعروف بين البلدين تجاه الخلافات العربية العربية.
واشار الحمد إلى انه من المتوقع أن تتطرق الزيارة إلى سبل دعم الأردن للأمن القومي القطري لمواجهة التداعيات الإقليمية وبخاصة مواجهة "التداعيات الإيرانية"، بحسب الحمد.
أما إقتصادياً فيعتقد الحمد أن الزيادة تهدف إلى إعادة تدشين العلاقات لتحقيق مصالح أعلى وأكبر خاصة فيما يتعلق بالاستثمارات القطرية في الأردن، إضافة إلى الدعم القطري ضمن المنحة الخليجية .
ولم تلتزم قطر بعد بدفع حصتها ضمن المنحة الخليجية والتي تقدر بمليار وربع المليار دولار في الصندوق الخليجي للاردن والبالغ خمسة مليارات دولار تدفع على مدى خمس سنوات خصصت للمشاريع التنموية .
لا نية للأردن للتوسط لحل الخلافات الخليجية
أعلنت الأردن قبل أيام موقفاً رسمياً عبر الناطق باسم الحكومة محمد المومني تجاه الأزمة الخليجية قالت فيها إنها ستلتزم بالحياد في التعاطي مع الخلاف القطري مع الدول الخليجية، واشار المومني في ذات الوقت أن الأردن لم يطلب التوسط لحل الخلافات الخليجية.
فيما يرى الحمد أن قطر ترحب بالوساطة لحل الخلاف القطري مع باقي الدول الخليجية إلا ان الاخيرة لن تقبل تدخل الاردن في حل الازمة القطرية الخليجية، مشيراً بقوله إلى حالة الانسجام بين الأمير تميم ابان توليه ولاية العهد وزيارته للأردن مع رئيس حركة حماس خالد مشغل والملك عبدالله انذاك .
العلاقات الأردنية القطرية .. توتر وانفراج
قبل عام 2012 كانت العلاقات الأردنية القطرية علاقات متوترة بالمجمل، ويعود تاريخ التوتر بين البلدين لسنوات ماضية وعلى عدة مواقف منها قضية إبعاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل من الأردن عام 1999 وفشل الوساطة القطرية حينذاك وإلقاء الأخيرة اللوم على الأردن.
كما اجج العلاقات بين الطرفين اجراءات التسفير والإبعاد بحق الأردنيين العاملين في قطر والذي اتخذته قطر خلال الاعوام السابقة .
وتوالت بعد ذلك المواقف عندما قررت الأردن ترشيح مندوبها في اﻷمم المتحدة اﻷمير زيد بن رعد ليكون خليفة لكوفي عنان في منصب اﻷمين العام للامم المتحدة عام 2006 وتصويت دولة قطر لصالح المرشح الكوري جنوبي بان كي مون وسحبت الأردن سفيرها في قطر على إثر ذلك.
وفي عام 2010 عندما أبدى الأمير علي بن الحسين رغبته في الترشح لمنصب نائب رئيس الاتحاد اﻵسيوي لكرة القدم، تعرضت قناة الجزيرة الرياضية للتشويش، واتهمت القناة القطرية وقتها الأردن باحتضان "المحطة" التي شوشت على القناة.
زيارة الشيخ تميم هي الزيارة الأولى له للملكة منذ تواليه مقاليد الحكم في 25 حزيران من العام الماضي.
وسبق الشيخ تميم أن زار الأردن عام 2012 عندما كان ولياً للعهد، ورافق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الأمير القطري في زيارته لعمّان.