العدوان يشرح سر عبارة "الحمد لله على السلامة"

العدوان يشرح سر عبارة "الحمد لله على السلامة"
الرابط المختصر

أشار وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال السابق طاهر العدوان إلى تشكل وعي جديد بين الأردنيين مفاده عدم العودة إلى ما قبل عام 2011 ” الربيع العربي”، وعدم العودة إلى العصور الغابرة التي يهمش فيها المواطنين و تهضم حقوقهم من قبل فئات ونخب تولد لديهم وعي ذاتي زائف بانها وحدها تحتكر السلطة والإرادة الوطنية.

العدوان الذي التزم الصمت منذ تقديم استقالته في الثاني والعشرين من الشهر الماضي وحتى قبولها السبت، كتب على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي ” الفيس بوك” الاحد “سواء عمت الاحتجاجات الدول العربية او بعضها فان هناك مناخ كاسح يفرض على الجميع تغيير المسارات وتجهيز الأشرعة نحو رياح الحرية والديمقراطية واحترام كرامة الإنسان العربي وعقلة وحقوقه”.

واضاف،” أن شعارات الأمن والاستقرار في ظل الدول الأمنية لم تكن سوى غيوم عابرة تخفي غليان البراكين، موضحا بانه ليس في مقدور أية دولة أو نظام بعد اليوم وفي ظل مناخ الربيع العربي ان يساوم ويراوغ أو يؤخر استحقاقات الحرية والكرامة”.

ولفت العدوان، الى ان عبارة “الحمد لله على السلامة” التي كررها عليه الأصدقاء والمعارف بعد خروجه من الحكومة أعطت انطباعا بان خروجه من الحكومة يشبه خروج المريض من المستشفى بعد عملية جراحية خطيرة، وأضاف:” في البداية اعتقدت أنها مسألة تتعلق بحالتي الشخصية فقط لكن ومع تكرارها ، أرى انها كانت جزء من الوعي الجديد المشترك بين الأردنيين الذي تشكل في هذه المرحلة التاريخية الخاصة”.

ووجد ان في هذه الدعوات تعبيرا حاسما على عدم الثقة بالحكومات وبموقع العمل العام، مدللا بان ذلك مؤشر خطير.

واوضح العدوان انه كان يقف مستغربا امام الدعوات المطالبة باستقالته، مشيرا بان الربيع العربي دمر الثقة بالحكومة والأنظمة، وتابع:” في دول العالم الديمقراطية يطالب الناس باستقالة الوزير الذي يظهر تقاعسا أو إخلال بواجباته، اما في بلدنا يفعلون العكس عندما يطالبون باستقالة الوزير الذي يعتقدون انه يقوم بواجبه وهنا لقد دمر الربيع العربي “الثقة بالحكومة والأنظمة وهي مسألة جوهرية في بقائها واستمرارها وحدث هذا في تونس ومصر وغيرهما" .

ولفت بان الحكام تعاملوا مع مطالب شعوبهم واحيانا مع انينها وعذاباتها بـ "اذن من طين وأخرى من عجين"، قائلا:” بانه عندما نزع بن علي ومبارك الطين والعجين بعد فوات الأوان ، صدرت العبارة الشهيرة عن حاكم تونس المخلوع "أنا الان فهمتكم " .

ونصح العدوان الأنظمة ان تنزع الطين عن أذانها وان تصغي باحترام شديد لأصوات الوعي الجديد الهادر لشعوبها، وان لا تستخف بمطالب الحرية والعدالة والتي بدون تحقيقها يحدث طلاق بائن بين الشعوب والحكومات .