العدوان: القدرة على التغيير الجذري أولى تحديات الإعلام

العدوان: القدرة على التغيير الجذري أولى تحديات الإعلام
الرابط المختصر

قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة طاهر العدوان إن التحدي الأول الذي يواجه قطاع الإعلام في هذه المرحلة هو في القدرة على إحداث تحول وتغيير جذري في نظرة الدولة من "صناعة الإعلام" ودفع الحكومة والرأسمال الخاص إلى الاستثمار فيه لتطويره وإنشاء فضائيات وصحف وإذاعات قادرة على المنافسة في كسب عدد من المشاهدين.

وبين  العدوان في ندوة "الإعلام واقع وتحديات" التي عقدت في جامعة الشرق الأوسط  الاثنين أن المنافسة بين الإعلام الأردني والإعلام الخارجي يجب أن لا تدور حول تغطية الأحداث العربية والعالمية وإنما على كسب ثقة الرأي العام الأردني.

وأشار الوزير في الندوة إلى وجود 42 محطة تلفزيونية وفضائية في الأردن، و8 صحف يومية وأسبوعية 42 إذاعة محلية أردنية وأجنبية، موضحا بان هذا الكم الكبير من وسائل الإعلام الأردنية لا يعطي صورة حقيقية عن واقعه.

 وأكد العدد الكبير من الصحف والإذاعات والفضائيات لا يدل على أن صناعة الإعلام تتطور في الأردن أو أنها تجتذب رؤوس الأموال الوطنية، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام المقروء والمرئي والمسموع والالكتروني تواجه ضغوطات مالية كما تعاني من عجز في القدرة على التوسع والتطور واستخدام تكنولوجيا جديدة.

وقال العدوان إن تهرب رأس المال الحكومي والقطاع الخاص من الدخول في استثمارات كبيرة ترتقي بمستوى الإعلام جعل الرأي العام مكشوفا أمام التنافس الذي يحمله الأثير ممثلا بفضائيات عربية وعالمية تتمتع بقوة مالية هائلة تسمح لها بتوظيف الحد الأعلى من الكفاءات وحشدها لجذب المشاهد الأردني والعربي واستقطابه، لافتا إلى أن  فضائيات الخارج أصبحت حاضرة في البنى القائمة للرأي العام وهي تساهم سلبا وإيجابا في تشكيل الوعي الوطني والتأثير في المجتمع المدني.

وبين العدوان أن الكثيرين لم يعودوا يعتمدون في قراراتهم في تلقي المعلومات على وسائل الإعلام التقليدية، موضحا بان الثورة سمحت لوسائل تكنولوجيا المعلومات باتساع رقعة مهنة الصحافة، وأضاف :" لم يعد الصحفي وحده من ينقل الخبر وينشره بين أوسع عدد من الناس ، الآن يشاركه في ذلك الآلاف من البشر الذين يعبرون عن آرائهم ويشاركون الآخرين من خلال الشبكة العنكبوتية اللامتناهية حتى وصلنا إلى عصر "ثورات الفيس بوك" التي نشهدها في العالم العربي". 

وتتطرق الوزير في كلمته عن دور الإعلام في "ثورات الفيس بوك" قائلا بان هذا النوع من الإعلام المجتمعي أظهر مفاجآت لم تكن متوقعة عند أكثر أصحاب الخيال جموحاً.

ووسط قناعات كانت شبه مسلّم بها عربياً وعالمياً، تصف الشباب العربي بأنه سلبي لا يبالي بالسياسة".

وأشار إلى أن هذه المفاهيم  قد سقطت عندما نجح إعلام الانترنت في خلق تيارات شبابية قوية أظهرت رغبتها في الانخراط بالشؤون السياسية، والمشاركة في رسم مستقبل الدول والأوطان.

وقال العدوان في كلمته بانه لا يريد ليقظة الشباب العرب العارمة أن تضل الطريق أو تضيّع خطواتها في غمرة اندفاعاتها نحو الحرية والديمقراطية، مؤكدا بان على الشباب تجنب الوقوع في شرك الأحزاب الشمولية، التي تنجب الاستبداد والديكتاتوريات.

وأضاف" لا نريد للشباب العربي أن يسلموا أنفسهم لصناديق اقتراع لا تقوم على بنية ديمقراطية حقيقية، تغيب عنها أحزاب ذات امتداد شعبي يقوم على البرامج"، آملا بان تتحول قوة الإعلام التشاركي إلى إطارات عمل حزبي تنظمه قوانين الإصلاح السياسي التي تسمح بتجذير حرية الرأي والتعددية السياسية، في الدولة والمجتمع ودعا العدوان الشباب الأردني، الذي يشارك الشباب العربي مظاهر اليقظة الإعلامية والسياسية، أن يعمل على تجسيد الأمثولة الديمقراطية من خلال الانتقال السلمي إلى الإصلاح السياسي الشامل، بالاستناد إلى قيم وتقاليد بلدنا العريق ووفق معايير حقوق الإنسان.