العامل الاقتصادي عائق أمام الترفيه والسفر في الأردن

الرابط المختصر

- "هناك عطلة يومين هذا الأسبوع، أين ستقضيها؟"

- "في البيت، سأرتاح قليلاً من العمل، وأشاهد فيلماً أو فيلمان على الفضائيات".

- "أنا سأزور أقاربي، فرصة.. فلم نرهم في العيد، ولو معنا (مصاري) لكنت سافرت".

هذه الأجوبة تبدو اعتيادية وبديهية بالنسبة للكثيرين في الأردن، فالعطل الطويلة لا تعني لهم سوى فترة إضافية للراحة والنوم، وفرصة لتبادل الزيارات التي لا تجد وقتا سوى الأوقات الإضافية، فالسفر سواء خارج الأردن أو داخلة ليس ضمن تخطيطات المواطنين.



لقضاء الحاجيات!

مثل الجميع يقضي محمد الترك العطلة في المنزل ويجدها فرصة لـ "يظل مع والدته وقت أطول" لكن إن سمحت له الفرصة واستطاع السفر، فـ "سأسافر الى سوريا أو لبنان، لكن في الأردن ليس هناك أماكن مثلما نريد، فالعقبة صغيرة بينما الشام أوسع، والإنسان يبحث دائما عن الجديد".



هبة أسامة تفضل التسوق في العطلة أو البقاء في البيت للمطالعة وتؤكد على أن الدخل المتواضع للأفراد لا يسمح لهم بالسفر، لكنها إن استطاعت الذهاب مع صديقاتها في رحلة فستذهب.



وتشاطرها قمر عوايشة الرأي فهي تقضي يوم عطلتها في البيت، وإذا سمحت لها الفرصة فإنها تمضي العطلة لقضاء الحاجيات الرئيسية التي لا تجد الوقت الكافي لعملها، فعامل الوقت هو السبب الرئيسي.



عقبات مالية.. !

عماد حسن بكر سيقضيها برفقة عائلته في البيت، ويعزي السبب الى الأجواء الشتائية، لكنه يقول "لو كان الجو جيداً لخرجنا الى أماكن لطيفة لأن تكلفتها تكون أقل، لكن لو كنت سأسافر بسبب الأجواء فسوف يكلفني الأمر كثيرا".



وهناك البدائل مثل "أطراف عمان، والأماكن الطبيعية الجميلة في الأردن، وهي لا تكلف كثيرا فنستطيع أن نأخذ طعامنا معنا من البيت مع بعض المرطبات، وهذه الأماكن متوفرة للجميع".



العقبة والبتراء تشكلان الخيار البعيد بالنسبة للعائلات، فكلفة الذهاب الى هناك عالية، فلو أرادوا الذهاب لكلفتهم فوق طاقتهم الإنفاقية، ويشرح عماد بكر قائلاً "لا نستطيع الذهاب إليها مع أننا نحب ذلك، وإذا أردنا الذهاب نذهب مرة واحدة في السنة، الكل يعاني من أوضاع اقتصادية سيئة في الدخل وفي الأسعار المقدمة للمستهلك".



فيصل الشرفات موظف في محل للملابس، وهذه العطلات لا تعني له الكثير لأنه يقضيها في عمله، لكن إن سمحت له الفرصة فسيقضيها في المنزل، أو يزور والدته وأخواته، و"المادة هي السبب الرئيس الذي يمنع الإنسان من الخروج للسياحة.



"كلفة السياحة الداخلية في الأردن عالية، ولو ذهبت للخارج أفضل لي" هذا ما تشير إليه أم أحمد لأن العامل الاقتصادي لا يسمح للعائلات بقضاء العطلات حتى في العقبة أو البتراء.



العامل الاقتصادي بدا العائق الأكبر أمام الرغبة بالترفيه، والسفر يشكل استحالة بالنسبة للمواطنين ذوي الدخل المتدني والذين يشكلون نسبة كبيرة مقارنة مع أولئك الذين يقدرون على السفر وتكلفته و الصرف على وسائل الترفيه ، والعطل الطويلة كما غيرها يقضيها المواطن العادي على التلفاز والنوم وزيارة عائلية مؤجلة منذ وقت طويل.

أضف تعليقك