الضليل تتحول إلى مقبرة مفتوحة للماشية النافقة

الضليل تتحول إلى مقبرة مفتوحة للماشية النافقة
الرابط المختصر

تهيمن على أجواء الضليل شمال شرق الزرقاء روائح الجيف المتحللة ومياه النضح التي تلقيها بعض المزارع والصهاريج في محيط البلدة تحت جنح الظلام، ما يهدد بكارثة صحية وبيئية.

ويعمد بعض أصحاب المزارع إلى التخلص من جيف ماشيتهم النافقة بالقائها على جنبات الطرق الفرعية بين الأحياء وعلى أطراف البلدة حتى يتجنبوا تكاليف حرقها أو دفنها.

ويوجد في الضليل أكثر من مائتي مزرعة أبقار، عدا عن مزارع وحظائر الأغنام المنتشرة بالعشرات.

ويؤكد الأهالي أنهم وجهوا دون طائل عشرات المناشدات إلى المسؤولين من أجل وقف هذه الممارسات التي زادت من استفحال التلوث في بلدتهم الموبوءة أصلا بمخلفات عشرات المصانع.

ويقول المواطن عواد علي “توجهنا إلى الجهات المختصة من أجل وقف عمليات إلقاء الحيونات النافقة على أطراف البلدة وعلى جوانب الطرق الفرعية، ولكن دون جدوى”.

ويشير مواطنون إلى أن بعض أكوام الجيف تظل في مكانها عدة أيام قبل أن تتحرك الجهات المختصة لإبعادها، وأحيانا يتم تجاهل المناشدات فتتولى الطبيعة المهمة بمساعدة الحشرات وبكتيريا التعفن.

وفي ما يتعلق بصهاريج النضح، فإن بعض سائقيها يفرغون حمولاتها في الأودية القريبة من البلدة توفيرا للوقت والوقود اللذين يتطلبهما الوصول إلى محطة تنقية الخربة السمراء، رغم أنها لا تبعد سوى بضع كيلومترات عن البلدة.

ومؤخرا بات هؤلاء أكثر جرأة حيث أصبحوا يفرغون الحمولات في مواقع أكثر قربا من الأحياء، كما يؤكد بسام علي، وهو أحد سكان الضليل.

لا بل إن بعضهم يتعمد إبقاء صنبور التفريغ مفتوحا خلال المسير في شوارع البلدة، وإذا ما جرى ضبطه، فإنه يتذرع بأن ما حصل كان سهوا، وإن لم يُضبط فيكون قد نجا بفعلته وتخلص من الحمولة بأقل التكاليف.

ويعتمد سكان الضليل على الصهاريج لنضح الحفر الامتصاصية التابعة لمنازلهم في ظل افتقار البلدة لشبكة صرف صحي.

وتضم البلدة البالغ عدد سكانها نحو 60 ألف نسمة، بمن فيهم العمالة الوافدة، أكثر من 12 ألف حفرة امتصاصية.

ويقر رئيس قسم الصحة في بلدية الظليل محمد الاتيم بشيوع ظاهرتي إلقاء الحيوانات النافقة، وتفريغ النضح في محيط البلدة من قبل بعض أصحاب المزارع وسائقي الصهاريج، مع تشديده على أن الجهات المختصة لا تألو جهدا لملاحقة المخالفين.

لكنه يشير إلى أن مكمن الصعوبة في متابعة هاتين الظاهرتين يعود إلى حقيقة أن المخالفين يعمدون إلى التخلص من الجيف ومياه النضح بعد انتهاء الدوام الرسمي لمراقبي البلدية.

ويلفت في السياق إلى أن البلدية بصدد استحداث قسم للبيئة لملاحقة هؤلاء.

ويحذر رئيس الجمعية الأردنية لحماية البيئة خضر الغانم من الأثر الخطير لمياه النضح والجيف المتحللة على التربة والمياه الجوفية، فضلا عن الهواء.

ويقول الغانم إن هذه المخلفات تحتوي على أصناف عديدة من المواد شديدة السمية التي تهدد سلامة التربة والمياه الجوفية.

ويوضح بأن مياه النضح خصوصا “تعمل على تشكيل طبقة ذهنية تخنق التربة والمزروعات وتعيق قدرتها على امتصاص مياه الري والأمطار، إضافة إلى أنها تلوث المياه الجوفية، وهو الأمر الذي يهدد صحة الإنسان”.

للاطلاع على تقارير: هنا الزرقاء

أضف تعليقك