الضرب وسيلة التعليم في الاغوار!

الضرب وسيلة التعليم في الاغوار!
الرابط المختصر

 على رغم من التعليمات والقوانين الواضحة من قبل وزارة التربية والتعليم بمنع الضرب في المدارس الحكومية ، إلا أن التخلي عن  مسالة ضرب الطلاب والطالبات في الأغوار وخاصة في المراحل الأساسية يبدو بعيد المنال على حد تعبير سكان الأغوار ،  وبرأي بعض المعلمين والمعلمات بان هذه الطريقة صحيحة لغرس التعليم في أذهنان  طلاب  هذه  المراحل الابتدائية و الأساسية  .
 
المواطن عيد محمد والد لخمسة طلاب  في المدارس  يؤيد أسلوب الضرب  باعتباره  "مجديا وأفضل من غيره من الأساليب  التعليمية  الأخرى" ، وقال إن "هذه الأعمار من الطلاب  لا تتقبل الدراسة والمدرسة ، بسبب عدم رغبتهم الابتعاد عن أجواء البيت ، وتغير البيئة المحيط بهم مضيفا. "بعض الطلبة يستحقون الضرب فلو وضعت نفسي مكان الأستاذ (كان الله في عوني )فلست ألوم الأستاذ على طريقة التعليم بالضرب كعقاب فطلابنا ليس لهم حلا آخر".


أما المواطنة أم عواد من  سكان لواء دير علا أشارت  بان ابنها الأكبر أكد على  إن المعلمين  في مدرسته يقومون  بضرب الطلاب بسبب ومن غير سبب ، وقالت بان الضرب يجعل الطلاب لا يرغبون بالذهاب للمدرسة خوفا من المعلمين ، وأضحت بان معلمات  بعض المدراس في الواء يقمن بضرب الطالبات الصفوف الأساسية بخراطيم اسطوانات الغاز .


أما سهام العشوش والدة الطالبة هدى التي  تعرضت الضرب المبرح و الذي ترك اثر  على جسدها تقول لم تعد هذه الظاهرة مقتصرة على المدرسات  فقط في لواء الأغوار الجنوبية  ، بل أمهات  الطالبات أيضا يقمن  بضرب الطالبات اللواتي يحصل بينهن مشاجرات  داخل حرم المدرسة  ،ودون وجود ردع من أدارة المدرسة " بنتي في الصف السادس قامت  المعلمة بضربها ضربتها على ظهرها ، واثر ضرب  العصا موجود على ظهرها ، ولم يتخذا أي جراء يذكر بحق تلك  المعلمة المستهرة بالتعامل مع هولاء الطلاب "؟.

 

 

ولا تنفي  مدرسة الصف الثاني الابتدائي عبير موسى   وجود هذه الظاهرة بشكل واضح في مدارس لواء الشونة الجنوبية  بالإضافة  إلى  استخدام الألفاظ  الجارحة ، وتضيف  أن عدم استيعاب طلاب هذه المرحلة الأمور بالكلام هو السبب الرئيسي في انتشار ظاهرة الضرب بين هذه الصفوف  وتضيف. "قيام الطلبة ببعض الحركات المشاغبة في الصف أو الحديث مع الزملاء ، أو التقصير في أي من الواجبات المطلوبة منه يزعج المعلمة لذلك تطرء اللجوء الضرب  ."

 

 

 وتضيف " أن بعض الأهالي يغضبون من ضرب أبنائهم خاصة أذا كانوا متفوقين ، ولكن آخرين  يطلبون منا أن نضربهم ألانهم لا يستطيون  ضبطهم في البيت  ويريدون تاديبهم في المدرسة ."

 

 

وفي الوقت الذي يرى فيه احد مدراء مدارس لواء الشونة الجنوبية ان الضرب في المدارس الحكومية ليست ظاهرة ، لانها تمارس بشكل فردي وقليل ، لان التشريعات التربوية تعالج المشاكل ضمن تطبيق الانضباط في المدارس .

 

يقول الطالب علي عبدة في الصف السادس إن " هناك ضرب في كل المدارس الحكومية في لواء وهو شيء معروف ، فكثير من  المعلمين والمعلمات يحملون العصي فيخفونها حينما يأتي احد المشرفين من التربية ."


اختصاصي  علم النفس  باسل الحمد تحدث عن   النتائج  النفسية السلبية الواقعة على الطلاب الذين يتعرضون للضرب من قبل المعلمين والمعلمات في المراحل الابتدايئة ." اغلب التأثيرات تتمثل بالخوف والقلق وتدني تقدير الذات لدى هولاء الطلاب  ، ورواية الأحلام المخيفة ، وتصبح طرق تعبيرهم عدوانية وظهور حالات من العصبية جراء القلق المكبوت لديهم ."

 

المعلمون والمعلمات الذين يقفون حائرين بين الرغبة في تطبيق عملية تربوية سليمة ، وبين  جيل متمرد يتسبب بضغوطات تحيل هذه العملية المدرسية اليومية أشبه بعملاق خارت قواه ماعاد يقدر على الاستمرار بالإمساك بزمام الأمور.