الصيام بين الحرية الشخصية وانتهاك الحريات الدينية

الصيام بين الحرية الشخصية وانتهاك الحريات الدينية
الرابط المختصر

الإفطار أو الصيام في رمضان يعتبره البعض "جزء من الحريات الشخصية"؛ لكن الإجهار به مرفوض على المستويات الدينية والقانونية والاجتماعية؛ حيث يراه البعض اعتداء على حرية الصائم وانتهاك لحرمة الشهر الفضيل؛ بينما يصفه آخرون بأنه جزء من حريتهم الشخصية.

الإجهار بالإفطار قد يكتفي به البعض بالتصريح أمام الآخرين؛ وقد يكون سلوكاً يمارس أمام الصائمين خلال شهر رمضان؛ إلا أن المجتمع الأردني ما زال لا يتقبل هذا الإجهار وينظر إليها بريبة وخروج عن المألوف؛ خاصة في ظل محاسبة القانون لكل من يجاهر بالإفطار سلوكاً في الأماكن العامة.

مدير مديرية الأمن في وزارة الداخلية أحمد العساف أكد على القانون الذي يعاقب الإجهار في الصيام مشيراً إلى أن من يجاهر بإفطاره في الأماكن العامة والمؤسسات الخاصة والحكومية تفرض عليه عقوبات.

كما ويضيف أنه في حال وصول شكوى على مواطن يجاهر بإفطاره؛ يتم تحويله إلى الحاكم الإداري لفرض عقوبة عليه تتراوح ما بين الحجز يومين أو فرض كفالة بتهمة انتهاك المعتقدات الدينية.

إلا أنه وبالنسبة لبعض المواطنين فإن الإجهار بالإفطار هو أمر يدخل في باب الحريات الشخصية كما تراه نداء؛ حيث ترى أنه لا يجوز فرض الممارسات الدينية على أي شخص.

واعتبرت نداء أن منعها من تناول الطعام في شهر رمضان يعد اعتداء على حريتها الشخصية؛ فمن حقها تناول الطعام في أي وقت ترغب فيه. كما وتقترح أن يتم تخصيص غرفة في المؤسسات لكل من يرغب في الإفطار.

بينما ترفض المواطنة سناء أن يكون الإجهار في الإفطار جزء من الحريات الشخصية؛ بل تراه يندرج ضمن الأخلاقيات والآداب العامة.

وبالرغم من عدم قناعة بعض المواطنين بالصيام؛ إلا أنهم لا يحبذون الإجهار بإفطارهم أمام الآخرين؛ حيث يراه ليث انتهاك للحريات الدينية للآخرين.

ويضيف ليث أن المجتمع ما زال لا يتقبل فكرة الإجهار بالإفطار أمام الآخرين؛ حيث يربط ذلك بكون الصيام قد أصبح عادات وتقاليد وليس سلوك ديني.

أما منظور الدين الإسلامي للإجهار بالإفطار فيبين الدكتور محمد القضاء أستاذ الشريعة أنه لا يحق لأي مواطن الإجهار في الإفطار أمام الآخرين حتى لو لم يؤمن بالصيام؛ حيث يرى أن عليه احترام حرمة هذا الشهر وحريات الآخرين.

ويضيف القضاة أن المواطن مقيد بضوابط شرعية وأخلاقية يجب مراعاتها في المجتمع طالما هو يشكل جزء منه.

هذا ودرجت العادة أن يصدر وزبر الداخلية تعليمات بداية شهر رمضان إلى المحافظين والحكام الإداريين باتخاذ العقوبات بحق كل من يجاهر بإفطاره في شهر رمضان في الأماكن العامة .