الصفدي من إيران: رسالتنا الوحيدة وقف العدوان على غزة

الرابط المختصر

 

نفى وزير الخارجية أيمن الصفدي، الأحد، صحة أنباء عن أن زيارته إلى إيران تهدف إلى إيصال رسالة من إسرائيل إلى طهران أو العكس، مؤكدا أن رسالة بلاده الوحيدة هي "وقف العدوان (الإسرائيلي) على غزة".

جاء ذلك في حديث للتلفزيون الرسمي الإيراني، على هامش زيارة رسمية إلى طهران، بدأها في وقت سابق الأحد، وفق بيان للخارجية الأردنية تلقت الأناضول نسخة منه.

وقالت الخارجية إن زيارة الصفدي تأتي "تلبية لدعوة من نظيره الإيراني علي باقري كني، نقل خلالها رسالة من الملك عبدالله الثاني إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان حول الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية".

وأضافت أن الصفدي وباقري كني أجريا "محادثات موسعة بحثت العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية".

وردا على سؤال للتلفزيون الإيراني، قال الصفدي: "أنا هنا اليوم للتشاور حول التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، وكلفني جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين أن ألبي الدعوة إلى طهران، لندخل في حديث أخوي واضح وصريح حول تجاوز الخلافات بين البلدين بصراحة وشفافية، بما يحمي مصالح كل من بلدينا".

وتابع أن ذلك "يضعنا على طريق نحو بناء علاقات طيبة وأخوية قائمة على احترام الآخر، وعدم التدخل في شؤونه، والإسهام في بناء منطقة يعمها الأمن والسلام".

وأردف أن بلاده "سبّاقة في الدفاع عن القضية الفلسطينية، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وإدانة الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة، ورفض كل ما تقوم به إسرائيل من إجراءات تصعيدية تحول دون تحقيق الأمن والاستقرار والسلام العادل الذي نريده بشكل واضح".

غزة وهنية

الصفدي مضى قائلا: "أولويتنا الآن هي وقف العدوان الهمجي الذي يتعرض له أهلنا في غزة، ووقف كل ما تقوم به إسرائيل من جرائم حرب في غزة" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأسفرت الحرب الإسرائيلية، بدعم أمريكي، على غزة عن أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفيما يتعلق باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران الأربعاء، قال الصفدي إن "الأردن كان واضحا في إدانة هذا الاغتيال، وهو جريمة نكراء وخطوة تصعيدية تشكل خرقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واعتداءً على سيادة الدول، ونرفضها بالمطلق".

وبينما اتهمت حماس وإيران إسرائيل باغتيال هنية عبر قصف مقر إقامته خلال زيارته طهران، تلتزم تل أبيب الصمت، وإن ألمح رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إلى مسؤولية بلاده.

وتابع الصفدي: "نطالب بأن يكون هنالك تحرك فاعل يوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ويوقف مثل هذه الخطوات اللاشرعية الإسرائيلية، وارتكاب جرائم ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، لنحمي المنطقة كلها من تبعات حرب إقليمية سيكون أثرها دماري على الجميع".

وزاد: "نريد لمنطقتنا أن تعيش بأمن وسلام واستقرار، ونريد للتصعيد أن ينتهي، وكما قلت في عمّان وأوكد هنا في طهران، الخطوة الأولى باتجاه إنهاء التصعيد هي وقف العدوان الإسرائيلي على غزة".

كما دعا إلى "وقف استباحة حقوق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، ووقف الخطوات التصعيدية التي تدفع المنطقة باتجاه المزيد من الدمار، وتلبية حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة والعيش الكريم والسيادة في دولته المستقلة على ترابه الوطني".

أهداف الزيارة

وحول أهداف زيارته إلى طهران، قال الصفدي: "اطلعت على بعض ما نُسب (إعلاميا) لمسؤولين إيرانيين، وأكدوا لي أن لا مسؤول إيراني قاله حول أن الإخوة في إيران سيسلمونني رسالة إلى إسرائيل، وأبلغت معالي الأخ (نظيره الإيراني) بشكل واضح: لست هنا حاملا رسالة من إسرائيل، ولست هنا لأحمل رسالة لإسرائيل".

وأضاف: "رسالتنا الوحيدة لإسرائيل أعلناها في عمّان وبشكل واضح وصريح على مدى الشهور الماضية: أوقفوا العدوان على غزة، أوقفوا جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني، أوقفوا الخطوات التصعيدية، واذهبوا نحو وقف فوري ودائم لإطلاق النار يتيح لنا جميعا أن نعمل من أجل تحقيق سلام عادل وشامل".

وختم بقوله: "بدأنا (مع إيران) حوارا عميقا نستكمله الآن، في إطار التشاور حول كيف يكون موقفنا واضحا في إدانة ما ارتُكب من جريمة (اغتيال هنية)، وفي التأكيد على ضرورة احترام سيادة إيران والقانون الدولي، وبنفس الوقت يحمي منطقتنا من تبعات كارثية".

وتأتي زيارة الصفدي في ظل ترقب إسرائيل منذ أيام ردود فعل انتقامية من إيران وحماس و"حزب الله" على اغتيال هنية وقبله اغتيال القيادي العسكري البارز بـ"حزب الله" فؤاد شكر في بيروت الثلاثاء، والذي تبنته تل أبيب.

والخميس، قال الصفدي في مؤتمر صحفي: "إذا كان هناك أي تصعيد، فأولويتنا الأولى هي حماية الأردن وسلامة الأردنيين، وأي شخص يريد أن ينتهك سماءنا فإننا سنواجه ذلك، فالأردن لن يكون ميدانا للمعركة، نحن نتعرض للكثير من التبعات والعواقب".

وفي هجوم شنته إيران على إسرائيل في أبريل/ نيسان الماضي، عبرت صواريخ وطائرات مسيرة في أجواء الأردن، فيما أسقطت دفاعات المملكة بعضها لـ"انتهاكها سيادة البلاد"، وفق عمان آنذاك.

وعام 2016، خفَّضت عمان مستوى علاقاتها مع طهران من سفير إلى قائم بالأعمال ولم تعده إلى مستواه بعد؛ تضامنا مع السعودية إثر قطع علاقتهما مع إيران، لكن الرياض وطهرن استأنفتا علاقتهما الدبلوماسية بوساطة الصين في 2023.

أضف تعليقك