الصحة تحصي مثلي الجنس في الاردن

الرابط المختصر

كسرت وزارة الصحة حاجز الصمت الرسمي، حيال ما يشاع عن حالات مثليي الجنس في الأردن.

وبعد أن تداولت مواقع إلكترونية تقديرات غير موثقة، تشير إلى أن أعدادهم في المملكة تقدر بالآلاف، رصدت مديرية الأمراض المنقولة جنسيا في وزارة الصحة 20 شاذا جنسيا (مثلي)، بحسب رئيس قسم الأمراض المنقولة جنسيا الدكتور رجاء العزة، والذي قدر أعداد المصابين بـ"الشذوذ" حوالي 150 شخصا.
وأفصح العزة عن أن هذه الأعداد "متدنية ولا تشكل ظاهرة في مجتمعنا"، لكنه لم يستبعد أن تتضاعف أعداد المثليين في مجتمعنا "المحافظ" وتتجاوز التقديرات المعلنة، في حال لم تتكاتف جهود كل الجهات الوطنية، للتصدي إلى هذا السلوك "المنبوذ في مجتمعنا".
وقال العزة إن "وزارة الصحة تقدم المساعدة الإرشادية النفسية للمثليين جنسيا، باعتبارهم من الفئات الأكثر تعرضا للإصابة بالأمراض المعدية"، خصوصا نقص المناعة المكتسب "الإيدز".
وأشار إلى أن سلوكياتهم "محفوفة بالمخاطر الصحية".
في هذا الجانب الذي يرى العزة، مدى خطورته من الزاويتين الاجتماعية والصحية، فإنه يدعو الأهالي إلى متابعة أبنائهم، ومراقبة سلوكياتهم، ومعرفة أماكن تجمعاتهم.
ولا يطلب العزة من وراء هذا التنبيه ان تضغط الاسر على ابنائها من خلال متابعتهم اياهم، بل إلى منح الأبناء الإحساس باهتمام أسرهم بهم، وتنبيههم لما قد يحرفهم عن مناطق السلوك السوي.
ولتعزيز ذلك، يطالب الآباء والأمهات وأرباب الأسر، بالتقرب من أبنائهم عاطفيا، والتفاهم معهم وخلق حوار مشترك بينهم، حول ما يواجههم من مشاكل نفسية وجسدية، للحيلولة دون وقوعهم في مزالق "الشذوذ" التي قد تودي بحياتهم. وعلى جانب آخر من الأهمية، وبسبب من حرمته الدينية، ورفض المجتمع لهذا السلوك، ونبذ من يسلكونه، فإن الحاجة لتأمين شبابنا من الانزلاق إلى هوة "الشذوذ"، تتطلب إضافة لجهود الأسرة، جهود المجتمع ومؤسساته، عبر تفعيل أدوار الشباب وإشراكهم في نواد رياضية وثقافية، بحسب العزة، وتشجيع مبادراتهم في مختلف المجالات.
وحتى لا ينقضّ هذا السلوك على البنية الاجتماعية، وينخرها، فإن الانتباه إلى معالجته يتطلب، كما يلفت العزة، تدخل الاختصاصيين والمرشدين الاجتماعيين والنفسيين في المدارس والجامعات، لمعالجته وتلافي خطرة، وإفساح المجال لصياغة برامج توعوية وتثقيفية للطلبة، تبين الانعكاسات السلبية لـ"الشذوذ" على الصحة الجسدية والنفسية والمجتمع، وما قد يسببه من نخر للبنى الاجتماعية، وهدم لقيمها.
ويقول العزة من خلال تعامله المباشر مع مراجعي القسم من المثليين جنسيا، إنهم "أذكياء ومتعلمون، لكنهم لا يميلون إلى الجنس الآخر"، ومن ثم، فإن "تفاعلهم مع مجتمعهم كأسوياء، سيكون له إيجابيات عديدة"، ويؤكد على أن "علاجهم ليس مستحيلا لكنه صعب".
كذلك، فإن الضرر الصحي والاجتماعي بسبب "الشذوذ" لا يقتصر على أصحابه، من المثليين جنسيا، بل إنه يلحق الأذى بأسرهم، لما قد يتعرضون بسببه إلى صدمة كبيرة، حين يعلمون بحقيقة سلوكيات أبنائهم "غير الطبيعية"، كذلك، سيشكل التعامل مع الشاذ كعضو في الأسرة، صعوبة كبيرة بين افراد العائلة، وستؤدي هذه الصعوبات الى نشوب مشاكل عائلية، تهدد الأسرة بالتفسخ، أو تجر عليها تبعات اجتماعية ونفسية واخلاقية لا تستطيع تحمل أعبائها.
على صعيد آخر، يصر الشاذ جنسيا على أنه غير مسؤول عن هويته، أو رده النفسي أو حتى لقائه الجنسي الأول، الذي ربما أجبر عليه، لكنه لا بد من أن يتحمّل كلّ شخص شاذ جنسيا مسؤولية اختياره الدخول في أسلوب حياة الشاذين جنسيا، وان يعي عواقب ذلك الاختيار.
فالمثليون، يعيشون في عالم متغاير جنسيا طوال الوقت، أي أنهم غير مستقرين سلوكيا، كما يحاول بعضهم دخول حياة الشاذين، والانخراط فيها، لخلق بيئة نمطية شاذة، قد تشعرهم بالانتماء إلى مجموعة خاصة.
وبعتقد العزة، بالاستناد إلى الخبراء النفسيين والاجتماعيين، بأن "الشذوذ الجنسي سلوك يتم تعلمه، ويتأثر بعدة عوامل من اهمها: حياة غير مستقرة في السنوات الأولى من الحياة، وقلة الحبّ غير المشروط من ناحية الأمّ أو الأب، وعدم القدرة على التقرب من الوالد من الجنس نفسه".