الصباغ: ويكيليكس عربي حلم بعيد المنال

الصباغ: ويكيليكس عربي حلم بعيد المنال
الرابط المختصر

ذكرت قناة "دوتشه فيله" الألمانية أنه "ووسط "تراجع" ملحوظ للحريات، رصده خبراء في الساحة الإعلامية العربية، جاء إعلان موقع "عمان نت" عن اعتزامه ترجمة وثائق "ويكيليكيس" الصادرة عن السفارة الأمريكية في عمان والمتعلقة بالأردن والدول العربية إلى اللغة العربية، ليثير تساؤلات عن إمكانية أن تكون الخطوة بداية لأول ويكيليكس عربي".

ونقلت القناة عن الإعلامية رنا صباغ عضو مجلس إدارة شبكة الإعلام المجتمعي"، والرئيس التنفيذي لشبكة "أريج" للصحافة الاستقصائية، تأكيدها على أن تجربة الموقعين "عمان نت" و"حبر دوت كوم" تأتي كإضافة نوعية إلى المجتمع، انطلاقا من حق الناس في معرفة ماذا يحدث حولهم، لذلك فالموقعان يسعيان إلى نشرها باللغة العربية على أكبر نطاق ممكن بين الجماهير العربية.

وأعربت  الصباغ عن أمنيتها بوجود ويكيليكس عربي، إلا أنها أوضحت أن هناك مجموعة عوامل لن تسهم في إنشاء موقع مشابه لويكيليكس عربيا، حيث يوجد في غالبية الدول العربية، قانون لحماية وثائق وأسرار الدولة، وهو يضع عقوبات شديدة على من يتعاملون مع الملفات المفهرسة بين "سري" و"مكتوم" و"مكتوم للغاية" و"مقيد".

 كما لا يوجد أشخاص كثر، بحسب الصباغ، في الأجهزة العربية البيروقراطية على استعداد للمجازفة في نشر هذه الملفات بهدف إحراج سياسات الدولة، مثل ما حدث مع الجندي الأمريكي في العراق، الذي مكث 18 شهرا أمام جهاز الكومبيوتر وهو يقرأ كل التقارير والمخاطبات التي كانت تذهب من السفارة الأمريكية إلى وزارة الدفاع (البنتاجون) وبالعكس، حتى سئم مما قرأه فقرر نشر هذه الأوراق.

أما القضايا الأكثر إلحاحا عربيا والتي تحتاج لوجود موقع شبيه بويكيليكس،  فرأت الصباغ أنها تتمثل ب السياسة الخارجية والفساد، لأنهما أكبر مصدر قلق للرأي العام.

 فغالبية الحكومات العربية أثبتت أنها تتحدث عن أشياء في العلن، ثم تفعل النقيض داخل الغرف المغلقة، خاصة عند التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، والمشكلة أنهم يدخلون في تحالف استراتيجي مع الإدارة الأمريكية، وفي كثير من الأحيان تخالف أسس التحالف الرأي العام في دولهم، لذلك فهم مجبورون على استخدام اللغتين الخطابيتين للحفاظ على مواقعهم، ظنا منهم أن أحدا لن يعلم، لكن بعد سلسلة فضائح ويكيليكس لم يعد الأمر كذلك واختلفت الصورة كليا، وأصبح ويكيليكس مصدر خوف كبير لهؤلاء الحكام.

أما عن الفساد، فأوضحت أنه من أكثر القضايا التي تحتاج إلى مثل هذه التسريبات لكشف حجم هدر الأموال الذي عادة ما يتم بين المقربين من السلطة وأصحاب المال، لكن بالنهاية هذا الطموح بعيد المدى.

ويكيليكس والصحافة الاستقصائية:

ترى المديرة التنفيذية لشبكة "أريج" للصحافة الاستقصائية، أن موقعا مثل "ويكيليكس" يساعد الصحفيين في كل أنحاء العالم، خاصة هؤلاء الذين يفضلون الكتابة في الأمور الحساسة ولا يجدون لها المعلومات المتوافرة أو متاحة، مشيرة في الوقت نفسه أن ذلك لا يعني بالضرورة أن كل ما يقوله ويكيليكس صحيحا.

وأكدت الصباغ أن على الصحفي الاستقصائي أخذ الإشارة من ويكيليكس ولكن عليه بعد ذلك أن يطابق ما تأتي به هذه التسريبات مع أرض الواقع، ولا يكفي أن نستند إليها كمصدر وحيد، إنما ينبغي التأكد من التوثيق والرجوع إلى أكثر من مصدر بعد ذلك.

وأشارت إلى أنه وللأسف، لا يوجد قانون لحق الحصول على المعلومات في العالم العربي، وهو تشريع أساسي يضمن عمل الصحافة الاستقصائية.

 ولأن الحصول على وثائق رسمية أمر صعب جدا، يمكن الاستعاضة بعمل استبيانات، أو الدخول مثلا إلى أرشيف إحدى المحاكم وقراءة 1800 ملف للخروج منهم بـ 120 قضية فقط تمس موضوع البحث.

أضف تعليقك