الشراء بالتقسيط..ملاذ المقبلين على الزواج

الرابط المختصر

في ظل ارتفاع أسعار الأدوات الكهربائية والأثاث، يجد العديد من الشباب المقبلين على الزواج ضالتهم في تجهيز بيوتهم، عبر تقسيط احتياجاتهم من الأثاث ومستلزمات البيت، على الرغم من ارتفاع الأسعار باحتساب الدفع النقدي "الكاش". وفي الطرف الآخر من العملية التجارية، يجدد تجار محلات بيع الاثاث والادوات الكهربائية آمالهم بتحسن نشاط السوق، وسط بحثهم عن الزبائن عبر عروض الشراء بالتقسيط وتخفيض الأسعار، واعلان الخصومات على ابواب المحلات.

ارتفاع اسعار الاثاث، والبحث عن الجودة في الادوات الكهربائية، إضافة إلى تباين الأسعار بين محلات بيع الاثاث ومحلات بيع الادوات الكهربائية، يدفع الشباب انفسهم إلى تقسيط مشترياتهم، بحسب الدخل الشهري.

أحمد سعيد، أحد الشباب المقبلين على الزواج، وبعد ان عجز عن امتلاك مبلغ نقدي يستطيع من خلاله تأثيث بيت متواضع، اضطر مكرها للتوجه إلى محال البيع بالتقسيط، رغم معرفته ان الاسعار قد تتضاعف، الا ان الظروف اجبرته على اللجوء إلى هذه الوسيلة لإكمال مشوار العمر.

ويروي أحمد سعيد: "ما إن يأتي موعد استلام الراتب، حتى يذهب الجزء الكبير منه إلى تسديد اقساط اثاث بيته، الذي اجبرته ظروفه على شرائه بالاقساط، فيما يحافظ على بقية الراتب للمصاريف اليومية وهي بالكاد تكفي للعيش بكفاف".

وأكد سعيد انه مضطر للبحث عن عمل اضافي، يساعده على التخفيف من وتيرة التقسيط والحد من استنزاف الراتب، بعدما ضاقت به السبل لحياة كريمة في ظل ما اسماه التنامي المتزايد للاسعار، التي استهلكت الجزء الكبير من دخله الشهري، مضيفا ان اسعار الاثاث مرتفعة وان اللجوء إلى الاقتراض أو الشراء بالتقسيط هو الحل الوحيد للشباب المقبلين على الزواج.

وعلى الرغم من تعدد اشكال التقسيط الشهري والتسهيلات المقدمة من محلات بيع الاثاث والادوات الكهربائية، الا ان العديد من الشباب يفضلون الاقتراض من الاقارب والأصدقاء بدلا من فرض زيادة على اسعار المنتج الذي يرغب الشباب باقتنائه.

ويقول ناصر عاطف، البالغ من العمر 25 عاما، إنه لجأ إلى الاقتراض من أصدقائه إلى حين تحسن وضعه المالي، فضلا عن تقسيط مشترياته لمحلات بيع الأثاث، التي يرى عاطف أنها تزيد من كلفة المنتج على حساب التقسيط، وأن التجار يرفعون اسعار الاثاث المباع بالتقسيط بهدف كسب ارباح السلع.

فيما يرى تاجر محلات بيع الاثاث في منطقة وسط البلد كامل الجمزاوي، أن اسعار الاثاث تعود إلى طبيعة المنطقة التي تباع فيها المنتجات، عازيا تباين اسعار الاثاث إلى جودة المنتج وإلى اختلاف المستويات الاجتماعية التي تبحث عن المنتج بحسب امكانياتها المادية.

ويشير الجمزاوي إلى أن البيع بالتقسيط هو الخيار الأفضل للتجار في ظل عزوف المواطنين عن شراء الاثاث والادوات الكهربائية، لاعتقاد المواطنين بأنها مرتفعة ولا تتناسب مع الدخل الشهري للمواطنين.